العمر: غير محدد غير أنه بدأ في الظهور مع بداية تدهور و تشرذم الأمة الإسلامية العربية
المهنة: الشهادة العليا في فنون المواطنة و دكتوراه في علوم الخضوع تخصص خضوع للحكام
العنوان: في كل بلد عربي
الهواية: كل ما تسمح به أجهزة المخابرات و لا تعتبره مسا بأمن الدولة
المثل المفضل : الصمت حكمة
يبدأ مواطن يومه مستيقظا في الظهيرة يستفيق بصعوبة بالغة يقوم من فراشه و هو يستغفر الله على عدم قدرته على القيام لصلاة الفجر و هو يقول في نفسه لا يكلف الله نفسا إلا وسعها و يرفع يديه إلى السماء و يقول ربنا لا تحملنا ما لا طاقة لنا به ثم يرتاح ضميره.
يتناول فطوره مع نشرة أخبار الظهيرة فهذا شيء مهم فصديقنا مواطن سياسي محنك فيتابع مختلف الأخبار و يتألم بشدة من أجل فلسطين و غزة و يرى صور القتلى و الأشلاء فيصاب بالغثيان المسكين فيشرب كوكا كولا من أجل وقف هذا الإحساس و يلعن و يسب الوضع و التخاذل و يصب جام غضبه على الحكام الخانعين " لكن في نفسه" خوفا من أن للحيطان أذان.
بعد ذلك يخرج مواطن لمقهى الحي يأخذ في طريقه جريدة و عدة شبكات للكلمات المتقاطعة و المسهمة فهو بطل يستطيع حل الشيكة في أقل من دقيقتين و يتفوق على جميع أبناء الحي في هذا, يجلس و يطلب قهوة كالعادة يشعل سيجارته الشقراء يقرأ الجريدة و يبتسم ابتسامة خبيثة و هو يقرأ أن اقتصاد البلد بألف خير رغم الأزمة و أن الزعيم المفدى ينوي ترشيح نفسه للمرة 3 بعد المائة, و يتمتم لماذا لا يترشح مدى الحياة و يريحنا من مصاريف الإنتخابات و المشاوير المتعبة بين الدوائر كا أحسن ثم يتدارك نفسه و يتذكر أن المكان مليء بالمخبرين فيقول بصوت عالي " الحمد لله بلدنا بخير".
تقارب الساعة الثالثة و مواطن مسمر في المقهى أنهى الجريدة و كل شبكات الكلمات المتقاطعة و تحدث كخبير سياسي مع رواد المقهى عن الوضع السياسي في أمريكا بعد انتخاب أوباما و عن نتائج الأزمة على فرنسا و تبعات أنفلونزا الطيور على بريطانيا, و لكنه ينتظر مع ذلك. فجأة تبرق عيناه لقد أتت إنه ينتظر مرورها كل يوم في هذا الوقت بنت الجيران تدرس في الثانوية ذاهبة إلى بيتها يرمقها و يمني نفسه بالزواج بها بعد أن يجد عملا بالطبع
بعد أن رأى محبوبته يعود للبيت من أجل طعام الغذاء و أخذ قسط من الراحة و مشاهدة مسلسل مدبلج, يرفع أذان العصر فيتذكر أنه لم يصل أي وقت يقوم مسرعا ينقر الأوقات ثم ينتظر المسلسل لكنه لا يبث لأن اليوم الخميس و غدا هو يوم الجمعة و من السنة الإغتسال ليلة الجمعة فمواطن شخص "متدين" يصلى الجمعة و يصوم رمضان ( التدين المحبوب من طرف ...... إملأ الفراع بما يناسب) فيقول في نفسه أمر على صديقي و نذهب للحمام سويا ثم أحلق شعري و أستعد للصلاة الجمعة من أجل الأجر و الثواب وجب على الذهاب باكرا للجامع
قارب يوم مواطن على الإنتهاء يدخل المنزل في منتصف الليل يشعل التلفاز يتابع أي تفاهة يمر على قنوات دينية و يمط شفتيه و هو يقول " يا لطيف لماذا كل هذا التزمت و هذه اللحية الكثة لماذا و لماذا حرام هذا و ذاك الحمد لله ديننا دين يسر" يعجبه فيلم أكشن يتابعه في شغف و يتخيل نفسه البطل أتى لتحرير معشوقته
الثالثة صباحا بقيت ساعة لصلاة الصبح يقول في نفسه إن بقيت مستيقظا سوف أفيق بعد الظهر و أضيع صلاة الجمعة و هي صلاة مرة في الأسبوع أما الفجر و الصبح كل يوم إذن أحافظ على صلاة الجمعة و غدا أ صلي الفجر و يبتسم بعد أن أقنع نفسه و قبل أن ينام يحمد الله على وطنه و حاكم وطنه و يدعو الله أن يعمي عليه أعين المخبرين و الوشاة و يدعو مع إخوانه في فلسطين و يدعو مع العراقيين و الأفغان و قليلا مع الشيشان رغم أنه لا يدري من هم ثم يخلد للنوم.
في انتظار يوم جديد تشرق فيه شمس الإسلام على قلوبنا