الفيدرالية والكونفدرالية بابن احمد تحتجان على التضييق على الحريات النقابية
جريدة الاتحاد الاشتراكي يوم 12/12/12
فوزي بوزيان
احتشد بساحة الحديقة بمدينة ابن احمد مناضلو الكونفدرالية الديمقراطية للشغل والفيدرالية الديمقراطية للشغل للاحتجاج على ما أقدمت عليه الحكومة من إجهاز على المكتسبات الاجتماعية بالتضييق على الحريات النقابية والزيادات في الأسعار والتملص من الاتفاقيات المبرمة مع الفرقاء الاجتماعيين، وغياب حوار ثلاثي حقيقي لمعالجة القضايا العالقة، والاقتطاع من أجور المضربين المناقض للفصل 29 من الدستور والذي لا يستند إلى أي أساس قانوني في ظل غياب القانون التنظيمي المنظم للاضراب.
استهل الاحتجاج الذي عرف حضورا متميزا نوعيا وعدديا من كل شرائح المدينة، نساء ورجالا شيوخا وأطفالا، فاعلين جمعويين في مجالات تعنى بالبيئة وحقوق الإنسان، جمعية المعطلين، حركة 20 فبراير، ممثلي وسائل الإعلام الالكتروني والمكتوب، فلاحين وعمالا، مهنيين ومياومين وتجار، بكلمة للأخ المصطفى بوزيان عن الفيدرالية الديمقراطية للشغل الذي أبرز دواعي اليوم الاحتجاجي الوطني التي لخصها في محورين اثنين، الاول يتمثل في المنهجية الحكومية في تدبير القضايا الاجتماعية التي وصفها بالاحادية والانفرادية دون اشراك الفرقاء الاجتماعيين، وهو ما يناقض، حسب تعبيره، بأحد أهم مبادئ الحكامة التي أسس لها الدستور الحالي، وهي المقاربة التشاركية، باعتبار النقابات رقما في معادلة لايمكن إخراسها وتجاوزها بقرارات غير محسوبة العواقب، معتبرا أن التضييق على الأجراء والعمال في حقوقهم النقابية يعتبر ضغطا والضغط يولد الانفجار، وفي محور ثان تناول القضايا المحلية لمنطقة امزاب وعاصمتها ابن احمدو حيث تطرق إلى التهميش الشامل الذي تعانيه المنطقة، مبرزا مشاكلها في عنوان بارز في كلمتين: فقر وهشاشة، مذكرا بقولة للأخ نوبير الأموي ابن المدينة «أن ابن احمد لازالت على حالها كما تركها آدم»، كما وقف الأخ بوزيان على الخصاص المهول في الخدمات الصحية والتعليمية والرياضية والثقافية.... وتردي البنية التحتية، وبطالة شباب بشواهد عالية ودبلومات في تخصصات متعددة، ومنطقة صناعية لاتحمل إلا الاسم بوحدات صناعية صغيرة لم تنعكس آثارها الاقتصادية والاجتماعية على المدينة، معتبرا أن بعضها كان وبالا على البيئة وصحة السكان، غلاء فاحش في العقار والكراء، مما دفع الفئات الفقيرة، التي تشكل سواد السكان إلى البحث عن بدائل في العشوائي في غياب عرض سكني يلبي حاجيات كل الشرائح، وفي غياب للمسة المسؤولين الذين يسارعون الى المقاربة الزجرية البعدية وليست القبلية عوض البحث عن حلول، وهو ما أفرز ظهور بعض مظاهر الانحراف التي أصبحت تؤرق الأسر بسبب ما يهدد أبناءها من ترويج لبعض المواد المخدرة بين صفوف التلاميذ بالمؤسسات التعليمية بالإضافة إلى بعض الممارسات المشينة التي ذكرها الأخ بوزيان في كلمته.
الأخ العسولي عبد القادر، عن الكونفدرالية الديمقراطية للشغل، اعتبر أن الحكومة تحاول بقراراتها اللاشعبية أن تجر المغرب إلى المربع الأحمر الذي كان يتهدده بالأمس القريب، مشيرا إلى الزيادات في الأسعارالتي مست القدرة الشرائية للفئات الفقيرة والمهمشة، الزيادة في الماء والكهرباء والارتباك الحكومي، وهو ما يدعو إلى التساؤل، حسب تعبير الأخ العسولي، حول من يتحكم في اتخاذ القرار الذي تنفذه هذه الحكومة التي تسارع إلى إثقال كاهل الفئات الفقيرة والعمال والاجراء، في مقابل ذلك تدافع عن قرارات أخرى كرفض ضريبة الثروة و مشروع القطار فائق السرعة...، وبالنسبة للاوضاع المحلية، فقد اعتبر أن الأوضاع المأساوية التي تعيشها المدينة والمنطقة على جميع الأصعدة ستدفع الكل إلى الاحتجاج وتنظيم مسيرات شعبية نحو سطات أو حتى نحو الرباط إن اقتضى الإمر ذلك، لإثارة انتباه المسؤولين عن الأوضاع المتردية لمدينة همشت منذ سنوات..
كما أثار الاخوان في كلمتيهما مشكل ريع المقالع، لا سيما الإسمنت التي لا تحترم المواثيق الدولية والقوانين الوطنية ودفاتر الشروط فيما يخص البيئة، وما ينتج عن ذلك من مخاطر صحية مهددة لصحة السكان بثلاثاء الاولاد وابن احمد وسيدي حجاج كالسل والأمراض التنفسية وغيرها، وعدم مساهمتها في تشغيل المعطلين أباء المنطقة، لاسيما أبناء القرى الذين تم تهجيرهم لينضافوا إلى أحزمة البؤس بضواحي ابن احمد ولولاد.
وبعد تلاوة الأخ محمد منتاقي للبيان المشترك والبرقية الاحتجاجية التي وجهت إلى الجهات المسؤولة، انطلقت المسيرة العمالية الاحتجاجية لتجوب شوارع المدينة مرورا من أمام المحكمة الابتدائية التي رفع المحتجون أمامها شعارات تندد بالاقتطاعات من أجور المضربين و تضييق وزارة العدل والحريات على الحريات النقابية، شعارات استنكرت السياسة المتسمة بالانفعال في تدبير القضايا الاجتماعية، التي أقحمت بدعا جديدة في الديمقراطية وتدبير الشأن العام متناقضة مع مبادئ وقواعد دولة الحق والقانون ك «القسم بأغلظ الايمان» «عفا الله عما سلف» وإقحام تعابير غريبة عن القاموس السياسي ك «التماسيح والعفاريت» ومن ثم واصل المحتجون شعاراتهم تندد بكل الاختلالات وهم يمرون من أمام شارع خريبكة الذي يضم كل إدارات المدينة مع تنبيه المحتجين إلى البعض المشاكل التي تعنيها كالقرض الفلاحي ومعاناة الفلاح الصغير مع الجفاف والديون وغلاء الأعلاف والبذور، وقيادة املال و مشاكل الاراضي السلالية ومقالع الريع لاسيما باحلاف، وبلدية ابن احمد والبنية التحتية المهترئة، الامن والمشاكل الاجتماعية المتشابهة للموظفيين وما يتهدد الاسر وأبناءهم من انحرافات، المؤسسات التعليمية ومشكل الخصاص في الموارد البشرية والاكتظاظ والساعات الإضافية والزمن المدرسي الذي يرفضه مدرسو الابتدائي، لتصل المسيرة إلى حي الدشرة كحي نموذجي للتهميش، حيث صدحت حناجر المحتجين باستنكارالتهميش والإقصاء، كما هو الشأن بباقي الأحياء كالقصبة ودرب غويدة ودرب الكرة والحي الاداري ودوار احليمة الحجام وبوحولة وعدم تنفيذ الهيكلة التي لم يف بها المسؤولون، حفر وأتربة ووحل وتدهور البنية التحتية، كما عاين ذلك المحتجون وهم يمرون بشارع مولاي اسماعيل مرورا بساحة انزران وعدم إيجاد سوق نموذجي وعصري ينظم الباعة المتجولين المتواجدين بهذه الساحة وغيرها، لتمر المسيرة من أمام مقر الفيدرالية الديمقراطية للشغل وصولا إلى مقر الكونفدرالية الديمقراطية للشغل في رمزية لها أكبر من دلالة على الوحدة النقابية الأصيلة ذات المنشأ الشعبي في أفق رص صفوف اليسار المشتت للتصدي إلى كل ما يتهدد الشعب المغربي من مناورات خصوم المبادئ الديمقراطية، وكذا الدفاع عن القضايا الوطنية بالتصدي لخصوم الوحدة الترابية وتحرير سبتة ومليلة والجزر المحتلة.
12/12/2012