حصيلة الشباب المدرس والعمل النقابي 2007 - 2012 - النقابة الوطنية للتعليم فدش

[العصيمي]

حصيلة الشباب المدرس والعمل النقابي 2007 - 2012 - النقابة الوطنية للتعليم فدش

نشر في الاتحاد الاشتراكي يوم 21 - 02 - 2013

إن اهتمام النقابة الوطنية للتعليم بفئة الشباب المدرس نابع من المبادئ التي قامت عليها والتي ما فتئت تعمل على تكريسها خدمة للعمل النقابي في شموليته وهو اهتمام ينطلق كذلك من رصدها لعدة عوامل يتداخل فيها الذاتي مع الموضوعي ولعل أبرز هذه العوامل :
1) أن المجالات التي تدخل في إطار التأطير النقابي هي مقتصرة على المجالات الحضرية ويبقى الوسط القروي بكل إشكالاته يتميز بالضعف على مستوى التأطير النقابي رغم أن هذا الوسط يضم قرابة 42% من الشغيلة جلها شباب.
2) التحول العميق الذي تعرفه بنية المجال الذي تتحرك فيه النقابة حيث تتزايد أعداد المحالين على التقاعد في التعليمين الابتدائي والثانوي وهو تحول سيطال العقليات أيضا نظرا للثورة التي عرفها ويعرفها مجال الإعلام والتواصل والذي أصبح مقصدا مشتركا لنسبة كبيرة من الشباب فضلا عن كونه أصبح مجالا مشاعا ومشتركا.
3) صعود وخفوت الحماس النقابي لدى هذه الفئة في ظروف أحيانا غير مفهومة مما يطرح صعوبة التمييز بين الانخراط الفعلي في العمل النقابي والتأثر به سلبا أو إيجابا.
4) أن الشباب فئة معنية مثل غيرها بطرح وجهة نظرها حول المخارج الممكنة في شموليتها لوضع المنظومة التربوية وبالتالي تركيب تصور ينفذ إلى طبيعة الأزمة التي تنخر المنظومة التربوية بفعل فشل البرامج الإصلاحية.
انطلاقا من العوامل السالفة جاء تصور النقابة الوطنية للتعليم واضحا بالنسبة لهذا المشروع فبادرت ضمن سيرورة دينامية موحدة في التصور والرؤية والانجاز لفتح هذا الروش ومواكبته إن على مستوى التفكير أو على مستوى الاجرأة ليس فقط لترسيخ تقليد أو مسايرة سهلة لما يمكن أن تقوم به هذه الفئة من الشباب ولكن لإيمان عميق بجدوى التواصل باستمرار حول ما يمكن اعتباره مكاسب دالة فعلية تحققت رغم المصاعب التي تدرك النقابة الوطنية للتعليم حجمها وحدودها وأسبابها.
ولترجمة هذا التصور نظمت النقابة الوطنية للتعليم مجموعة من الفعاليات من 2007 إلى 2012 فوردها بعجالة على النحو الآتي:
1) الملتقى الوطني الأول للشباب المدرس : انعقد أيام 30 نونبر و1-2 دجنبر 2007 بمراكش تحت شعار "الشباب المدرس طاقة نقابية وتعليمية خلاقة" حضره 260 مشارك ومشاركة مناصفة وقد تناول الملتقى 4 محاور:
- الشباب المدرس في طليعة المدافعين عن حقوق الطفل
- الشباب المدرس وقضايا التعاون الدولي
- الشباب المدرس وأسئلة التواصل
- الشباب المدرس والحياة النقابية
2) الملتقى الوطني الثاني : انعقد أيام 29-30-31 مارس 2009 بالرباط تحت شعار " من أجل مواصلة الدفاع عن المدرسة العمومية وتطوير المنظومة التربوية" "دورة الفقيد الفضيل الفوال" شارك في هذا الملتقى 210 مدرس ومدرسة وتناول الملتقى 5 محاور :
- المخطط ألاستعجالي وموقف النقابة
- تقنيات الحملات التحسيسية
- أخلاقيات المهنة
- النقابة الوطنية للتعليم تاريخ ونضال
3) الملتقى الوطني الثالث : انعقد بمدينة أكادير أيام 4-5-6 أبريل 2011 تحت شعار " المدرسون الشباب دعامة أساسية لتحديث العمل النقابي واستمراريته" شارك فيه 230 مدرس ومدرسة. وقد تميزت الجلسة الافتتاحية بعرض للأستاذ جمال بن دحمان حول دور النقابة في التعبئة المجتمعية من أجل الدفاع عن المدرسة العمومية من خلال بسط مواصفات المدرسة كفضاء للعدالة والتماسك الاجتماعيين ومسؤولية كل الأطراف وما الدور المنوط بالنقابة في مجال التعبئة المجتمعية من أجل المدرسة العمو مية.
أما الورشات فقد انكبت على 4 محاور :
- الورشة الأولى : اهتمت " بالجانب التشريعي والتنظيمي والعمل النقابي" وكانت من تأطير الأخ عبد المولى بوالزيت عضو المكتب الوطني الذي تناول بالتحليل جملة من المراسيم والمذكرات المؤطرة لعلاقة الموظف بالدولة وتمخضت عن أشغال هذه الورشة مجموعة من التوصيات وجدت طريقها إلى مشروع الملف المطلبي الذي سيقدم للمؤتمر الوطني العاشر .
- الورشة الثانية : اهتمت " بتدبير النزاعات" وأطرها الأستاذ لكبير أحجو استعرض خلالها أسباب النزاعات وطبيعتها في جوانبها السوسيو ثقافية والمهنية وكذا سبل التدبير الايجابي لهذه النزاعات حيث سلط الضوء على :
طرق تدبير النزاع - التفاوض الجماعي - مقاربة التفاوض الجماعي ( التوزيعية والإدماجية) مسلسل التفاوض ( مراحله ? تقنياته ? سيله) مواصفات المفاوض.
- الورشة الثالثة : اهتمت ب " دور التقنيات الحديثة للإعلام والتواصل والعمل النقابي " أطرها الأستاذ أحمد المؤدن حيث تناول الموضوع من خلال 3 محاور :
أهمية استخدام الانترنيت في العمل النقابي
تقنيات الانترنيت
معيقات ومخاطر استخدام الانترنيت في العمل النقابي.
- الورشة الرابعة : اهتمت ب " إشكالية المدرسة العمومية وتحقيق التعليم للجميع وجودته" أشرف عليها الأستاذ خالد اليوبي حيث تناول الموضوع بالاعتماد على بعض الوثائق الرسمية لطرح تصور الوزارة والآليات التي اعتمدتها لتنزيل الشعارات التي رفعتها بخصوص تعميم التعليم وتوسيع قاعدته والارتقاء بالجودة وتحسين الخدمات وتعزيز اللامركزية واللاتركيز ودمقرطة الحياة المدرسية بالإضافة إلى الإكراهات التي حالت دون تحقيقها، كما فصل في مفهوم الجودة والشبكة المقترحة من خلال توضيح معاييرها، استراتيجيتها ومكوناتها.
الملتقى الجهوي الأول للشباب المدرس بجهة الشاوية ورديغة والذي انعقد يوم 25 مارس 2012 بابن سليمان تحت شعار " جيل التغيير لدمقرطة المنظومة التربوية وتجديد العمل النقابي الجاد" شارك فيه حوالي 60 مدرس ومدرسة من الجهة وتناولوا موضوع اللجن الثنائية (التركيبة والمهام) وتجربة النقابة الوطنية للتعليم في هذا المجال وقد كانت من تأطير أعضاء السكرتارية واللجنة الوطنية بالجهة.
الملتقى الجهوي الأول للشباب المدرس بجهة سوس ماسة درعة انعقد بأكادير يوم 31 مارس 2012 تحت شعار " الشباب المدرس : الواقع وآفاق التغيير" حضره أكثر من 100 مدرس ومدرسة بالجهة تناول المشاركون فيه محورين:
- دور الشباب المدرس في التغيير بتأطير من الأستاذ عمر أيت به أما المحور الثاني فقارب موضوع اللجن الثنائية من خلال ملفات التأديب إلى جانب التركيبة والأدوار الأخرى لهاته اللجن.
ولآن الجحود عملة منبودة داخل صفوف مناضلي النقابة الوطنية للتعليم فإن الشباب بقدر ما أبرز خلال هاته المحطات الأدوار الجديدة للعمل النقابي في ظل العولمة المتوحشة فإنه أبى إلا أن تكون ذاكرة النقابة الوطنية للتعليم حاضرة في كل هاته الملتقيات من خلال تكريم مجموعة من المناضلين الرواد والذين ساهموا بمداخلاتهم في النبش في ذاكرة تأبى النسيان.
وأخيرا لابد من الإشارة إلى أن كل هاته الفعاليات تمت بتنسيق بين السكرتارية الوطنية للشباب المدرس والمكتب الوطني فتحية صادقة لهؤلاء الشباب على ما بذلوه من جهد وتفاني من أجل إغناء هذه التجربة وضمان ديمومتها وتحية خاصة للأخ محمد الزعتري عضو المكتب الوطني عراب هذا الورش على صبره وتحمله وعناده الايجابي لإخراج هذا المشروع إلى الوجود والذي يعد مستقبل النقابة والعمل النقابي.