في الوقت الذي تعيش فيه أكاديمية القنيطرة أخر لحظاتها، و ما يصاحب ذلك من توجس و تخوف للموارد البشرية العاملة بها من المصير المجهول الذي يتربص بها، بالإضافة إلى حالة شبه الفراغ التدبيري الذي صارت تعيش فيه في انتظار الأيام المعدودة التي صارت تفصلها عن الالتحاق بجهة الرباط سلا القنيطرة، وجد رئيس قسم الشؤون التربوية بالأكاديمية السيد المحترم احمد الحروشي المجال مفتوحا على مصراعيه من أجل الصول و الجول في المحيط التربوي بالجهة و التلاعب بمصائر رجال التعليم بمختلف مشاربهم، و تدبير مختلف الملفات بجرعة زائدة من المزاجية و الشخصانية. فالكل يجب أن يرجع إليه في الشاذة و الفاذة وإلا تعنت في التوقيع باسم المدير الذي فوض له الإمضاء. فبعد الجو غير السليم الذي خلقه بقراراته الفردية بالأكاديمية و الجو المشحون و غير المريح الذي انعكس على أداء كل الأطر التابعة للأكاديمية، جاء الدور على مجموعة من الملفات التي أبان إلا أن يتدخل فيها و يعرقل سيرها العادي. فبعد تعنته في الاستجابة لطلبات أطر الإدارة التربوية الراغبين في إلحاق زوجاتهم بهم وفق المذكرات التنظيمية الجاري بها العمل وحفظه للملف بدرج مكتبه إلى تاريخ كتابة هذه السطور، جاء الدور على مباراة الالتحاق بمؤسسة الانفتاح الفني و الأدبي. فالأكاديمية فتحت باب الترشح للجميع كما تشير إلى ذلك المذكرة المؤطرة للعملية، و تمت عملية الانتقاء الأولي بسلام و مرت المقابلات النهائية بسلاسة رغم ما صاحب العملية من تنقل لرجال التعليم من مختلف مناطق الجهة إلى مقر الأكاديمية و خضوعهم لضغط نفسي كبير سبقه إعداد واستعداد للمقابلة طامعين في الاستفادة من هذه الفسحة التي أتاحتها الوزارة من أجل الاشتغال في مجالات تتناسب ومؤهلاتهم و خدمة للمنظومة تماشيا مع التوجهات الإستراتيجية للوزارة . إلا أن السيد رئيس القسم أبى إلا أن يدخل على الخط، ففصل النتائج على هواه مرسخا بذلك للزبونية والمحسوبية ومحتجزا للنتائج النهائية لغاية لا يعلمها إلا هو و الراسخون في العلم.فأفرج في مرحلة أولى عن منصب المدير و المقتصد و الكاتب، ثم أفرج عن المناصب المخصصة للفنون التشكيلية والموسيقى واللغات.ومما يؤكد عدم اعتماد الكفاءة والحكامة في بعض المناصب وخصوصا منصب المدير الذي أقيمت الدنيا عليه حيث أن السيد رئيس القسم انتصر لأحد أصدقائه المقربين فأسند إليه منصب مدير وليحافظ له على تعويض الإدارة فقد ابتدع بدعة القرن إذ تم منح الجميع تكاليف عوض تعيينات ضاربا عرض الحائط المذكرة الوزارية ومنفردا عن كل قررات أكاديميات المملكة،ولربما يعتبر اكاديمية الغرب الشراردة بني حسن مستقلة.هذا وقد علم من مصدر موثوق أن السيد رئيس القسم نظرا للخصاص في هيأة التدريس فقد أوصى لجنتي المقابلة بإقصاء المدرسين على أن يتم إسناد المناصب للفائضين كما لو أنها عملية تدبير الفائض وليس مباراة،أي بمعنى أن المقابلات لم تكن سوى مقابلات صورية،ومما يؤكد كلامنا عدم اصدار نتائج نهائية لجميع المترشحين
مرتبين حسب الكفاءة،كما أن السيد رئيس القسم تعمد هذا التوقيت بالذات على اعتبار أن اختصاصات أكاديمية الغرب الشراردة بني حسن ستزول عند نهاية شهر دجنبر 2015،وبالتالي يكون قد ورث ماخطط له لأكاديمية الرباط سلا القنيطرة.هذا المسلسل الخبيث ليس له ما يبرره سوى المزاجية في التسيير، فجميع الأساتذة اجتازوا المباراة في وقت واحد، فحري بالأكاديمية أن تعلن عن النتائج جملة و تفصيلا بدل الصيغة الحالية التي تدع المجال للشك.مع العلم أن هذا المشروع هو مشروع وطني و التأخر فيه سيحرم تلاميذ الجهة من هذه المؤسسة و التجهيزات و البرامج التي ستقدمها الوزارة لدعمها. فهل هذه هي خدمة مصلحة التلميذ؟ حينما فتحت الوزارة باب الترشيح للاشتغال بهذه المؤسسات، ألم تكن تعلم أن أساتذة مختلف الأسلاك سيترشحون و هي أدرى من غيرها بوضعية الموارد البشرية؟ فلو أرادت منعهم لكانت أشارت إلى ذلك في مضمون المذكرة. أما أن نأتي في الأخير و بعد كل هذه المراحل المقطوعة و نتذرع بما لا يقبله لا منطق و لا قانون فهذا منتهى العبث والاستهتار بأساتذة التعليم. فليس كل مسؤول يجلس على كرسي وثير في مكتب مكيف يمسك بيده أرزاق و أرواح أساتذة التعليم. فعسى أن تجد هذه السطور قارءا لها حتى تعود الأمور إلى نصابها.