قنبلة موقوتة / قصة واقعية - الصفحة 2 - منتديات دفاتر التربوية التعليمية المغربية
تسجيل جديد
أبرز العناوين



أدوات الموضوع

Fouad.M
:: أمـيـر القـوافي ::


تاريخ التسجيل: 1 - 9 - 2008
السكن: Rabat
المشاركات: 5,510

Fouad.M غير متواجد حالياً

نشاط [ Fouad.M ]
معدل تقييم المستوى: 758
افتراضي
قديم 26-10-2008, 22:02 المشاركة 6   

أختي الكريمة ، أخي الكريم ، حتى لو كانت صحتك قوية كالحديد ..او كنت سمينا كالفيل ، اياك ان تغتر بذلك ..لا أحد يدري ما تخفيه له الايام ...اقرأ هذه القصة الواقعية التي عشت أحداثها شخصيا في صيف 2007 ..حدث لم يكن بالحسبان ..أسال الله السلامة والعافية للجميع ..


قنبلة موقوتة

تمد د على السرير، أطلق آهة حارة كحرارة ذلك اليوم .. في انتظار الطبيب ، أغلق عينيه على اللون الأبيض لجدران الغرفة.. لون يوحي بالصفاء والهدوء عكس أمواج الأفكار المتلاطمة برأسه .. لقد كان يشعر بالتهاب أسفل قدميه، مجرد وعكة صحية ستزول بابتلاع أقراص ما . دخل الطبيب أخيرا ، ابتسم في وجهه قائلا :
- أهلا وسهلا ، بماذا تشعر ؟
أخذ يشرح مرضه باختصار.. شاشة تلفاز عن يمينه ، وآلة فحص مع مادة لزجة موضوعة على بطنه تصول وتجول هنا وهناك.. هز الطبيب حاجبيه فجأة و سأ ل :
- هل تشكو من شيء على مستوى البطن ؟
أجاب بالنفي ، عاد الطبيب وهز حاجبيه في شبه استغراب .. جحظت عينا صاحبنا ، سأل في قليل من الخوف :
- ماذا هناك يا دكتور ؟
جاءه الخبر اليقين : أنت عندك " كيس " على الكبد وهو كبير شيئا ما .. بعد إعادة الفحـص ، وضع الطبيب الجهاز جانبا وخرج ، على الكرسي كانت المفاجأة : يجب أن نجري لك عملية جراحية .. الدواء لا ينفع في هذه الحالة .
صمت مشدوها .. لقد عقدت المفاجأة لسانه .. لأول مرة تذكر هادم اللذات ومفرق الجماعات كأقوى ما يكون التذكر .. تساءل : هل يمكن أن تكون النهاية ؟ ما هذه المفاجأة يا مدينة الخميسات ويا مصحة ابن رشد ؟ أتى زائرا سائحا وانتهى مصابا معلقا بين الحياة والموت ؟! ثم عاد فهمس : لاحول ولا قوة إلا بالله .. إنا لله وإنا إليه راجعون .
في المقهى كان يتأمل الواقع الجديد ... البشر مجرد كتل من اللحم تذهب وتجيء .. لا يهمه غير نفسه التي بين جنبيه ، أحيانا يمد يده يتلمس ذلك المكان من جسده المكلوم .. عطب في طور النمو .. يوما ما سيعاني الآلام المبرحة.. قالت له أخته تنصحه وهي لا تدري أنها ترمي قلبه بسهم سام:
- هذا الكيس إذا تمزق وانتشر السائل على الكبد ، يكون الخطر أعظم .. يجب أن تجري العملية اليوم قبل الغد .
لكأن هناك قنبلة موقوتة تم اكتشافها أخيرا حيث يهرع.. الجيش .. رجال الأمن .. الخبراء .. المواطنون الخائفون .." أما أنا،قال في نفسه، فوحدي سأواجه قنبلتي الموقوتة .. سأكتم الخبر عن أحبابي حتى لا يكونوا كالمواطنين الخائفين .. وحدي والطبيب يجب أن نعمل على نزع الفتيل قبل الانفجار.. ووحدي سأكون الضحية في حالة الفشل " . رشف رشفة لم يجد لها طعما ، أحيانا كان يتفرس في بطون المارة .. تساءل "هل يمكن أن يكونوا مرضى مثلي ؟ " وخزه ضميره : ما أدراك أنهم سيمرضون غدا ؟ بل ما أدراك أنهم سبقوك ؟ " للي ما اخرجْ من الدنيا ماخرجْ من عْـقايبها " ثم تذكر بعض الشباب ممن كانوا يعاقرون الخمر بإحدى الشوارع في وضح النهار وتساءل لم لا يمرض هؤلاء مكانه ؟ فهم يتناولون السموم .. عاد فلعن الشيطان في قرارة نفسه ... تذكر ابنه الصغير إلياس فاغرورقت عيناه فجأة .. أحبه كما لم يحبه من قبل .. جاءته وسوسة من الشيطان على عجل : اسمع ! العملية قد لا تنجح .. لا تنس مسألة الخطأ الطبي ! عطسة واحدة مفاجئة قد تجعل الطبيب يغرز إبرته في كبدك فتودع الحياة .. أجاب ذلك اللعين بأنه بمستشفى خاص وليس بإحدى مستشفيات الدولة حيث الإهمال والرشوة وتدخلات "الوجوه " والمواعيد البعيدة الأمد و... و تذكر الأضحيات .. الأحشاء المندفعة إلى الأمام .. تذكر الجزار بخنجره و الدماء المطلية على ساعديه .. تذكر اللون الأسود و.. الصمت المطبق .. كاد القلب ينخلع من مكانه ويسقط كفاكهة فاسدة .. انتبه لشاب رث الملابس واقف أمامه مادا يده في صمت ، لعلها طريقته في الاستجداء ، أسرع فنفحه خمسة دراهم ، تذكر آخرين ممن لم يعطهم شيئا .. أحس برغبة ملحة في أن يحشر جسمه في سيارة أجرة ويسرع إلى الأهل والأصحاب يزورهم واحدا واحد للتسامح معهم .. فالغد لناظره قريب فبالأحرى أنا ، قال وهو يضرب على صدره ! عاد فنظر إلى فنجان القهوة، رأى فيها كهفا ضاربا في السواد .. تساءل: هل يمكن أن يكون هذا آخر عهد بها ؟ أطلق تنهيدة حائرة .. رفع رأسه بعيدا ، التقطت عيناه مئذنة طويلة .. رمت به الذاكرة على إثرها إلى الوراء .. حين كان في السنة الثانية إعدادي ، لازال يذكر ذلك اليوم السعيد .. كانت الرياح قوية للغاية ، وكان بإحدى الحجرات من الطابق الثاني بثانوية أبي القاسم الزياني بخنيفرة .. استرق النظر من النافذة .. بدت له شجرة الكلبتوس الطويلة تنحني بفعل الرياح الهوجاء حتى تختفي عن الأنظار.. سمع صراخها واستنجادها .. عاد فانتبه للدرس ثم لم يلبث أن استرق النظر إلى تلك الشجرة المسكينة التي تكاد تقتلعها الرياح .. ثم انتقل من الخوف على الشجرة إلى الخوف على نفسه .. " ترى لو تهدم هذا المبنى فكيف سيكون حالنا ؟ ألن نثوي جثثا هامدة تحت ركام الإسمنت و الآجور"
في ذلك اليوم ، طلب من صديقه " بودي" الذي كان مثال المسلم المجتهد .. أن يعلمه الصلاة .. من يومها وهو يصلي.. حمد الله في خاطره ، أحس بنوع من الطمأنينة تغسل قلبه ..
أخيرا فكر في أن يتجول قليلا .. وهو يقوم ،تذكر قول الطبيب له قبل مغادرة مكتبه : يجب أن تأتيني بتحليلات الدم ، تخطيط القلب ولا تنس السكانير ....

زايد التجاني/بومية




ماشدني الى يوميتك اخي التيجاني هو خلوها من الاخطاء اللغوية والاملائية، وهذا يحسب لك فضلا عن موضوعها الشيق...
حييت وبوركت...


René Char : "Impose ta chance, serre ton bonheur et va vers ton risque. A te regarder, ils s'habitueront.

ط§ط¶ط؛ط· ط¹ظ„ظ‰ ط§ظ„طµظˆط±ط© ظ„ط±ط¤ظٹطھظ‡ط§ ط¨ط§ظ„ط­ط¬ظ… ط§ظ„ط·ط¨ظٹط¹ظٹ

الغِلاَق
:: مبدعٌ بلا هوادة ::

الصورة الرمزية الغِلاَق

تاريخ التسجيل: 22 - 9 - 2008
السكن: داخل ملابسي
المشاركات: 2,807

الغِلاَق غير متواجد حالياً

نشاط [ الغِلاَق ]
معدل تقييم المستوى: 478
افتراضي
قديم 26-10-2008, 22:08 المشاركة 7   

لا يمكنني أن أقرا نصا مثل هذا و لاأترك لك تعليقا اخي الكريم،رغم النوم الذي بدا يغلب أجفاني.
شكرا لك كثيرا على تركيزك على الجانب النفسي والذي يدخلنا إلى أغوار شخصيتك لنستشف آمالها وآلامها .
قصة مفيدة جدا بالنظر إلى مغزاها العميق.
مع خالص ودي.


Monde
:: دفاتري جديد ::

تاريخ التسجيل: 14 - 10 - 2008
المشاركات: 25

Monde غير متواجد حالياً

نشاط [ Monde ]
معدل تقييم المستوى: 0
افتراضي
قديم 26-10-2008, 23:27 المشاركة 8   

عافاك الله و كل المسلمين
شكرا على القصة


أم ايمان
:: دفاتري ذهبي ::

الصورة الرمزية أم ايمان

تاريخ التسجيل: 3 - 9 - 2008
المشاركات: 2,767

أم ايمان غير متواجد حالياً

نشاط [ أم ايمان ]
معدل تقييم المستوى: 474
افتراضي
قديم 27-10-2008, 16:59 المشاركة 9   

لقد اشتغلت على قصتك سويعة اخالها ساعة و تعاطفت مع احداثها و تصيدت بعض اخطائها و كان جد طويل ما كتبته و لكن للاسف اندثر كل العمل و بقيت اتحسر على مجهودي و وقتي الضائعين
اني جد آسفة ....في فرصة اخرى ان شاء الله
اتمنى ان تكون الاحوال الصحية بخير


hanimos
:: دفاتري فعال ::

الصورة الرمزية hanimos

تاريخ التسجيل: 8 - 2 - 2008
السكن: Midelt
المشاركات: 374

hanimos غير متواجد حالياً

نشاط [ hanimos ]
معدل تقييم المستوى: 0
افتراضي
قديم 27-10-2008, 17:02 المشاركة 10   

أخي التيجاني
لك جزيل الشكر على مشاركتنا هده القصة التي حيكت بأسلوب رائع جدا ينسينا في ثوان من قرائتها الألام و المعاناة النفسية التي تحملها تجربة المرض المفاجيء.
فمتعك الله بصحتك و كل المسلمين
دمت مبدعا
تحياتي

إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
موقوتة, واقعية, قصة, قنبلة

« الانترنت نعمة أم نقمة ؟ | قصة حقيقية الجزء3 »

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
قنبلة في وجه من تفجرها؟؟؟؟؟؟؟؟ HAFSABOH دفاتر الترفيه والتسلية 37 06-07-2009 18:34
نكتة ..قنبلة د 10 دراهم أبوأسامة النكــت والطرائف 12 28-05-2009 14:47
قنبلة La Planète Des Singes ar.oussama_582 العربية - الفرنسية - الانجليزية - اللغات أخرى - الترجمة 47 12-05-2009 19:32
قنابل موقوتة رحبت بالسنة الجديدة bladi.hobi.toujours الأرشيف 5 24-02-2009 22:59
قنبلة الموسم 50 سر للويندوز اكسبي kalimoni دفاتر تبادل الخبرات التقنية 4 30-01-2009 23:18


الساعة الآن 06:02


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
جميع الحقوق محفوظة لمنتديات دفاتر © 1434- 2012 جميع المشاركات والمواضيع في منتدى دفاتر لا تعبر بالضرورة عن رأي إدارة المنتدى بل تمثل وجهة نظر كاتبها
جميع الحقوق محفوظة لمنتديات دفاتر تربوية © 2007 - 2015 تصميم النور اونلاين لخدمات الويب المتكاملة