نص زواج هو حكاية المفارقة، حكاية الغرابة والألم، وجكاية الوحدة الموغلة التي عاشها البطل وملها وسيعيشها بعد زواجه وسيملها..
هي حكاية بسيطة ومألوفة من أول الفجر السردي إلى آخر شريط مبتذل، حكاية رجل يحب امرأة وسيتزوجها.. المفارقة أنه لأيلة الزواج سيجد امرأة أخرى، كي يُجرح في عمق كبده ، وسيوغل السارد في العبث بالسكين في الجرح حين يزيد "واسمي موجود في العقد مقترن باسمك"
في حكاية كامي الشهيرة "الغريب" كانت رصاصة واحدة من مرصول تكفي للقتل، واختيار لأكثر من رصاصة هو إمعان في القتل، نفس الشيء هنا، كتابة الاسم في العقد هو إمعان في الجرح، وإمعان في المكر، والرجل في هذا النص مسكين "قولبوه ماشي مرة وحدة، قولبوه مدى الحياة".
لهذا الحد النص يخلق جمالية ما.. لكن
نعرف جميعا أم النص السردي فنيا أكبر بكثير من المادة الحكائية التي يتقنها أسذج الأطفال، النص السردي الفني هو علاقات نصية ورقية وغير ورقية -كما يسميها جاك دريدا-.. وهنا نحن أمام نص يسير برتابة زمنية من أول القص إلى آخره وكأننا أمام نص خبري صرف، ما يميزه فقط هو الفراغات التي يؤثثها الكاتب بالنقط، ولي فيها ملاحظة:
نقط الحذف التي علمونا في المدرسة أنها توضع مكان كلام محذوف، ليست لها هذه الغاية في النص الفني، إنها بالأساس منح زمن قرائي لجملة أو عبارة أكثر من الأخرى، وقد أعود لهذا المفهوم في مقالة خاصة إن شاء الله، لكن هنا أتساءل لماذا بالضبط في مكان معين نقطتان وفي آخر ثلاثة وفي آخر خمسة، وأتوقف كثيرا فلا أوفق في الفرق، أإير أماكن النقط فلا أجد تغيرا ما، وبالتالي أقترح نقطة واحدة أو فاصلة مكان هذا النعدد إلا في المقطع الأخير من "نطقت إلى آخر النص".
ويبدو أن لي هنا نفس الملاحظات عن السارد الذي يشبه سارد نص "ضحكة صفراء"، ولا أود أن أكرر الكلام نفسه هنا..
وعلى كل حال، يبدو أن اشتغالا ثانيا وثالثا ورابعا على هذا النص قد يمنح قوة أكثر، وجمالية وبالتالي متعة للتلقي.
مودتي