تعالوا إلى فقه موحد لا مفرق و مجمع لا مشتت - الصفحة 2 - منتديات دفاتر التربوية التعليمية المغربية
تسجيل جديد
أبرز العناوين



أدوات الموضوع

smile
:: دفاتري جديد ::
الصورة الرمزية smile

تاريخ التسجيل: 5 - 1 - 2008
المشاركات: 63

smile غير متواجد حالياً

نشاط [ smile ]
معدل تقييم المستوى: 205
افتراضي
قديم 05-04-2009, 17:54 المشاركة 6   

جزاكم الله خيرا أخي ابن الاسلام

********************

اخي الكريم malek1

استسمحك واستسمح صاحب الموضوع فاريد سؤالكم سؤالا محددا وارجو منكم التفصيل فيه والتوضيح وبارك الله فيكم

هل الشيخ القرضاوي هو فعلا من دعاة التقريب بين السنة والشيعة ؟

وهل هو من دعاة الحوار بين الأديان؟

أرجو تأكيد الجواب أو نفيه باكبر قدر من الأدلة وجزاكم الله خيرا

ط§ط¶ط؛ط· ط¹ظ„ظ‰ ط§ظ„طµظˆط±ط© ظ„ط±ط¤ظٹطھظ‡ط§ ط¨ط§ظ„ط­ط¬ظ… ط§ظ„ط·ط¨ظٹط¹ظٹ

ط§ط¶ط؛ط· ط¹ظ„ظ‰ ط§ظ„طµظˆط±ط© ظ„ط±ط¤ظٹطھظ‡ط§ ط¨ط§ظ„ط­ط¬ظ… ط§ظ„ط·ط¨ظٹط¹ظٹ

ط§ط¶ط؛ط· ط¹ظ„ظ‰ ط§ظ„طµظˆط±ط© ظ„ط±ط¤ظٹطھظ‡ط§ ط¨ط§ظ„ط­ط¬ظ… ط§ظ„ط·ط¨ظٹط¹ظٹ

اللهم اجعلني خيرا مما يظنون واغفر لي ما لايعلمون ولا تؤاخذني بما يقولون

labawch
:: دفاتري ذهبي ::

الصورة الرمزية labawch

تاريخ التسجيل: 7 - 9 - 2008
السكن: marrakech
المشاركات: 951

labawch غير متواجد حالياً

نشاط [ labawch ]
معدل تقييم المستوى: 286
افتراضي
قديم 17-04-2009, 00:20 المشاركة 7   

السلام عليك أخي أن توضح مقصدك بقولك التقريب بين من و من و تحقيق الوحدة بين من ومن ؟؟؟

بارك الله فيك

ساهموا في مصاريف منتداكم بالانخراط على الحساب البريدي 1631736b في أقرب مركز بريد من مكان تواجدكم

للمزيد من المعلومات المرجو زيارة الرابط التالي :


malek1
:: دفاتري بارز ::

الصورة الرمزية malek1

تاريخ التسجيل: 4 - 9 - 2008
المشاركات: 119

malek1 غير متواجد حالياً

نشاط [ malek1 ]
معدل تقييم المستوى: 0
افتراضي
قديم 23-04-2009, 21:39 المشاركة 8   

جزاكم الله خيرا أخي ابن الاسلام


********************

اخي الكريم malek1

استسمحك واستسمح صاحب الموضوع فاريد سؤالكم سؤالا محددا وارجو منكم التفصيل فيه والتوضيح وبارك الله فيكم

هل الشيخ القرضاوي هو فعلا من دعاة التقريب بين السنة والشيعة ؟

وهل هو من دعاة الحوار بين الأديان؟


أرجو تأكيد الجواب أو نفيه باكبر قدر من الأدلة وجزاكم الله خيرا

السلام عليكم أعتذر أخي عن عدم الرد عن سؤالك لضيق الوقت وخاصة لأن إجابتي ستكون خارج الموضوع الذي يتحدث عن توحيد الأمة رغم الإختلاف.
بالنسبة للشيخ القرضاوي أحببت أن أردّ بهذا الموضوع المهم الذي يبشر بخطوة هامة في إطار الفقه الموحد وهو منقول من موقع الشيخ سلمان العودة وهي رسالة إلى كبار علماء السعودية الجديدة تتضمنآراء ا رائعة و خطوات عملية لفقه موحد ويتضمن آراءا حول فضيلة الشيخ القرضاوي وغيره من علماء الأمة



رسالة مفتوحة لهيئة كبار العلماء الجديدة! الخميس 15 ربيع الأول 1430 الموافق 12 مارس 2009 محمد بن طاهر البرزنجي
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
فإنَّ توسيع هيئة كبار علماء المسلمين لتشمل علماء بقية مذاهب أهل السنة والجماعة - بالإضافة إلى المذهب الحنبلي- بادرة خير، وأمر في غاية الأهمية يهم العالم الإسلامي أجمع، وليس المملكة العربية السعودية فحسب، وعسى أن يكون هذا التوسيع -بإذن الله- فاتحة خير للتجديد العلمي والتربوي والاقتصادي، والاستقرار في حياة الأمة في هذا القرن بعد توالي المصائب والنكبات والفرقة والشتات، وعسى أن يكون بوابة لظهور أثر الأئمة المجتهدين في حياة الأمة الإسلامية من جديد.
ولقد أيقنت جازمًا -بعد قضائي عقدًا من الزمان في دراسة وتحقيق مرويات الطبري التاريخية فيما يتعلق بالقرون الفاضلة- أن التجديد في حياة الأمة مرتبط بوجود أئمة مجتهدين فاعلين في المجتمع، تهمهم مصلحة الأمة ويعيشون همومها...ومما لاشك فيه أن اجتماع كبار علماء الأمة من مختلف المشارب، واجتهادهم في المساهمة لحل مشاكل العصر، وتوجيه الأمة نحو بر الأمان، أقول إن هذا الاجتماع المتنوع المصادر له بالغ الأهمية والأثر، وبحاجة إلى دراسة متأنية، ولكننا نكتفي هنا بأمور قليلة نحسبها في ميزان الحقيقة كبيرة. والله أعلم :
أولا: الأئمة الأعلام (أبو حنيفة ومالك والشافعي وأحمد) قد بنوا أصول مذاهبهم على ما وصل إليهم، ثم صحَّ عندهم من تلك السنن، وعلى تلك القواعد والأصول جرى أتباعهم تهذيبًا وتأصيلاً, ومعلوم أيضا أن جل الأحاديث لم تصل إلى كل إمام منهم على حدة كما وضح ذلك جليا ناصر السنة الإمام الشافعي حين قال في الرسالة: ما من إمام حافظ إلا وقد ذهبت عليه سنة من سنن رسول الله صلى الله عليه وسلم..
.ثم إن فقه أولئك الأئمة الأعلام يكمل بعضه بعضا في طريق فهم أدلة الكتاب والسنة وصولا إلى منهج علمي متكامل رصين، ومما لاشك فيه أن الفهم الجماعي لعلماء الأمة خير من الفهم الفردي، وذلك يندرج تحت معنى من معاني الحديث النبوي الذي صححه بعض أهل العلم بمجموع طرقه (لا تجتمع أمتي على ضلالة).
.فمثلا: صحيح أن أبا حنيفة النعمان قليل الرواية للحديث، فلا يتعدى مسنده الأربعمائة، ولعل مرد ذلك إلى أنه لا يأخذ إلا بما صح عنده مع أسباب أخرى، بينما أكثر الإمام أحمد من رواية الحديث حتى جمع منها الآلاف. ولكن فقه أبي حنيفة مكمل لما عند أحمد من وفرة الرواية، ومفسر له، ولا شك أنَّ الإمام أحمد إمام في الحديث و الفقه، ولكن ذلك لا ينفي كون بعضهم أفقه من بعض، وبعضهم الآخر أحفظ من بعض من باب قوله عليه الصلاة والسلام: رب حامل فقه إلى من هو أفقه منه.. ولذلك قال الأئمة الأعلام: الناس في الفقه عيال على أبي حنيفة.. ولقد نقل الإمام الذهبي في سير أعلام النبلاء اتفاق العلماء على تفوقه بفهم دقائق المسائل الفقهية، وفي المسائل الفقهية الكثير مما يؤيد قول الذهبي هذا، وعلى سبيل المثال لا الحصر فقد ناقش أحد أئمة المالكية -وهو ابن العربي- أقوال الأئمة الأربعة في مسألة الزكاة، في شرحه القيم لسنن الترمذي، فقال :أما أبو حنيفة فجعل الآية مرآته فأبصر الحق، ويقصد قوله تعالى-(وآتوا حقه يوم حصاده) فأوجبها -أي أبو حنيفة – في المأكول قوتًا أو غيره..الخ.
وأما الشافعي فهو -وبلا منازع- أول من صنَّف الأصول مكتوبًا في رسالة وجيزة بعد خبرة علمية طويلة اكتسبها خلال تفقهه على يد الإمام مالك في المدينة، ثم مدارسته ومناقشته للقضايا العلمية مع الأئمة الأحناف من تلاميذ أبي حنيفة النعمان في بغداد..حتى وصفه تلميذه الإمام أحمد بقوله: كان الفقهاء أطباء، والمحدثون صيادلة، فجاء الشافعي طبيبًا صيدلانيًّا. وكان الشافعي -وهو شيخ الإمام أحمد- يقول عن تلميذه: خرجت من بغداد فما خلفت بها رجلا أفضل ولا أعلم ولا أفقه ولا أتقى من أحمد بن حنبل، وهذه الأقوال لم يذكرها الأئمة الأعلام اعتباطًا، وإنما ليبينوا للناس أن اختلافهم في المسائل هو من باب التنوع في التناول، والتكامل في فهم النصوص..
ولما سبق شرحه ولغير ذلك من الأسباب كان ضم علماء المذاهب الأربعة جميعًا في هيئة علماء المملكة مسألة جديرة بالاعتبار، عسى أن تكون خطوة أولى في طريق التجديد العلمي لهذه الأمة في هذا العصر.
وهيئة بهذه التشكيلة إن اجتمعت في الحرمين الشريفين فستجلب انتباه الأمة من المشارق إلى المغارب، بشرط أن تهيأ لها الظروف الملائمة للاجتهاد والتجديد، و أعطيت هذه الهيئة حقها في البيان والتوجيه، وأدت ما عليها من واجب النصح وتحبيب شرع الله إلى الناس بالكلمة الطيبة والصبر الجميل، وإعانة الحكام على إقامة العدل والإحسان .
والتجديد على مدار التأريخ الإسلامي ليس حكرًا على أهل بلد أو قومية، وليس حجرًا على أئمة مذهب معين، فهذا هو إمام الحرمين الجو يني، ومن بعده حجة الإسلام الغزالي -وهما إمامان مجتهدان شافعيان- اجتهدا فوجدا واجب الوقت في التصدي للعقائد الزائغة المتفشية آنذاك، وبالتناصح والتعاون مع أمير مسلم هو نظام الملك الذي توسما فيه الصلاح، فكانوا من أكبر مجددي القرن الخامس الهجري، يوم أن اجتاح العالم الإسلامي موجة عارمة من انتشار الفرق والأفكار الهدامة، كالقرامطة والجهمية والمعتزلة والباطنية وغيرهم، بالإضافة إلى الغزو الصليبي يومها، فلم تنج منها مدينة من مدن العالم الإسلامي يومها إما سلطانًا أو فكرًا كما أشار المقريزي في الخطط (2/357)، وذكر كثيرًا من المدن والبلاد بالاسم (بلاد المغرب والشام ومصر وديار بكر و الكوفة والبصرة وبغداد وبلاد خراسان والحجاز واليمن). وكذلك شيخ الإسلام ابن تيمية -وهو إمام مجتهد من كبار أئمة الحنابلة المتأخرين- اجتهد فرأى واجب الوقت التناصح والتعاون مع المماليك أثناء التصدي للمغول، ولم يثنه عن ذلك محاربة المماليك له أثناء السلم وسجنهم له.. وكذلك الإمام المجدد المجتهد الشوكاني في اليمن، وشيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب. .
ثانيا: من خلال دراسة متأنية وقراءة مستفيضة لتأريخ القرون الفاضلة دامت عقدًا من الزمان: تبيّن لي أنَّ تنصيب الأئمة الأعلام على رأس دور (مدارس) اجتهادية بمثابة مؤسسات علمية تربوية اجتماعية كان لها الأثر البالغ في الاستقرار السياسي، والنماء الاجتماعي، والازدهار العلمي، والرخاء الاقتصادي..
ولو راجعنا محطات الازدهار العلمي، والاستقرار السياسي، والنماء الاجتماعي في ذلك التأريخ لوجدنا أسماء كوكبة من الأئمة المجتهدين المؤمنين مقترنة أسماؤهم بأسماء الخلفاء المصلحين، كعمر بن عبد العزيز، وهشام بن عبد الملك، وهارون الرشيد، ومن قبلهم ومن بعدهم كثير لا يسعنا ذكرهم الآن.
.وبالتالي فإن من واجب الأمة الإسلامية -حكامًا ومحكومين ومفكرين ومؤسسات مدنية- فسح المجال لكبار العلماء أن يكونوا رياديين في إنشاء وإدارة مؤسسات للاجتهاد الجماعي يكون لها الأثر البالغ في ترسيخ مبادئ الإسلام السمحة دون إكراه؛ حتى لا تنهار مجتمعاتنا المحفوفة بالأخطار، والتي باتت متأثرة بالمجتمعات الغربية بحكم التطور السريع في وسائل الاتصال، فإن لم نحصن مجتمعاتنا من الداخل فلا حائل ولا مانع من تأثرنا بالأمراض الاجتماعية والصحية والنفسية والاقتصادية الفتاكة التي بدأت تنخر في جسد الغرب، ومنها انعدام شبه تام لنظام الأسرة، فنشأت أجيال بشرية (محرومة من محضن الأسرة الدافئ، وانتقلوا بين آباء متسلسلين، وأمهات مطلقات مرات ومرات) فلا شفقة ولا حنان ولا تعهد بالتربية، فماذا ننتظر من ذلك النشء البائس؟ إلا الحقد على كل ما حولها.. ولا نحسب أنفسنا بعيدين عن تلك الهاوية إن لم نشكر لنعمة الإسلام ونظامه الأسري الرائع وقد دقَّ ناقوس الخطر في حصوننا، ومن الداخل حين تجاوز نسبة الطلاق والتفكك في كثير من البلاد حد الأربعين، وبلغ عدد أطفال الشوارع في بلاد أخرى من بلاد المسلمين الملايين. وعلماء الأمة في جميع بلاد المسلمين ليسوا بمنأى عن تحمل شطر من هذه المسؤولية.
ثالثا : ومما تبين لي كذلك من خلال إعادتي لكتابة التأريخ الإسلامي ( بإشراف عدد من علماء الحديث وأساتذة التاريخ ) أن تراجع العلماء عن مشاركتهم الفعلية هي من بين العوامل التي أفشلت محاولة بعض الخلفاء المحافظة على مستوى الالتزام الرفيع للمجتمع، أو الرجوع إلى مستوى أقرب إلى مستوى الخلافة في عهد الراشدين، والمثال الجلي لهذه المقولة (والله اعلم) أن من جاء مباشرة بعد عمر بن عبد العزيز -وأعني يزيد بن عبد الملك- حاول البقاء بنفسه وبالمجتمع في نفس المستوى الذي رجع إليه الأمر في عهد سلفه ابن عبد العزيز، ولكنه لم يستطع .. أقول من الأسباب التي أفشلت محاولة البقاء في تلك القمة السامقة: تخلي العلماء عن الخليفة الجديد حين انفضوا من حوله وكان يتوسل بهم ليكونوا بطانة خير له كما كانوا لسلفه عمر بن عبد العزيز، ولكن تخلوا عنه في أحرج اللحظات، والروايات الصحيحة تثبت ذلك، ولم يكن بالسوء الذي تصوره الروايات المكذوبة بل العكس من ذلك.. ثم إن عمر بن عبد العزيز لم يرسم ملامح ذلك التأريخ بمفرده، بل أعانه الله بكوكبة من العلماء من أمثال القاضي الجليل رجاء بن حيوة، والزهري، ومكحول، وغيرهم كثير ممن شكلوا له بطانة خير، واستشارة عدل، ووزارة إحسان.
وهنا يتبادر للذهن ما يسميه البعض إشكالية العلاقة بين العالم والسلطان، وليس الأمر كذلك عند أهل العلم.
فالمنهج الوسط ليس بكيل الشتائم وإغلاظ القول للحكام، وليس كذلك بكيل المديح والثناء الباطل والتملق لهم، و إنما المنهج الوسط، وهو منهج علماء أهل السنة والجماعة، وهو إخلاص النصيحة وصدق المشورة، وبيان حقوق الأمة، والإعانة على إقامة العدل والإحسان ونصرة المظلوم.
إن المنهج النبوي واضح في بيان تلك العلاقة، فقد أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم الأمة -وفي مقدمتهم العلماء- بالسمع والطاعة في المنشط والمكره، ثم قال عليه الصلاة والسلام (وعلى أن لا ننازع الأمر أهله إلا أن تروا كفرًا بواحًا عندكم من الله فيه برهان) كما في الحديث المتفق عليه، ولكن لا بد من تكملة الحديث لتتبين لنا صورة تلك العلاقة بين السلطان والعالم من كل الجهات، وأعني بتكملة الحديث قوله عليه الصلاة والسلام في نهاية الحديث الآنف الذكر (وعلى أن نقول الحق أينما كنا لا نخاف في الله لومة لائم) ولكن قولة الحق تلك لا بد لها من أسلوب حكيم غير منفر، وتذكير حسن دون تعنيف وتوبيخ.
وتأريخ خير القرون الفاضلة خير دليل على ذلك، فالإمام الزهري والإمام زين العابدين ورجاء بن حيوة وأمثالهم كثير من سادة التابعين قد شاركوا بمشورتهم الصادقة و****هم العلمي وإعانتهم على الحق في بناء حضارة الإسلام جنبًا إلى جنب مع عدد من الخلفاء والولاة لما توسموا فيهم الصلاح، ومن بعدهم جيل الأئمة الأعلام جعفر الصادق، وأبو حنيفة النعمان، ومالك، والشافعي، وليث بن سعد المصري، والقاضي أبو يوسف ممن أعانوا الخلفاء -كالمنصور والمهدي وهارون الرشيد- في إقامة حضارة العدل والإحسان والمساواة على أساس من عقيدة التوحيد دون تملق ومحاباة وتنازل عن المبادئ التي آمنوا بها، ودون موافقتهم على المظالم التي ارتكبت.
وفي حالات استفحال الظلم من قبل بعض الولاة كالحجاج مثلا لم يكن الأئمة الأعلام سلبيين، فهذا هو التابعي العالم الزاهد الحسن البصري الذي لم يرض عن ظلم الحجاج ولم يداهنه، ولكنه لم يحرض الناس للانخراط تحت راية الكذاب عبيد الله المختار الثقفي عندما خرج معلنا في الظاهر إقامة العدل ونصرة المظلوم، ولكنه كان يخفي في الباطن أفكارا هدامة تقضي على مقومات المجتمع الإسلامي القويم، فظلم الحجاج لم يثن الحسن البصري عن كشف زيف المختار وتنبيه الأمة إلى ضلاله. وذلك من فقه العلماء الربانيين. وبالرغم من كونه إماما زاهدا لكنه لم يعتزل الحياة العامة كما يحلوا للبعض أن يقول، ولكنه كان على رأس مؤسسة علمية اجتهادية تربوية واجتماعية، فكان له الدور الكبير في ترشيد الجيل الناشئ والإصلاح بين الناس وتفضيل مصلحة الأمة على المصلحة الخاصة وبصماته واضحة في رسم معالم تلك الحقبة.
وكبار العلماء اليوم مدعوون لتقليد ذلك الرعيل الأول كلما وجدوا من بين الحكام والملوك والرؤساء والأمراء أو أبنائهم من يغار على دين الله ويريد الإصلاح ويحرص على مصلحة الأمة بأن يدخلوا عليهم ولو بالشهر مرة وإلا دخل عليهم من يفضل مصلحته الخاصة على مصلحة الأمة ولا يعين على الحق.
إن عدد بلاد المسلمين اليوم بالعشرات، ومن بين الذين يحكمون هذه البلاد عدد لا بأس به ممن تأخذه الغيرة على دين الله ومنهم من يألم لحال الأمة ويريد الإصلاح ومنهم من يحاول تنمية و تطوير طاقات الأمة والنهوض بها، ولا نريد أن نذكر الأسماء خشية أن ندخل باب الرياء والسمعة والتملق, والأئمة المجتهدون في كل عصر يقدرون الظروف بقدرها ويتخذون المنهج القويم للعلاقة بينهم وبين الأمراء.
إن اسم القاضي أبي يوسف مرتبط في التأريخ باسم هارون الرشيد ولكن هل كان القاضي أبو يوسف يؤلف القصائد في مدح الرشيد؟ كلا، وإنما كان يخلص له النصح ويشير عليه بما يراه موافقا للشرع ويعينه على تحقيق العدل في المجتمع، ولسنا بحاجة إلى ذكر الروايات التاريخية الصحيحة في تأييد ذلك بل يكفي أن نقرا كتاب الخراج لأبي يوسف الذي كتبه ليكون الخليفة العباسي على بينة من أمر جباية الأموال فلا يغصب حقوق الناس ولا يدخل بيت مال المسلمين إلا المال الحلال، وبالإضافة إلى ذلك فالكتاب وثيقة نفيسة في تنبيه الخليفة إلى حقوق السجناء والمحجوزين على ذمة القضاء وعدم جواز تأخيرهم ولو لفترة قصير وعدم الإضرار بهم وبيان واجب الخليفة تجاه ابناء أمته والرفق بهم، فكان ذلك التناغم العجيب الذي سجله التأريخ الإسلامي...
وكذلك السلطان الناصر صلاح الدين قد أحاط به كوكبة من العلماء من مختلف المذاهب، فهذا الشيخ الحافظ أبو الطاهر السلفي إمام مدرسة الحديث في مصر في عصر الناصر صلاح الدين وذلك الإمام عيسى الهكاري الشافعي الكردي وثالثهم القاضي الفاضل ورابعهم شيخ المالكية إسماعيل بن مكي من ذرية الصحابي الجليل عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه وغيرهم كثير.كانوا بمثابة وزراء وأعوان خير على إقامة الحق والعدل.

رابعا: إن الفاروق عمر الذي وهبه الله حكمة وعبقرية ومنطقا وموافقة لمقاصد القرآن، وحتى ألفاظه أحيانا كان يراجع منهجه في التخطيط والعمل وهو من كبار علماء الصحابة الراشدين، فمن باب أولى يحتاج كبار علماء المسلمين اليوم إلى مراجعة لمنهجهم في العمل وأسلوبهم في الخطاب والتربية.
نعم إن تحركا نحو التغيير والمراجعة ونقد الذات بدأ منذ فترة.. ولكنه بطيء بالنسبة للتغيرات العالمية السريعة جدا، ومن ضمن هذه التغيرات ابتكار أساليب جديدة لإغواء الشباب لم يكن معهودا من قبل، فالشاب مثلا يستطيع أن يغلق الباب على نفسه، ويتصل بمختلف المواقع والأشخاص المحترفين في الإغواء وهو لا يدري حتى يقع في شرك الغواية ناهيك عن القنوات الهدامة وما أكثرها بالعربية وغير العربية تنشر الكلام البذيء والخلق الفاحش والرذيلة، بالإضافة إلى مئات المجلات والصحف والصور و الأفلام المحملة على الهواتف والبلوتوث الذي يساعد الشباب على قنص أرقام الفتيات والتحرش بهن، ثم السير في طريق الغواية حتى الضياع!!
إن علماء الأمة بحاجة إلى مراجعة أنفسهم كما فعل الفاروق عمر، وكذلك ترشيد العلماء الشباب والدعاة إلى الله لتغيير أسلوب خطابهم نحو الأفضل وتهيئة بدائل خير كثيرة للشباب المفعم بالطاقة والحيوية وتوجيههم (العلماء الشباب) للرجوع إلى سيرة المصطفى وهو أستاذ المعلمين وشيخ العلماء وقدوة المربين بلا منازع، فقد صح أنه عليه الصلاة والسلام أعلم الناس وأتقى الناس.. فكيف كان يربي جيل الصحابة الكرام؟ في وقت لم تكن فيه كل هذه المغريات من حولهم؟
لقد درست سيرة الرسول عليه الصلاة والسلام في تأريخ الطبري خطوة خطوة ورواية رواية، وحققتها والحمد لله فوجدته عليه الصلاة والسلام لا يتميز عن أصحابه بملبس يفتخر به عليهم، ولا يتميز عنهم بمركب آو مشرب، وكان يجلس معهم في المجلس ويستمع إلى أصغرهم ويتودد إليهم وأحيانا يصلي بهم الفجر ثم يلتفت إليهم وبعد أن ينتهي من ورد الصباح يسألهم إن رأى أحدهم رؤيا في الليلة التي مضت!!! وقد صح عن رسول الله عليه الصلاة والسلام أنه طلب من أحد الصحابة الشباب (عبد الله بن مسعود) أن يقرا عليه القرآن فاستغرب الصحابي قائلا (أقرأ عليك و عليك أنزل ؟ قال إني أحب أن أسمعه من غيري –الحديث) وهو متفق عليه.. أي أنه عليه الصلاة والسلام كان قريبًا منهم جدا، وكان حبيبا إلى نفوسهم يشاركهم حتى في أحلامهم ورؤاهم ويفسرها لهم بأسلوب الداعية والمربي القدير، ويسأل عن غائبهم ويعود مريضهم ويستمع إليهم ويستمع إلى تلاوتهم ويتقبل اقتراحاتهم حتى في أحرج اللحظات، وبهذا التودد والتقرب أحبوه وأحبهم. حتى أمنه الشباب فكانوا يفضون إليه بما في قلوبهم حتى يقول أحدهم يا رسول الله ائذن لي بالزنا فيعالج الرسول المربي الموقف بأسلوبه الرائع.. .فهلا نصح كبار علماء الأمة دعاتنا وعلماءنا الشباب أن يقتدوا بالقدوة والأسوة الحسنة عليه الصلاة والسلام؟
لا زلت أتذكر يوم أن كنا شبابا صغارا حين سأل أحد أصدقائنا أحد الشيوخ قائلا: فضيلة الشيخ لقد ماتت أمي وهي لا تصلي في أواخر سني عمرها فهل بالإمكان أن أصلي ما فاتها بدلا عنها؟ فكانت الإجابة كالصاعقة على قلب أخينا(أما أمك فكافرة....هكذا بكل برودة أعصاب..فانهار الشاب وكاد أن يفقد صوابه وكاد أن ييأس!! بينما كان بمقدور العالم الفاضل أن يقول أخي الكريم إن أمك ارتكبت كفرا عمليا على قول من أقوال عدد من الأئمة استنادا إلى قوله عليه الصلاة والسلام –العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر- ولكن باب المغفرة واسع، فقد أدخل الله رجلا الجنة بشربة ماء لكلب يلهث من العطش فكيف بمن نطق الشهادتين وأمك منهم كما ذكرت.. ولقد ذهب جمهور العلماء من الحنابلة وغيرهم إلى أن العذاب وارد في حق العصاة من أمة محمد ولكن لمدة زمنية يعلمها الله الغفور الرحيم ثم يخرجهم من النار إلى الجنة حتى لا يبقى في النار من كان في قلبه مثقال حبة من خردل من إيمان)...و في الحديث الصحيح (من قال لا إله إلا الله خالصا من قلبه دخل الجنة ).
.صحيح أن ذلك الأسلوب ألتشديدي (إن صح التعبير) تبدد شيئا قليلا ولكنه كان ولا يزال عاملا من بين عوامل عدة ساهمت في خلق نوع الجفوة في المجتمعات المسلمة بين بعض أهل العلم وفئة الشباب ونشأت (لهذا السبب ولأسباب أخرى)
فئتان فئة متميعة مبتذلة تنفر من التدين وتقلد كل ما هو غربي دون تمييز، وفئة متشددة تنفر الناس من دين الله وذلك مصداقا لتحذير الرسول عليه الصلاة والسلام من النتائج الخطيرة للتنطع والتشدد كقوله عليه الصلاة والسلام (ولن يشاد الدين أحد إلا غلبه)وقوله عليه الصلاة والسلام( هلك المتنطعون )..
-إننا لا ننكر أن العديد من العلماء الدعاة بدؤوا التغيير نحو الأفضل والاقتراب أكثر من الأسلوب النبوي في الخطاب والتربية والتوجيه، ولكن التحديات اكبر، وأجيال الشباب والشابات بحاجة إلى تجديد في الخطاب والمخاطبة والأسلوب، وعلى سبيل المثال لا الحصر:الحوار الوعظي أو الوعظ الحواري والتربوي بدلا من الدروس الطويلة وإكمال الساعات الطوال من الإنصات لمحاضرات الوعظ والنصح دون السماع والاستماع للجالسين كما كان يفعل رسول الله عليه الصلاة والسلام. لا شك أنه عليه الصلاة والسلام كان يخطب أحيانا وفي مناسبات نادرة فيطيل الوعظ ولكن لم تكن سنته الدائمة كذلك، بل كان يرشد الدعاة وعلماء الأمة من بعده فيقول متحدثا عن خطبة الجمعة مثلا (إن من مئنة فقه الرجل قصر الخطبة وطول الصلاة، وإن من البيان لسحرا) وكان يتحين الفرص ويوجز في الوعظ. في غير الجمعة كذلك.
إن شباب الأمة بأمس الحاجة لنزول العلماء إلى مجالسهم والاستماع إليهم ومعرفة همومهم وهواجسهم والتعرف إلى مشاكلهم عن قرب.. إن هيبة العلماء لا تتبدد بمخالطة العلماء لشباب الأمة عن قرب بل تتبدد ببناء جدار من العزلة المعنوية حولهم من جهة، وكذلك بالسماح من جهة أخرى لعدة مواقع معروفة ليس لها هم سوى تتبع سقطات العلماء وتسفيه آرائهم (وكأن العصمة في نظر هؤلاء مطلوبة في حق العلماء وليس الأمر كذلك) وبذلك يسقطون العلماء في نظر الجيل الجديد حتى إذا التفت الشباب يمنة ويسرة وجدوا علماء الأمة قد نالتهم سهام التشويه والتشهير وذهبت هيبتهم فلا يجد الشباب عندها بدا من تتبع فتاوى المجاهيل كأبي فلان وأبي فلان ممن لم يعرفوا بالتعلم على أيدي علماء معروفين في الأوساط العلمية وممن يبدعون ويضللون بل ويكفرون أحيانا بكل سهولة كما يشرب أحدهم الماء. وإذا كان عامل العمر وبعض الظروف الواقعية تحيل دون نزول كبار علماء الأمة المجتهدين إلى أبسط مكونات المجتمع وخاصة الشباب والاختلاط بهم فإن باستطاعتهم أن يحيطوا أنفسهم بعلماء آخرين هم كذلك أهل لاستنباط الأحكام من النصوص وهم في الوقت ذاته و يتمتعون بصحة جيدة وظروف أقل تعقيدا من غيرهم وفيهم من برع في علم الاستنباط حتى اشتهر باجتهادات عملية قيمة في أمور وفروع كثيرة من أمور الناس المعاشية فإن كان سماحة الإمام القرضاوي مثلا كبير السن وظروفه الصحية لا تسمح له بالجلوس طويلا إلى الشباب والاستماع إلى همومهم فباستطاعته مثلا أن يستعين بالعلامة القرداغي صاحب الاجتهادات المعروفة في مجال الاقتصاد الإسلامي والسياسات المالية في الإسلام والتي أسهمت في تأسيس وتنمية كثير من البنوك والمصارف الإسلامية وهو رجل هميم وعمره وحالته الصحية تمكنه من الجلوس إلى حلقات المجتمع الشبابية وتفهم همومهم ونقل مشاكلهم اليومية وطموحاتهم ومعاناتهم إلى القرضاوي ومثله كثير في قطر لعلني لا أعرفهم ولكن وزارة الأوقاف والمؤسسات العلمية تعرفهم جيدا كالشيخ الدكتور علي المحمدي والشيخ صادق المزوري والعشرات من غيرهم، وكذلك في اليمن إن كانت الحالة الصحية للإمام المجتهد محمد بن إسماعيل العمراني لا تسمح له بالمكوث طويلا مع الناس فباستطاعة العلماء الشباب ممن عرفوا بالتربية والدعوة والعمل الخيري من أمثال الريمي والمقطري ومحمد الإمام وفضل مراد والعشرات من أمثالهم أن يكونوا أعوان خير للعمراني ينشرون فتاواه وتوجيهاته التربوية والعلمية ويساهمون في نماء المجتمع واستقراره، وكذلك الحال في المملكة إن كان سماحة الإمام ابن جبرين غير قادر على النشاط الحثيث مع الوسط الشبابي لظروف واقعية وموضوعية فباستطاعته وباستطاعة بقية أعضاء هيئة كبار العلماء الاعتماد على علماء أعلام معروفين بحملهم هم الدعوة والإصلاح والتربية كفضيلة الشيوخ الأكارم سلمان بن فهد العودة والفوزان وعمربادحدح ويحيى إبراهيم ا ليحيى والعشرات ممن تعرفهم الأوساط العلمية في المملكة. ولست بالخبير في أسمائهم وأحوالهم فلم يقدر لي المكوث في المملكة سوى أيام الحج والعمرة ويكفيني أنني رزقت بجلسة طالب علم عند شيخنا الإمام ابن عثيمين قبل ما يزيد على العقد ونصف العقد.
ثم إن لنا في القرون الفاضلة من هذه الأمة قدوة حسنة فالإمام أبو حنيفة النعمان قد أحاط نفسه بعدد من العلماء كل قد برع في علم من العلوم الشرعية وجلهم من تلاميذه فقد أخرج الخطيب البغدادي في تأريخه بسنده المتصل إلى أبي كرامة:قال كنا عند وكيع الجراح(شيخ الشافعي وشيخ شيخ البخاري) فقال رجل:أخطا أبو حنيفة فأجاب الحافظ وكيع: وكيف يقدر أبو حنيفة أن يخطئ ومعه مثل:
1-أبي يوسف ومحمد بن الحسن وزفر في قياسهم واجتهادهم.
2- ومثل يحيى بن أبي زائدة وحفص بن غياث وحبان وقنديل ابني علي في حفظهم للحديث ومعرفتهم.
3- ومثل القاسم بن معن بن عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود في معرفته بالنحو واللغة.
4- وداود الطائي والفضيل بن عياض في زهدهما وورعهما. وعبد الله بن المبارك في معرفته التفسير والأحاديث والتواريخ.
فمن كان أصحابه وجلساؤه هؤلاء فكيف يخطئ...لأنه إن أخطاء ردوه إلى الصواب.
وقس على ذلك ناصر السنة الشافعي، وإمام أهل السنة احمد بن حنبل..
ولقد أشار الشافعي إلى أهمية هذا الترتيب العلمي والعلاقة التربوية عندما قيم فقه الإمام المجتهد فقيه مصر الليث بن سعد فقال( إنه إمام لو كان له أصحاب يقومون بالأمر)..وصدق الشافعي فالليث لا يقل علما وفقها عن هؤلاء ولكن لم يكن لمدرسته الأثر البالغ كما كان للأئمة الأربعة؛ لأن حلقة العلماء الشباب لم تكن حوله قائمة كما كانت عند أبي حنيفة ومالك والشافعي وأحمد.
وبسب بقائي فترة لأبأس بها في دوحة الخير أستطيع أن أحاكي الصورة المتناسقة من الترتيب العلمي في زماننا هذا وحسب من أعرفهم من علماء البلد (ومثلي لا يسأل عن مثلهم) ولا أدعي الدقة في رسم الصورة ولكني أرجو الاقتراب من الصواب:
فإذا أراد المجتمع المسلم الاستفادة من إمام كالقرضاوي مثلا وقد وصل إلى مرحلة جلية من النضج العلمي فلابد من إحاطته بعدد من أهل الاستنباط والاجتهاد وأهل الخبرة في فروع الشريعة وأقسامها فالعلامة القرداغي في مجال الفقه وخاصة السياسات المالية في الإسلام والأمور المستجدة في عالم التطبيب والعلم التجريبي والبحاثة الموسوعي الصلابي في علمه بسيرة الراشدين ومحطات التجديد في مسار التاريخ الإسلامي وأمثال أبي إ**** الحويني في علم الحديث والرجال وفضيلة الشيخ المزوري وفضيلة الدكتور علي المحمدي في الفقه بصورة عامة والشيوخ الدعاة محمد حسان وموافي عزب وغيرهما المتخصصين في مجال تربية النشء، ورواد المساجد وترشيدهم ولكل من هؤلاء عشرات بل مئات طلاب العلم وبالتالي فإن توجيهات الإمام ابن جبرين والقرضاوي ومن حوله من العلماء الأفاضل وهي توجيهات ناضجة وأقرب إلى الصواب بمجموعها أقول: فإن هذه التوجيهات التربوية الناضجة تساهم في نشر الوعي الإسلامي الصحيح بعيدا عن التشويه والتميع من جهة وبعيدا عن التشدد والتنطع من جهة أخرى وذلك في طريق الاقتراب من الوصف القرآني للأمة كما يريدها الله سبحانه (وكذلك جعلناكم امة وسطا) وبذلك يكونون وبمؤسستهم العلمية التربوية التنموية تلك من عوامل ازدهار مجتمعهم وتقدمه نحو الخير والصلاح.
خامسا:إن مهام جليلة وعظيمة تنتظر الهيئة الجديدة لكبار العلماء..والأمة تنتظر منهم الكثير الكثير ولابد من التغيير نحو الأفضل وباتجاه السلوك النبوي والراشدي الراقي و مراجعة أسلوب الأداء وتناول الأمور. وتبني خطوات اجتهادية تخرج الأمة من حالة الركود والسلبية تجاه الأحداث.
نعم إن علماء الأمة الذين وصلوا إلى مستوى الكبارالمؤهلين للاجتهاد لابد لهم من الاجتهاد بدلا من التقليد في قضايا الأمة المصيرية (سوى الشعائر التعبدية فهي وقفية ولا يجوز التغيير فيها كما هو معلوم ).
.نعم لابد من التغيير والتجديد ومن يراجع رسائل وكتب الأئمة المجتهدين من أهل السنة والجماعة ممن تركوا أثرا طيبا واضحا في حياة الأمة يجد مصداق ما نقول حتى إن الإمام الشوكاني رحمه لله تعالى ينكر في حق المؤهلين للاستنباط أن يقلدوا كما شرح ذلك مفصلا في القول المفيد في أدلة الاجتهاد والتقليد وكتاب إرشاد الفحول.
وبهذا فإن الأمة تنتظر من هيئة كبار العلماء البت في أمور استجدت في العالم وأثرت كثيرا في بلاد المسلمين و من الهيئة الجديدة لكبار العلماء أن يكونوا أصحاب المبادرة فيشدوا انتباه الأمة إليهم ويغيروا نحو الأحسن باجتهاد اتهم العملية كدعوة أصحاب القرار إلى إحداث تغييرات جديدة وجذرية في أبواب عدة ومحاولة نهج الراشدين في السياسة الشرعية كالدعوة إلى ضرورة اتخاذ قرارات اقتصادية واجتماعية وتنموية حازمة من بينها على سبيل المثال الدعوة إلى إصدار الدينار الإسلامي مثلا كي لا تبقى اقتصاديات العالم الإسلامي تحت رحمة العملات الأجنبية والحث على تتبع سيرة الراشدين في التنظيمات الاقتصادية الأخرى وهي كثيرة ومنها على سبيل المثال لا الحصر إنشاء وزارة للرواتب السنوية( ويقابله في عهد الراشدين:ديوان العطاء)... بالله عليكم يا سادة يا كرام لو طبق ذلك مثلا في دولة عريقة كمصر والتي يعاني فيها الناس من عسر وفقر وشدة ولو أخذنا على سبيل المثال لا التعيين موارد قناة السويس التي تصل في معدلاتها إلى 400 مليون دولار شهريا حسب آخر الإحصاءات الممتدة إلى الشهر الأخير من السنة الميلادية 2008 فكم سيكون الوارد السنوي ولو وزع قسط من ذلك الوارد على كل إنسان مصري (كعطاء سنوي)كيف ستكون عجلة الاقتصاد في ذلك البلد المسلم؟ وكيف يكون حال الناس ؟ والحق يقال فإن قضايا كثيرة تنتظر من هيئة كبار العلماء اجتهادات حازمة تجمع الصف وتوحد الكلمة.
. والدعوة إلى دعم القضاء والنهوض به حتى يصل إلى المستوى الذي كان عليه حتى في زمن الخلافة أيام العباسيين( ناهيك عن الراشدين) يوم أن وقف الخليفة المسلم أبو جعفر المنصور أمام القضاء مع خصومه ونودي عليه باسمه(أبا جعفر) دون لقب الخلافة.بينما رفض رئيس دولة تسمى بأكبر الديمقراطيات في العالم بل كلينتون أن يمثل أمام القضاء إلا من خلال كاميرات الفيديو...
. وبذلك تساهم هيئة كبار العلماء ومؤسسة القضاء المستقلة كما كانت في عهد القرون الفاضلة كمؤسسات مد نية تعين الحكام على إقامة العدل والإحسان وتراقب أداء المؤسسات التنفيذية انطلاقا من المبدأ القرآني الأصيل في باب السياسة الشرعية وغيرها(وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون) وكبار علماء الأمة هم في مقدمة المؤمنين وهم المكون الرئيس لبنية المجتمع المدني أو ما يسمى بمؤسسات المجتمع المدني , وبتعبير أهل العلم هم من مكونات أهل الحل والعقد.
سادسا : ولا نريد أن نطيل ونقترح على شيوخنا الأفاضل أكثر من ذلك وكل ما سبق نحتسبه إن شاء الله عند الله من باب النصح لأئمتنا.
و نقول أخيرا وليس آخرا: لعل هذه الخطوة الرشيدة -واعني توسيع هيئة كبار العلماء- تكون خطوة تتلوها في المستقبل المنظور بإذن الله انضمام علماء كبار من أئمة هذا الدين من خارج المملكة كي تزيد روابط التوجيه العلمي والتربوي بين أقطاب العالم الإسلامي فما بالك لو كان بجانب سماحة العلامة عبدا لله بن سليمان المنيع مثلا علماء كبار من أمثال الفقيه الحنفي المجتهد العلامة الإمام محمود أفندي من تركيا، وسماحة الإمام القرضاوي من قطر، وقاضي القضاة الإمام المجتهد محمد بن إسماعيل العمراني من اليمن، والعلامة هاشم جميل والعلامة البنجويني من العراق، والزحيلي من الشام، و محمد بن حسن ددو من موريتانيا وغيرهم كثير من كبار علماء العالم الإسلامي ممن هم أهل للاجتهاد واستنباط الأحكام من النصوص.
والحمد لله أنجبت مئات العلماء العاملين والدعاة الربانيين وغيرهم كثيرون (نسينا أن نذكرهم أو لم نعرفهم فما ضرهم ذلك فعلام الغيوب يعلمهم) وكل متخصص وبارع في جانب من جوانب العلم الشرعي كالسياسات المالية في الإسلام وتزكية النفس والدعوة إلى الله ولكن تنقص هذه الأعداد من العلماء التواصل والمتابعة مع بعضهم البعض وبذلك يقطعون الطريق على كل من يحرش بينهم ويؤلب بعضهم على بعض ولا عذر للعلماء اليوم في ذلك وخاصة بعد توفر وسائل سريعة جدا للاتصال وليس لعلماء الأمة عذر في التخلي عن تفعيل دورهم الريادي فمجتمعاتنا وخاصة المجتمعات الشبابية في خطر عظيم فالعشرات من الإذاعات الأجنبية بالعربية وغير العربية تبذل الجهود الكثيرة لاستهوائهم وإغوائهم وجذبهم والتأثير في أفكارهم من باب الحوار وتبادل الآراء وكذلك تفعل مئات المواقع والقنوات الفضائية بينما البدائل لا زالت قليلة وهي بحاجة إلى الدعم الكبير وبحاجة إلى إعطاء نوع من الحرية الراشدة لكي يأمن الشباب إليها بدلا من الهروب منها إلى البدائل الأخرى المبتذلة والمتوفرة في كل مكان ولن تسقط المسؤولية عن كاهلهم بإلقاء خطب ومواعظ وكفى فالأجيال في خطر والشعوب الأوربية خير شاهد عملي أمامنا فالمؤسسات العلمية والبحثية والرسمية تصيح الثبور والويل لتفكك الأسرة تماما وتحلل المجتمع وتهديد أجيالا كاملة من الجنس الأوربي بالانقراض بعد حين!!!فهلا شمرنا عن ساعد الجد جميعا أمراء وعلماء ومفكرين ورجال أعمال ومثقفين ومؤسسات مدنية وأصحاب أقلام وأعمدة ورؤساء تحرير ومربين نساء ورجالا ونحينا كل المصالح الشخصية جانبا وقدمنا مصلحة الأمة!!!
أقول قولي هذا فإن كان صوابا فمن الله التوفيق، وإن كان خطأ فمني وأستغفر الله.




السلام عليكم


ط§ط¶ط؛ط· ط¹ظ„ظ‰ ط§ظ„طµظˆط±ط© ظ„ط±ط¤ظٹطھظ‡ط§ ط¨ط§ظ„ط­ط¬ظ… ط§ظ„ط·ط¨ظٹط¹ظٹ

قل للذي يدعى علمـــــا ومعــرفة
علمت شيئـا وغـابت عنك أشـيـاء
فالعلم ذو كثــرة في الصحف منتشر
وأنت يا خل لم تستكمـــل الصحفـــا

smile
:: دفاتري جديد ::
الصورة الرمزية smile

تاريخ التسجيل: 5 - 1 - 2008
المشاركات: 63

smile غير متواجد حالياً

نشاط [ smile ]
معدل تقييم المستوى: 205
افتراضي
قديم 24-04-2009, 18:42 المشاركة 9   

شكرا جزيلا لكم اخي مالك على مجهودكم ولكن اسمحوا لي فجوابكم في واد وسؤالي في واد آخر

ربما لم تفهموا قصدي

1/ هناك من يقول ان الشيخ القرضاوي يدعو الى الوحدة بين السنة والشيعة وعدم تهييج فرقة على أخرى فهل هذا صحيح؟


2/ وهل الشيخ القرضاوي من الداعين الى الحوار بين الديانات الثلاث وانعقاد مؤتمرات لهذا الغرض؟


وشكرا جزيلا معذرة على الازعاج مرة أخرى.


ط§ط¶ط؛ط· ط¹ظ„ظ‰ ط§ظ„طµظˆط±ط© ظ„ط±ط¤ظٹطھظ‡ط§ ط¨ط§ظ„ط­ط¬ظ… ط§ظ„ط·ط¨ظٹط¹ظٹ

ط§ط¶ط؛ط· ط¹ظ„ظ‰ ط§ظ„طµظˆط±ط© ظ„ط±ط¤ظٹطھظ‡ط§ ط¨ط§ظ„ط­ط¬ظ… ط§ظ„ط·ط¨ظٹط¹ظٹ

ط§ط¶ط؛ط· ط¹ظ„ظ‰ ط§ظ„طµظˆط±ط© ظ„ط±ط¤ظٹطھظ‡ط§ ط¨ط§ظ„ط­ط¬ظ… ط§ظ„ط·ط¨ظٹط¹ظٹ

اللهم اجعلني خيرا مما يظنون واغفر لي ما لايعلمون ولا تؤاخذني بما يقولون

malek1
:: دفاتري بارز ::

الصورة الرمزية malek1

تاريخ التسجيل: 4 - 9 - 2008
المشاركات: 119

malek1 غير متواجد حالياً

نشاط [ malek1 ]
معدل تقييم المستوى: 0
افتراضي
قديم 24-04-2009, 22:40 المشاركة 10   

السلام عليكم أخي الكريم
شكرا جزيلا لكم اخي مالك على مجهودكم ولكن اسمحوا لي فجوابكم في واد وسؤالي في واد آخر


ربما لم تفهموا قصدي

1/ هناك من يقول ان الشيخ القرضاوي يدعو الى الوحدة بين السنة والشيعة وعدم تهييج فرقة على أخرى فهل هذا صحيح؟

وكان الشيخ القرضاوي قد صرح في حوار مع جريدة "المصري اليوم" المصرية المستقلة بأن "الشيعة مسلمون، ولكنهم مبتدعون، وخطرهم يكمن في محاولتهم غزو المجتمع السني".
وأكد في بيانه أنه صارح برأيه السابق آيات الله حينما زار إيران منذ نحو عشر سنوات، حيث قال لهم: "هناك خطوط حمراء يجب أن تراعى ولا تتجاوز، منها سب الصحابة، ومنها نشر المذهب (الشيعي) في البلاد السنية الخالصة، وقد وافقني علماء الشيعة جميعا على ذلك".
ووصف المرجع الشيعي الشيخ محمد حسين فضل الله تصريحات د. القرضاوي بأنها "حديث فتنة"، وتساءل: "هل الخطورة عند الشيخ القرضاوي فيما لو أن شيعيا أقنع سنيا بالتشيع؟! هل يعتبر هذا غزوا كغزو المبشرين للمسلمين أو الملحدين؟! فما رأيه بأن بعض السنة في لبنان أقنعوا بعض الشيعة بالتحول إلى المذهب السني، فهل نقول: إن هناك غزوا سنيا؟!".
أما الشيخ محمد علي تسخيري، نائب رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين ورئيس مجمع التقريب بين المذاهب في إيران، فقد دعا د. القرضاوي للتراجع عن هذه التصريحات قائلا: "إنها تدفع الأمة في اتجاه الفرقة، وتتنافى مع أهداف الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الذي قام القرضاوي من خلال جهوده الواسعة بتأسيسه من أجل القضاء على التعصب والتفرقة".
بيان خطير
صحيفة "المصريون" الإلكترونية وصفت بيان د. القرضاوي بـ"الخطير"، وكتبت تقريرا بعنوان "القرضاوي يؤكد اتهاماته للإيرانيين بنشر التشيع وتمزيق وحدة الأمة".
وأوردت الصحيفة أن الشيخ "أكد اتهاماته للإيرانيين بالعمل على نشر المذهب الشيعي في البلاد السنية، مما يحرك الفتن ويبعد عن مطلب الوحدة الإسلامية التي يتحدثون عنها"، وأنه وصف الاتهامات التي وجهتها إليه وكالة أنباء "مهر" الإيرانية بالطائفية وغيرها بأنها "مسفة".
أما صحيفة الحياة اللندنية فقد نوهت إلى أن د. القرضاوي "يكرر حملته ضد محاولات الغزو الشيعي للمجتمعات السنية".
وذكرت الصحيفة قول د. القرضاوي في البيان: "إن تحذيري من هذا الغزو هو تبصير للأمة بالمخاطر التي تتهددها نتيجة لهذا التهور، وهو حماية لها من الفتنة التي يخشى أن يتطاير شررها، وتندلع نارها، فتأكل الأخضر واليابس".
توضيح لا تراجع
وبعنوان "القرضاوي يؤكد: الشيعة الإمامية مسلمون مبتدعون" ركز موقعا "إسلام أون لاين.نت" و"الإسلام اليوم" في عرضهما لبيان د. القرضاوي على تأكيد الشيخ أنه يعتبر الشيعة الإمامية مسلمين لكنهم مبتدعون وليسوا كفارا، وأن بيانه إنما جاء لتوضيح مقصده من التصريحات السابقة، وليس تراجعا عنها.
http://www.islamonline.net/servlet/S...News/NWALayout

أظن أن رأي الشيخ واضح بصفته رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الذي قام القرضاوي من خلال جهوده الواسعة بتأسيسه من أجل القضاء على التعصب والتفرقة
السلام عليكم

ط§ط¶ط؛ط· ط¹ظ„ظ‰ ط§ظ„طµظˆط±ط© ظ„ط±ط¤ظٹطھظ‡ط§ ط¨ط§ظ„ط­ط¬ظ… ط§ظ„ط·ط¨ظٹط¹ظٹ

قل للذي يدعى علمـــــا ومعــرفة
علمت شيئـا وغـابت عنك أشـيـاء
فالعلم ذو كثــرة في الصحف منتشر
وأنت يا خل لم تستكمـــل الصحفـــا
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
مجمع, لسبب, مفرق, منجد, تعالوا, فقه, إلى

« من فضلكم | اللهم اعتق كل من قراء موضوعى من النار »

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
مجمع المثال العربية سهام155 اللغة العربية 1 02-04-2012 07:00
من نوحي دمنات الى نوحي تزنيت tajikte طلبات الانتقال بالتبادل 1 10-03-2009 20:14
نسبة 22% كمجموع نسبة الترقي بالامتحان و بالاختيار غير صحيحة said الدفتر العام لللتكوين المستمر والامتحانات المهنية 32 05-02-2009 20:26
تبادل من نوحي دمنات الى نوحي تزنيت tajikte طلبات الانتقال بالتبادل 1 04-11-2008 15:19
مجموع نسبة النجاح في الامتحان المهني و نسبة الترقي بالاختيار 11 %و ليس22 % said الدفتر العام لللتكوين المستمر والامتحانات المهنية 13 26-09-2007 21:23


الساعة الآن 15:54


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
جميع الحقوق محفوظة لمنتديات دفاتر © 1434- 2012 جميع المشاركات والمواضيع في منتدى دفاتر لا تعبر بالضرورة عن رأي إدارة المنتدى بل تمثل وجهة نظر كاتبها
جميع الحقوق محفوظة لمنتديات دفاتر تربوية © 2007 - 2015 تصميم النور اونلاين لخدمات الويب المتكاملة