سلسة القوارير عندما تتكسر : الفتاة المخدوعة - منتديات دفاتر التربوية التعليمية المغربية
تسجيل جديد
أبرز العناوين



أدوات الموضوع

الصورة الرمزية Tajdadi
Tajdadi
:: دفاتري متميز ::
تاريخ التسجيل: 11 - 1 - 2009
المشاركات: 294
معدل تقييم المستوى: 218
Tajdadi على طريق التميزTajdadi على طريق التميز
Tajdadi غير متواجد حالياً
نشاط [ Tajdadi ]
قوة السمعة:218
قديم 01-06-2009, 11:46 المشاركة 1   
جديد سلسة القوارير عندما تتكسر : الفتاة المخدوعة

الفتاة المخدوعة


بقلم : حنان لشقر
ــــــــــــــــــــــــــــــ
لقد ألفنا مشاهدة الأفلام السينمائية و المسلسلات المأساوية أو الفكاهية ، و قراءة القصص الشيقة المضحكة أو المحزنة ..؛ نشاهد أو نقرأ من البداية وننتظر النهاية بكل شوق ، أو بكل خوف ، لنظفر بمرادنا بعد زمن يسير حين تنحل العقدة و تنتهي الحكاية .
ولكن في مسار حياة الإنسان ، تبدأ حياة الأفراد بأشكال وفي ظروف مختلفة ، ليعيش كل واحد منا وهو يترقب المستقبل المنشود بتفاؤل وأمل أو بخوف وقلق ؛ غير أن النهاية تكون بعيدة المنال ، و قد تبعث على السّأم والملل ، مما قد يؤدي إلى صعوبة التتبع . ويمكن من كثرة الانتظار ألا نهتم بمرور الأيام و الأحداث ..، ثم قد لا نبالي بالنهاية . و هكذا قد يعيش كل واحد منا عقدته و حكايته في معزل عن حكايات و عقد الآخرين . فلا أحد يهتم و لا أحد يعتبر .
و تحمل الحياة بين جنباتها قصصا مثيرة ومعبرة ، يمكن أن نلتفت إليها كما يمكن ألا نلتفت ...
من بين تلك القصص المثيرة المعبرة هذه القصة القصيرة لحياة قصيرة ، لفتاة مغربية عاشت بين أحضان هذا الوطن ، في إقليم من أقاليم الجنوب ، في حي من أحيائه الفقيرة المهمشة . عاشت طفولتها تلعب وتمرح كبقية الأطفال ، تبتسم للحياة على أمل أن تبتسم لها . عاشت طفولتها بجانب الجدة العجوز التي فاضت لها بحضنها حبا وحنانا وعطفا ، كما عاشت طفولتها بعيدا عن حنان و عطف الأم و الأب ، و حب الإخوة ودفء الأسرة الصغيرة ... انساقت الأسرة لظروف العيش الصعبة وعدم توفر فرص العمل فغادرت الوطن نحو إحدى دول الخليج العربي ، كما أُرغمت على ترك فلذة من فلذات كبدها وزهرة من زهرات بستانها لتعيش بعيدا عن رعايتها ما دام أن إجراءات نقلها معها لم تكن في متناولها .
عاشت الطفلة بجانب جدتها تملأ البيت فرحا ومرحا تُشغل بهما وقت جدتها و تخفف بهما عنها لوْعة الوحدة . كُنتَ تراها بجسمها الرشيق يتحرك بكل خفة و نشاط هنا وهناك بأرجاء البيت ، تغمر جنباته حياة و بهجة ..؛ كانت كغيرها ممن كن في سنها تلعب و تمرح كما كانت تبكي و تحزن ؛ تستكشف الناس بنظرات طفولية بريئة من عيون سوداء جميلة ، و تستقبلهم بثغر صغير تزينه ابتسامة جميلة عذبة ... و ربما عاشت بقلب رقيق يخفي حزنا دفينا على فراق الأحبة ... قضت الطفلة سنوات من عمرها مع جدتها على تلك الحالة لا ترى أسرتها إلا عند كل عطلة لفترة لا تتجاوز أياما معدودات .
بلغت الطفلة ثنتا عشرة سنة من عمرها ، و عادت والدتها وإخوتها من رحلتهم الطويلة للاستقرار ببيت يسعهم جميعا بناه الوالد قرب الجدة . أما هذا الأخير ، فقد ظل بعيدا حيث انتقل من الخليج إلى الدار البيضاء سعيا وراء لقمة العيش ... لكن وبالرغم من استقرار والدتها قريبا منها فإن شمل الأسرة لم يجتمع ؛ فقد فضلت الطفلة البقاء في حضن جدتها الذي ألفته ، لتعيش إذن ما تبقى من طفولتها متذبذبة ما بين منزل والدتها ومنزل جدتها ... غير أنكَ كنتَ لا تراها بالرغم من ظروفها غير الطبيعية تلك إلا باسمة الثغر ، خفيفة الظل ، مائلة إلى الضحك والدعابة ، تستهوي بروحها المرحة قلوب أقرانها في الحي و المدرسة من الفتيان والفتيات ..؛ أذكُرُها مرات عديدة عندما كان يخرج التلاميذ من المدرسة عائدين إلى بيوتهم البعيدة ، كنت ترى عصابة منهم متحلقة حولها و هي تسير وسطهم تمنحهم لحظات من الضحك و المرح بمزاحها و نكتها ، و تمثيلياتها التي تقلد فيها كل من تراه يثير سخريتها و سخرية أقرانها...
و منْ منا يمكنه أن ينكر أنه لم يكن فيه شيء من شقاوتها تلك ؟
انقطعت فتاتنا عن دراستها ... و بلغت من عمرها ستة عشرة سنة ..؛ سن كانت تحاول أن تتجاوز فيها طفولتها كما كانت تحاول أن تلتحق بعالم الكبار ..؛ مرحلة اضطراب و تقلب ارتكبت خلالها أول خطيئة وآخر خطيئة : صدقت الساذَجة كذبة شاب من الشبان ، فدخلت بذلك عالم الأحلام و الأوهام ، لتستمع بكل لذة و نَهم لكلامه المعسول المنسق بكل عناية ، الكلام المستمد من كتب العشق الرخيص و مغامراته " البطولية " المسبقة التي يتفاخر بها أمام خِلانه ؛ ولتقرأََ بكل نشوةٍ و تيهٍ رسالاته الغرامية التي تعب وكد الليل بطوله في كتابتها وشبك خيوط كلماتها المثيرة ؛ و لتنتقل الفتاة بكل سذاجة من مرحلة الاستماع ، من مرحلة الأخذ إلى مرحلة العطاء ، العطاء الرخيص ؛ فأصبحت تهيم في بحر الحب ، والعشق والهيام . نعم : الحب ، العشق ، الهيام ..؛ كلمات ألفت سماعها في الأفلام و المسلسلات ، لا ضير إذن أن تجرب أو تتخيل إحساسها لأول مرة في حياتها ؛ فبدأت بالتنفيذ : لمسة ..، مجرد لمسة ؛ ثم قبلة ..، مجرد قبلة ؛ ثم عناق حار..، مجرد عناق حار تتبعه ممارسة جنسية عادية و بسيطة ... بتفكير أو بدون تفكير، بتردد أو بدون تردد ؛ وحتى لو ترددت ، سيقنعها حبها الكبير بكلمات أقنع بها غيرها من الساذجات المغفلات و حجته الدامغة الأفلام و المسلسلات : " إنها مجرد ممارسة خارجية !.. لن تشكل أية خطورة ، فبكرتك ستبقى في الحفظ والصون ..؛ دعينا نستمتع قليلا أنا و أنت " ... نعم تجربة عاشتها الكثيرات ..؛ فربما نجَيْن منها وخرجن سليمات ، ليتابعن حياتهن بشكل عادي ، يتفاخرن بـ " شرفهن " أمام الناس والأقارب ؛ أو ربما تأثرن بالتجربة ، ليحصدن نتائجها المريرة ، كما حصل بالفعل لصديقتنا ...
لقد صدمت بعد فترة بخبر أدخل الرعب إلى قلبها و طاش له عقلها ، وجعلها تفكر ألف مرة ومرة ..، و لكن بعد فوات الأوان ...؛ إنه الخبر الفاجعة ..، خبر الحمل ... كيف لها أن تحمل و هي ما تزال بكرا ؟ !.. الأمر ممكن ، و ذاك ما كانت تجهله .
فكرت ألف مرة و مرة ... بعد فوات الأوان ..، فكرت في وقْع الفضيحة على جدتها و والديها و إخوتها ..، فكرت في مصيرها بعد الفضيحة ..، فكرت في مصير ذاك الجنين الذي سكن أحشاءها هكذا فجأة قبل الأوان ... و فكرت ألف مرة و مرة ... ما لي أرى الأزواج يفرحون و يسعدون بخبر الحمل و أنا الشقية به حزنى و تعسى ؟.. بالرغم من مشاعر الخوف و الحزن و الندم التي تملّكت قلبها إلا أنها أوهمت نفسها بقليل من السرور : ...إنه خبر يمكن أن يثلج صدر حبيب القلب الذي جمعتها به لحظات سعيدة علّه يقرر أخيرا جمع شملهما ، ويتوج قصة الحب التي عاشاها معا بالزواج الذي طال ما وعدها به ؛ أليس هذا ما كانت تحكيه عيناه الساحرتان الحالمتان ؟ أليس هذا ما كان يعدها به كلما أحست في حركاته و كلماته المعسوله حبا شديدا لا يُكنّ لها مثلَه أحد ..؟.. ألم يعدها بلبن العصفور ..؟ ألم يهمس في أذنيها بأنه سيجعلها تعيش أحسن عيشة و في أحسن القصور ..؟.. ألم تسمع و تقرأ عن فرسان الأحلام و كيف تضحي لأجلهم العاشقات الحسان ..؟
أو ليس هذا ما تحكيه قصص السينما و المسلسلات الجميلة بنهاياتها السعيدة ؟ !...
... الأمر لم يجر كما توقعته أو تمنته ؛ فسرعان ما كشف الحبيب عن قناعه المزيف و نيته المبيتة الخبيثة ... سرعان ما غير أسلوبه اللبق المخدر الذي يسكن الآلام إلى أسلوب فظ صادم تقشعر له الأبدان ... واجهها بغضب جامح على أثر سماعه الخبر ، واتهمها ، وسبها ، و شكك في نسب جنينها إليه ، وحمّلها كامل المسؤولية ... لم تستطع الفتاة الدفاع عن نفسها ، فقد كفتها الصدمة من موقفه غير المتوقع و ألجمت لسانها ..؛ لتكتفي بدموع الألم و الحسرة و الندم تسيل رخيصة على خديها . حاولت الفتاة إقناع الشاب في كل مرة تستطيع العثور عليه فيها بإصلاح خطيئتهما ، والتزوج بها ؛ لقد توسلت إليه و توددت ، وركعت له و سجدت ، وقبلت قدميه و تمرغت ..؛ ولكن بدون جدوى ؛ ففي كل مرة تزداد فيها هي ذلا و هوانا ، يزداد فيها هو فخرا و "رجولة" : مجرد تجربة جديدة يضيفها الرجل إلى رصيد لائحة مغامراته البطولية ؛ و يفاخر بها خلانه خلال ليالي السهر و السمر و معارك الرهان ...
لم تستطع الفتاة كشف الخبر لوالدتها ..؛ ولكن ليس هناك ما يمكن إخفاؤه ، فبطنها بدأ ينتفخ رويدا رويدا ، والشكوك بدأت تحوم حولها رويدا رويدا ، ونظرات الناس توجه إليها في استنكار ألف سؤال وسؤال ... وسرعان ما اكتشفت الوالدة العار الذي حل ببيتها ، لتحصل أخيرا بعد صراخ و صراخ على اعترافٍ من ابنتها باسم الشاب الجاني ، و لتتهمه الأم أمام القضاء بالتغرير بابنتها القاصر . حمّلته الأم مسؤولية الحمل ، غير أن القضاء لم يحمّله شيئا ..؛ خسرت القضية بفضل الخِلان الذين شهدوا لخليلهم بأن للفتاة علاقات أخرى بشبان آخرين ؛ فلم تحصد المدعية سوى ثمار الخيبة ، ودموع الألم ، و إشارات الفضيحة و العار .
لقد خسرت الفتاة كل شيء ؛ لمْ تنفعها لا بكرتها التي بقيت سليمة ، ولا حبها الخيالي الذي حطم فؤادها و عبث بشرفها . تخلى عنها الجميع حتى والدتها التي بادرت إلى طردها من المنزل ، فلم تجد في استقبالها غير أحضان الشارع كي تقاسي وحدها تكاليف العيش ، و وهن الحمل ، واحتقار الناس ..؛ مجرد قمامة بشرية من القمامات التي يلفظها المجتمع بقساوة سواء أكانت ظالمة أم مجرد ضحية .
فترة تشرد لم تدم طويلا ؛ فسرعان ما انبعثت عواطف الجدة و تحركت من عقالها نحو الفتاة ، لتتناسى مرارة الفضيحة ، وتضم فلذة كبدها إلى أحضانها من جديد ... دعم أعاد الأمل ولو نسبيا لقلبها بعدما أصبحت بعد مدة قصيرة أما لطفلة ينتظرها مستقبل مجهول . تكفلت الجدة برعاية الطفلة الصغيرة ، بينما الأم تجري و تسعى وراء لقمة العيش .
مرت عليها سنة و هي على تلك الحال تعاني قساوة الحياة و تتجرع مرارتها ، و تتحسر على ما زرعت و ما حصدت ... مرت عليها سنة كأنها دهر ، لا أمل يبدو في الأفق و لا خلاص ؛ تقضي النهار بطوله في مذلة و هوان ، و تبيت الليل بسكونه في هم و حَزَن .
لكن سرعان ما بدا و كأن الغُمة ستنزاح و لو قليلا ..؛ فبعد مدة قصيرة تقدم عجوز أرمل لخطبة الشابة الصغيرة . و كأنها ما كادت تصدق ، بادرت إلى قبول الخطيب على التو ... تركت ابنتها في كفالة جدتها لترتبط بالعجوز الغني الذي بدا أنه سيقدم لها على الأقل دعما ماديا ، ومعنويا ؛ ماديا يريحها من عناء و قهر العمل ، ومعنويا يضمد جرحها العميق المكتوم ، ويدخل على قلبها الحزين فرحة وأملا في المستقبل ... و لَكَم أسعد الخبر الوالدة ! لعله أنساها ولو قليلا مرارة الفضيحة ؛ آبت الوالدة إلى أمومتها فقبلت ابنتها مرة أخرى في بيتها ، أو على الأقل لزيارتها وزيارة إخوتها .
لكن الفرحة سرعان ما خبت جَدْوتها ، و الأحزان و الألام سرعان ما اتقدت جمارها ؛ لتكتشف الشابة أن الفرحة لم تكن سوى سحابة صيف عابرة ، أما الحزن فقرر مرافقتها حتى آخر المسار ... فبعد ستة أشهر من الزواج تلقت صديقتنا خبرًا وَأَدَ الفرحة والراحة في مهدها ؛ لقد أصيبت بمرض خطير يشاع أنه مرض سرطان المعي الغليظ . لم يتحمل العجوز طويلا تكاليف علاج زوجه الشابة ؛ إنها لم تقدم له الكثير مما كان ينتظر و خيبت آماله العريضة سريعا . و ربما كان الأمر كيدا من بنات العجوز اللواتي لم يكنّ راضيات بتاتا على زوْج الأب التي عرضت سمعة عائلتهن لرداد خطيئتها . كان الحل أمام الأب العجوز في ظل إلحاح بناته إذن هو تطليق هذا العبء الثقيل ...
و عادت الشابة من جديد إلى كنف جدتها ، تحاول علاج مرضها ؛ ولكن المرض كان يستفحل و يفتك بها يوما عن يوم ... أما والدتها فما كادت تخفف من عبء الفضيحة الأولى حتى وجدت نفسها في مواجهة فضيحة أخرى من نوع آخر؛ طلاق سريع بعد زواج لم يدم إلا أياما قليلة ، ومرض خطير أشاع الناس حوله الكثير من الشائعات . مرض ألف وأبدع فيه الناس كثيرا ليصبح محط نقاش ..، و لينتشر خبرٌ مفاده أن الشابة مصابة بمرض السيدا ، و لتزداد سمعة الأسرة تشويها ... الكل يرمق الأم بنظرة احتقار أو عتاب على التقصير . و لمّا لم تستطع احتمال هذا الوضع قررت الالتحاق بزوجها الذي حرّم على نفسه أدنى زيارة لبيته بعدما تبرأ من بنته .
و تظل صديقتنا وحيدة في منزل والدتها بعدما رحلت عنه هذه الأخيرة ، تعاني في صمت من ألم المرض الذي كان يتسبب لها في نوْبات نزيف حاد ، إضافة إلى ضعف الحيلة ، وعدم توفر الدواء . غابت عن الأنظار مدة ليست باليسيرة كأنها دفنت نفسها في البيت وهي حية . لم تجد في عوْنها غير جدتها التي كانت تمدها بالأكل و الشرب وما تحتاج إليه من تمريض ، و من غسل ومسح ، إضافة إلى بعض الجيران الذين تملكت الشفقة قلوبهم رغم مخاوفهم مما يشاع . و تزيد حالة البئيسة سوءا بعد سوء حتى أصبح جسدها نحيلا جدا ، كأنه جثة نخرتها الديدان ؛ مجرد هيكل عظمي يكسوه جلد ؛ غارت العينان الجميلتان ، وشحب الوجه المضيء الفتان ، وأخذ يتساقط الشعر المسترسل الناعم ، واعوجت المشية التي كانت تثير الفتيان ، وخفت الصوت العذب الذي كثيرا ما أضحكت به الخلان ، و اختفت تلك الابتسامة الحلوة التي كانت تزين ثغرها ، واختفت ملامح الجمال التي كانت تثير نقمة الحساد عليها ..؛ ما بقيت غير الروح تذب في جسد تغير حاله بعدما أنهكه المرض و طول الرقاد .
وفي يوم من الأيام ، ظهرت صديقتنا وهي تطوف في أرجاء الحي بابتسامة استوحشها الجيران ؛ تطرق الأبواب وتسلم على الناس ، وتشتكي الجوع وتطلب الطعام . توجهت إلى دكان الحي حيث كانت فيما مضى تمضي ساعات طوال تتضاحك فيها مع الشبان ، و حيث كانت تمضغ العلك وتقشر حبات نوار الشمس(الزريعة) ، و حيث تعرفت على الحبيب . لقد دُهش صاحب الدكان عندما رآها تقف أمامه بجسمها النحيل و ابتسامتها الغريبة ؛ كان يسمع الكثير عن حالتها الصحية المزرية ، لكنه لم يكن يتصور أنها ستتغير إلى حد يصعب فيه التعرف عليها . تحادثت معه قليلا وطلبت منه القليل من حبات نوار الشمس و الفول السوداني ، فجاد عليها بالكثير ؛ إنه لم يكن ليبخل عليها و لا ليرفض لها طلبا وهي في تلك الحالة التي تحرق القلب كمدا و حسرة ... شكرته على عطائه بلطف ورقة وابتسامة خافتة تكبدت المشاق لاستعراضها . الكل بالحي ارتسمت على وجهه علامات الدهشة و الشفقة . الكل انقبض قلبه ألما و اغرورقت عيناه دمعا. الكل كان يستعرض شريط ذكرياته عن هذه الشابة المسكينة . و الكل تأسف على مصيرها ذاك .
عادت وهي تترنح إلى بيتها ، تأكل لأول مرة بشهية كل ما جمعته ..؛ وفي صباح اليوم التالي تلقى الناس الخبر ..؛ ماتت الشابة ..، ماتت الأم المخدوعة ... ماتت صديقتنا و كأن في عينيها نظرة عتاب و ندم ، و كأن على ثغرها ابتسامة وداع ..؛ ماتت وعمرها لم يتجاوز عتبة العشرين سنة .

ورزازت سنة 2008









آخر مواضيعي

0 رسالة مفتوحة إلى السيد محمد الساسي
0 من أجل بديل لمذكرة "البستنة"
0 ما حقيقة هؤلاء القوم ؟..(*)
0 سؤال عن استكمال الدراسة بالجامعة .
0 ملاحظات في إعداد جداول الحصص
0 اقتراح في تعزيز مالية المؤسسة التعليمية
0 لأساتذة الاجتماعيات هذا المقترح
0 وجهة نظر في تعليم اللغات بالمغرب
0 توظيف الحس الجماعي لصالح العملية التعليمية التعلمية
0 هل صدرت فتوى المجلس العلمي الأعلى حول التعامل مع البنوك بالفائدة ..؟


التعديل الأخير تم بواسطة Tajdadi ; 01-06-2009 الساعة 11:48 سبب آخر: خطأ في الطبع

Tajdadi
:: دفاتري متميز ::

الصورة الرمزية Tajdadi

تاريخ التسجيل: 11 - 1 - 2009
المشاركات: 294

Tajdadi غير متواجد حالياً

نشاط [ Tajdadi ]
معدل تقييم المستوى: 218
افتراضي
قديم 01-06-2009, 17:55 المشاركة 2   

d8sd8sd8s عـنـاويـن أخـرى للإطـلاع d8sd8sd8s
1 ــ مكننة التعليم
2 ــ تعليم و تربية الأطفال بالقصة إنطلاقا من تجربة ميدانية حقيقية ( مهم جدا )
3 ــ مسؤولية الأسر في التحصيل الدراسي لأبنائها
4 ــ ورقة لمعلم بالأرياف
5 ــ مقابلة تاريخية بين أمل هذه الأمة و خيبتها
6 ــ جميعا من أجل تعبئة شاملة ضد مصيبة الخريطة المدرسية
7 ــ أهذه صناعتنا ؟! ألا فبئس ما نصنع ...
8 ــ تنمية عجيبة
9 ــ متناقضات
10 ــ من يملك الحقيقة ؟
11 ــ سلسة القوارير عندما تتكسر : الفتاة المخدوعة
12 ــ وهم التحضر : رسالة مفتوحة إلى كل فنان سطع نجم وهمه
13 ــ التلوث الأخلاقي : الإسلام هو الدين
14 ـ خاتمة كتيب : مسؤولية الأسر في التحصيل الدراسي لأبنائها
15 ــ من يبني الوطنية و من يهدمها ؟.. الوطن ، من له و من عليه ؟..
16 ــ الحياء في الجنة ، و البذاء في النار ...
17 ــ مطلب ملح بتصحيح مسار النشاط السياحي بالمغرب
18 ــ استفتاء خاص بالموظفات العازبات ( و حتى المتزوجات )
19 ــ استفتاء خاص بالنساء فقط
20 ــ مقترح لأجل خدمة الدعوة إلى الخير
21 ــ نعمة النكاح ، و نقمة السفاح ...
22 ــ مسلمو المهجر ..، رسالة لم تبلغ ..، و أمانة لم تؤَدّ ...
23 ــ نعمة الماء ما بين الندرة و التبذير
24 ــ خطة عملية من أجل التصدي لتعليمات الخريطة المدرسية و إعادة الاعتبار لمجالس الأقسام
25 ــ ... من غيرنا يوقف هذه المهزلة ؟...
26 ــ و شهد شاهد من أهلها ... أنها لاغية .
27 ــ هل أنا أرخص من الحمار ؟...
28 ــ صور من هزالة أحزابنا بمناسبة الحملة الانتخابية
29 ــ عندما تسوق المرأة نفسها إلى الانتحار و مجتمعها إلى الاندثار
30 ــ هل يمكن أن تفاجئنا وزارتنا يوما بقرار يفصل بين الجنسين في المدراس ؟..


التعديل الأخير تم بواسطة Tajdadi ; 23-06-2009 الساعة 20:52

أبو بشرى
:: دفاتري ذهبي ::

الصورة الرمزية أبو بشرى

تاريخ التسجيل: 15 - 11 - 2008
السكن: وجدة - الجنوب الشرقي
المشاركات: 814

أبو بشرى غير متواجد حالياً

نشاط [ أبو بشرى ]
معدل تقييم المستوى: 275
افتراضي
قديم 02-06-2009, 00:01 المشاركة 3   

شكرا على المساهمة
مزيدا من الإبداع


yas424
:: دفاتري بارز ::


تاريخ التسجيل: 17 - 1 - 2009
السكن: الدار البيضاء
المشاركات: 110

yas424 غير متواجد حالياً

نشاط [ yas424 ]
معدل تقييم المستوى: 0
افتراضي
قديم 09-06-2009, 23:08 المشاركة 4   

تحية تربوية،
مساهمة جيدة، وفيها من العبرة والموعضة. مزيداً من الـالق، بالتوفيق

إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
المخدوعة, الفتاة, القوارير, تتكسر, صلصة, عندما

« ولكن قالوا إن لم يوجد الحزن...........!! | أكرهك لكني أجدك جزءاً مني .. »

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
عندما تطلبك الفتاة للزواج هل توافق؟ hnikate دفــتــر المواعظ والرقائق 38 06-07-2009 10:48
صلصة المايونيز بدون بيض ام سعدون الـمـطــبـخ 6 06-06-2009 19:58
سلسة المعادلات والمتراجحات oubra الأرشيف 6 23-02-2009 12:37
سلسة تنمية الذات akchmir دفاتر التـنـمـيـة الـبـشريـة 7 23-11-2008 19:44


الساعة الآن 21:57


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
جميع الحقوق محفوظة لمنتديات دفاتر © 1434- 2012 جميع المشاركات والمواضيع في منتدى دفاتر لا تعبر بالضرورة عن رأي إدارة المنتدى بل تمثل وجهة نظر كاتبها
جميع الحقوق محفوظة لمنتديات دفاتر تربوية © 2007 - 2015 تصميم النور اونلاين لخدمات الويب المتكاملة