إلى الإخوة المصححين والمهتمين، أعرض عليكم إجاباتي من أجل تقييمها بموضوعية ولكم مني جزيل الشكر، وأشهد الله أن عملي هذا كان ذاتيا معتمدا على الله وعلى ما قرأتهواستوعبته أثناء الإعداد للامتحان:
الخطأ حالة ذهنية أو فعل عقلي يعتبر صائبا ما هو خاطئ أو العكس، وقد اعتبرته البيداغوجيات الحديثة مدخلا أساسيا من أجل الاكتساب والتعلم، وعاملا من عوامل تحقيق مبدأ الإنصاف.
- فكيف يمكن للخطأ أن يكون عاملا لتحقيق هذا المبدأ؟
- وما هو التصور الإجرائي الأنسب للتعامل الإيجابي مع الخطأ داخل الفصل؟
- ثم ما هي الصعوبات التي يمكن أن تعترض أجرأة هذا التصور؟
1-إن الاعترافبحق المتعلم في الخطأ هو اعتراف بحقه في التعلم والاكتساب، وبالتالي فإن ارتكاب المتعلم للأخطاء هو أمر طبيعي وضروري من أجل بناء المعارف، لأن هذه الأخطاء هي الدليل على امتلاكه لقواعد بنائية، واستراتيجية خاصة به في معالجة التعلمات.
إن لإفصاح المتعلم عن أخطائه ييسر عملية تشخيص مصادرها( نشوئي -ابستمولوجي - ديداكتيكي- تعاقدي) وبالتالي ييسر عملية تجاوزها وبناء معارف جديدة، أو كما يسميها البنائيون الانتقال من المعرفة العامية إلى المعرفة العالمة.
إن الوقوف على أخطاء المتعلمين وتصنيفهم بناء عليها، يدفع بالأستاذ إلى نهج بيداغوجية فارقية تعتمد على تفريد التعلم وتنويع مداخله، وتشجيع التعلم الذاتي.
إن الإيمان بحق المتعلم في الخطأ وعدم نبذه من طرف الأستاذ والزملاء، يدفع به إلى الثقة بالنفس والتحفيز والإقبال على التعلم، وخلق تفاعلات إيجابية داخل مجموعة الفصل، كما يبث قيم التسامح والإيمان بالاختلاف واحترام الرأي الآخر، وحرية التعبير.
لإن حق المتعلم في الخطأ يعني حقه في النجاح.
2- لقد تعددت البيداغوجيات التي تهتم بالخطأ ودراسته، ومنها بيداغوجية الخطا،
وللتعامل الإيجابي مع الخطأ داخل الفصل يمكن اتباع الخطوات التالية:
* افتراض الخطأ *مواجهته وتحليله * معالجته.
يعتبر التقويم التشخيصي من أهم المحطات الأساسية للوقوف على أخطاء المتعلمين من خلال وضعيات وروائز واختبارات فردية وجماعية، كما يمكن تحديدها أثناء عملية الاكتساب والتعلم من خلال التغذية الراجعة أثناء عملية التقويم التكويني.
يتم تصنيف الأخطاء وتحليلها وفق مقاربات مختلفة منها
مصدرها، فهناك:
أخطاء مصدرها نشوئي أي أنها ناتجة عن عدم قدرة المتعلم على إدراكها لأنها تفوق مستواه النمائي.
أخطاء مصدرها ابستمولوجي وهي الأخطاء الناتجة عن المكتسبات السابقة أو التمثلات التي تعيق استدماج المعارف الجديدة.
أخطاء مصدرها ديداكتيكي وهي أخطاء ناتجة عن طرائق التدريس وأساليبه ووسائله
أخطاء مصدرها تعاقدي وهي أخطاء ناتجة عن إخلال باتفاق بين طرفي عملية التعلم والتعليم
كما يمكن تصنيفها إلى:
أخطاء مرتبطة بالمتعلم وهي نوعان:
أخطاء متكررة وبالتالي فهي تؤكد على قصور في امتلاك الكفايات والتعلمات ويجب الاهتمام بها.
أخطاء عشوائية وهي أخطاء ناتجة عن السهو أو عدم الانتباه والتذكر.
أخطاء مرتبطة بجماعة الفصل وهي نوعان:
أخطاء فردية: أي أن أفراد الفصل يرتكبون أخطاء مختلفة وبالتالي التدخل هنا يجب أن يكون مفردنا
أخطاء جماعية: وهذا يخيل إلى ضرورة إعادة النظر في طريقة اكتساب هذه المعارف والكفايات.
- معالجة الأخطاء: تتم معالجة الأخطاء من خلال خلق صراع سوسيومعرفي بين تمثلات المتعلمين والمعارف الجديدة، وذلك من أجل خلخلة توازنهم والدفع بهم إلى:
* التخلي عن مكتسباتهم الخاطئة
* أو تصحيحها
* أو تطويرها
وتعتبر تقنيات التنشيط الحديثة وسيلة فعالة لتحقيق ذلك سواء من خلال:
- خلق وضعيات مشكلة
- العمل في إطار مجموعة بتقنياتها المختلفة (تقنية فيليبس 6*6 - بانيل - الرسول -1*2*4*8*16*...)
- الزوبعة الذهنية
- دراسة الحالة.
- لعب الأدوار
إن التعامل الإيجابي مع الخطأ يقتضي منا إعادة النظر في الطرائق وفي الفضاء المكاني والزماني للفصل، وكذا الانفتاح على المحيط السوسيوثقافي للمتعلم من أجل الانتقال من شعار الحق في التمدرس إلى شعار الحق في النجاح
3- من خلال تجربتي البيداغوجية، يمكن استحضار بعض الصعوبات التي يمكن أن تعترض هذا التصور ومنها:
- عدم امتلاك آليات تحليل وتصنيف الأخطاء بطريقة علمية حيث يظل الأمراجتهاديا في غياب تكوين تخصصي أكاديمي.
- ضيق الحيز الذي يجبر الأستاذ على عدم توظيف التقنيات النشيطة
- ضغط التنشئة الاجتماعية وقيم المحيط التي ما زالت تعتبر الخطأ منبوذا وتصنف على أساسه التلاميذ إلى مجتهدين وكسالى.
- ضعف الإمكانيات البيداغوجية من فضاءات ودعامات وحوامل من أجل تطبيق البيداغوجية الفارقية.
- غياب التسيق بين الأساتذة، وارتكان بعضهم إلى الأسالسيب السهلة المبنية على التلقين وتنقيط الواجبات والحكم على المتعلمين في آخر السنة بالنجاح أو الرسوب.
- انعدام تحفيز المبادرات الناجحة للدفع بالأستاذ إلى التكوين والابتكار وتطوير مردوديته.
ورغم هذه المثبطات وغيرها، فإن ذلك لا يعفي الفاعلين التربويين من المبادرة والتأطير الذاتي متسلحين بنبل رسالتهم وجسامة مسؤوليتهم خدمة للناشئة.
انتهى