ما أعظم هذا الدين - وما أجمله من رسالة.. رسالة هداية إصلاح.. إنه دين السماحة واليسر، وما أسمي تعاليمه الحكيمة التي تدعو إلي الرفق، واللين والصفح، والإرشاد، وإلي معالجة المشكلات الاجتماعية بطريق الرأفة لا الغلظة، بأسلوب اللين لا الشدة، ولا عجب في ذلك.. فهذا أدب أدبً الله به رسوله الكريم.. وخاطبه بقوله (وَلَوْ كُنتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ )، وعلمه النبي صلي الله عليه وسلم لأصحابه حين قال لهم ( إنما بعثتم ميسرين ولم تبعثوا معسرين ).. وما خير رسول الله صلي الله عليه وسلم بين أمرين إلا أختار أيسرهما مالم يكن إثما، فإن كان إثما كان أبعد الناس عنه. سعادة في هذه الحياة كما أخبر ربه عنه (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ) بما تحمل العالمين من معان. وهكذا أيها الإخوة.. فإن جميع الناس من عاملهم بلطف ورفق ورحمة.. تكون النتيجة معهم كهذا الأعرابي، وكما قال رسولنا صلي الله عليه وسلم " ما كان الرفق في شيء إلا زانه، وما نزع من شيء إلا شانه . فلله ما ألطف أخلاق رسول الله.. وما أروع تربيته.. وما أحوج المسلمين إلي مثل هذه التربية الحميدة الرشيدة التي تخرج العظماء والأبطال خاصة اهل التربية والتعليم فان بعض الاساتدة كثيرا ما يلجؤون الى الشدة حرصا على مصلحة التلميد لكن ولله الحمد يستطيع الاستاد بالرفق ان يحقق اضعاف ما يحققه بالشدة ولنا في رسول الله صلى الله عليه وسلم الاسوة الحسنة والمثل الاعلى .وأخبر - صلى الله عليه وسلم - : أن الله يعطي على الرفق ما لا يعطي على العنف وعلى ما سواه ؛ فقال : ( إن الله رفيقًا يحب الرفق ، وإن الله يعطي على الرفق مالا يعطي على العنف وعلى ما سواه ) ، وأخبر - صلى الله عليه وسلم - : أن حظ الإنسان من الخير على قدر حظه من الرفق ؛ فقال : ( من أعطي حظه من الرفق أعطي حظه من الخير ، ومن حرم حظه من الرفق حرم حظه من الخير