|
عندما طرحت موضوع مسطرة تنقيط وتقييم أداء الموظفين الجديدة كان الهدف هو فتح نقاش جدي حول موضوع الترقية باختلالالتها وخروقتها ولكن وللأسف الشديد كانت الردود محتشمة ليست في مستوى ردود نتائج الترقية لسنة 2006 الصادمة والحارقة وللتعليق لكم كل الحرية |
|
أرى أن تناولك لردود قراء موضوعك هو المحتشم، كني بنت من شئت و اكتسبي أدبا يغنيك محموده عن كونك مشرفة، لا أعرف هل هي طبيعتك أم قلة تجربة في فتح نقاش أو حوار مع مجموعة من الناس ، ليس بشفاهي حتى نقول إنها زلة لسان، الميزان الحقيقي ياأختي الكريمة لمعرفة درجة فهم و وعي الإنسان هو مدى احترامه لآراء الآخرين مهما كانت، في المستوى كانت او ضعيفة، أنا أعرف أنك ستحدفين هذا الرد، لكن تذكري أنك قلت "... و للتعليق لكم كل الحرية" و قلتها لأنك تعلمين أنك خدشت الحياء الذي يفترض أن يكون بينك و بين من استجاب لطلب نقاشك، كان يفترض أن تشكريهم لأنهم اعطوا أهمية لموضوعك و ساهموا فيه، و مع الأسف بدلها نعتت ردودهم بالمحتشمة.
هذا بالنسبة لردك اعلاه؛ أما بالنسبة للموضوع الذي أشكرك عليه، فأرى أن الوزارة تخبط خبط عشواء و تزيد الطين بلة و فسادا، تقويم أداء العامل في ميدان التربية و التدريس شيئ صعب بل يكاد يكون مستحيل بشكل دقيق و بلغة الأرقام بحيث تضمن به تكافؤ الفرص الحقيقي و ليس الخشبي، وتكمن الصعوبة يا سيداتي ويا سادتي الكرام في كون الذي أو الذين أرادت الوزارة في مقترحها أن توكل لهم مهمة تقييم الأستاذ، لا يستطيعون أن يقدموا نموذجا للأستاذ تطبيقيا و لاحتى نظريا في مهامه التربوية و الديداكتيكية، بلغة واضحة هؤلاء لا يفهمون شيئا من عمل المدرس، فكيف إذن يمكن لهم أن يقوموه، ففاقد الشيئ لا يعطيه، سيقول البعض أني أبالغ و أني أزايد، و حتى أقرب إليكم فكرتي أكثر ، ما اقترحته الوزارة أسميه "تبوليس" و ليس عملا تربويا، لأن التفتيش في الوثائق و الأوراق و معاينة الواجهة، من عمل الداخلية و البوليس الذي يتبنى المقاربة الأمنية و ليس التربوية، فكم من مدرس يعتني جيدا بالوثائق و يواظب و نسمعه في القسم يبدو نشيطا على مدار ساعات السنة الدراسية و ... و يبدو لنا في الواجهة نموذجيا، لكن كان وراء انقطاع هذا الطفل و تعقيد ذلك في شخصيته، ووراء انتحار هذه ، و انحراف هذا أو تلك، و مصائب الأطفال و المراهقين أكثر من أن تعد، و الكثير منها يعانونه في المدرسة و الإعدادية والثانوية. و بالمقابل كم من مدرس لا يبدو كالأول يعني متوسط المجهود كما يبدو لنا ، الواجهة متوسطة العناية لا نسمع جعجعة كثيرا في الفصل ، لكن نتائجه مبهرة مثلا من خلال مستوى تلاميذه المنتقلين إلى المستوى الموالي بالمقارنة مع تلاميذ المدر س الذي و صفته بداية والذين سلموا من عواقب أسلوبه التربوي الشاذ الخفي و تمكنوا من الإنتقال إلى الصف الموالي.. فمن سيحصل على النقطة الجيدة الأول أم الثاني ؟ و من سيتمكن من رصد أخطاء الأول القاتلة؟؟ و الكثير الكثير مما يمكن أن أكتب في هذا الصدد و لن أستطيع أن أحيط موضوع تقويم عمل المدرس إحاطة شاملة و كاملة؛ أنا و أنتم نعلم مدى صعوبة التقويم الحقيقي لعمل التلميذ، فما بالك أن نقوم بذلك لعمل المدرس الذي ضمنه يجب أن يتم تقييم مستوى التلميذ كما جاء في مقترحات الوزارة.
أقترح أن تتم عملية الترقية بالإختيار بشكل آلي و باعتماد الأقدمية فقط، هذا هو الضمان الحقيقي لتكافئ الفرص؛ و بتحديد حوافز مادية ومعنوية على شكل جوائز مهمة تمنح للمجدات و المجدين من هيأة التدريس ، و تكوين خبراء و متفقدين يؤطرون عمل المدرس و يواكبونه يوما بعد يوم ، و يكون مقر عمله المؤسسة و ليس المقهى ، يساهمون في العملية التربوية ، و ليس يفتشون و يغادرون ، تغير لهم التسمية لأن المفتش تسمية عتيقة و نحن في زمن الكفايات؛ هؤلاء الخبراء الذين يمكن لهم نسبيا أن يحددوا المدرس الذي سينال هذا التشريف و التحفيز.
أما بالنسبة للترقية فأنا أعتقد أنها يجب أن تكون من حق الجميع المجد و الكسلان ، لأنه أي أستاذ لا يقوم بواجبه كما يرام ، حرمانه من الترقية سيعقد الأمر الأكثر و الضحية دائما هو التلميذ، و لو قمنا بترقيته سيكون مجهوده أفضل من الأول و لو بقليل، و قد يتغير كليا إلى جيد جدا إذا كانت مشكلته مادية و بترقيته حلت و ها نحن حفزناه و كسبناه. ثم لا ننسى أنا هناك الترقية بالإمتحان رغم زلاته ، حتى لا يحس المجدون بالغبن مما اقترحته.
في الأخير المراقب الخبير الأول والأخير للأستاذ هو الله عز و جل، فلنعمل على نيل رضاه، وسيكفيك من ترقية الوزارة و غير الوزارة.