القصيدة كاملة
بيروت أنثى ترضع من أصابعها العواصف
من قبل أن تشعلنا قذيفة أو تشعلك
رسالة المحاصر الأخير للمحاصر الأخير
نكتب من شظية أرسلتها لتحملك
من عتمة الجيتو إلى أجسادنا
إلى متى تحارب الجزيرة البحرا ؟
إلى متى تستخرج التفاح من ضلوعنا
من قبل أن تشعلنا قذيفة أو تشعلك
نكتب من بيروت .. من قصيدة
الحصار مطلعها .. لنسألك :
أم الذي يعيش في النشيد ؟؟
من قبل أن تشعلنا قذيفة أو تشعلك
يا أيها المسربل السكران بالدروع
يا أيها المصفح المدرع المجنزر السجين والسجان
هل تكسر الموجة مثلما تكسر الرمان
كيف ترانا الآن في لبنان :
يا أيها التائه في خرافة المكان والزمان
يا أيها التائه في خرائط النسيان
يا ابن القرابين ويا ابن النار والسكين
ومن رماد لحمك المطحون في " أوشفيتس"
وهل أخذت من سقوط " أورشليم "
فلم يزل عندك ما يكفي من البنزين والقنابل
كى تحرق السماء أو حقلا من الأمواج والسنابل
يا أيها الوجه الذي بلا ظلال
يا أيها الوجه الذي أصبح وجه القاتل الجوال
إلى متى ترش في عيون العالم الدخان
يا أيها الصارخ في الشوارع المبعثرة
يا أيها المجنزر المصكوك في المجنزرة
بأن بيتنا هناك وبحرنا هناك
وبرتقال الساحل المزهر في دليله هناك
هل يستطيع المرء أن يبول طول العمر في دبابة ؟
هل يستطيع المرء أن يقرأ .. أن يكتب في دبابة ؟
أن يغرس الأشجار في الدبابة
إلى متى تظل في مخالب الدبابة
ماذا كتبت اليوم في الرسالة الجديدة
ومدفع، وشارع، وحفنة من المحاصرين
وتنتهي الحرب التي تنجب حربا تالية
وهكذا، وهكذا تدور الساقية
وكيف تغسل اليدين ؟ وقطعة الصابون رأس طفل !
فكيف بعد الآن تسير في أمان ؟
إلى متى تظل خائفا من كل موجة تلقى على الرمال .. منديلها؟
إلى متى تظل خائفا من كل وردة تلقى على الجبال .. قنديلها؟
إلى متى تظل خائفا من قدم الغزال
إلى متى تظل خائفا من برعم الزلزال ؟
إلى متى يظل هذا الماء موتا بيننا
لجثة واحدة ، وبيننا الطوفان
إلى متى تظل حاملا على أكتافك التابوت ؟
هل أنت في أمان ؟