تغطية :
يونس أفطيط .
تصوير :
رشيد الحدوشي ـ طارق الشامي.
عن ناظورسيتي
إنهار صبيحة هذا اليوم الخميس 08 يناير 2009 على الساعة العاشرة صباحا بجماعة ايكسان ثلثا سقف حجرة مدرسية بمجموعة مدارس عمر بن عبد العزيز بعدما كان اثنان وعشرون تلميذا في الفصل، وقد أكد أستاذ تلاميذ القسم الثاني "خالد البكاي" لناظورسيتي أنه كان يدرّس التلاميذ موجها وجهه للسبورة، وحالما سمع دويّ انهيار السقف، واستدار ليجد الحطام قد سقط على التلاميذ ولم يستطع إنقاذهم لوحده، ليخرج إلى الساحة ويقرع الجرس مرات متتالية، بعدها حضر مواطنان ينتميان إلى نفس الجماعة ليخبرهم بما وقع، حيث شرعوا في استخراج التلاميذ.
وقد أكد احد المواطنين اللذين سارعا لإنقاذ الأطفال والذي يدعى "فارس" أنه استطاع رفقة الأستاذ ومساعده استخراج التلاميذ من بين الأنقاض، حيث تأكد في الحين وفاة طفل يدعى قيد حياته مصطفى معروفي مزداد سنة 2001 ويدرس بالقسم الثاني وطفلة اسمها زينب مختاري مزدادة سنة 2001 بينما أضاف أن بقية التلاميذ الذين استخرجوا كانت جروحهم متفاوتة الخطورة وان ثلاثة منهم في حالة خطيرة، وهو الأمر الذي أكده أيضا مصدر مطلع من داخل المستشفى الحسني حيث أكد لناظورسيتي أنه لحد الساعة وصل إلى المستشفى 16 تلميذ بينهم اثنان توفيا واثنان مصابان بكسور متفرقة في أنحاء جسدهم وطفلة مصابة بنزيف داخلي وفي حالة حرجة، وأشار إلى أن بقية التلاميذ اللذين يصل عددهم إلى 11 تلميذ مصابون بجروح متفاوتة الخطورة.
هذا وقد أكد الشاذلي التهامي رئيس جمعية أباء وأولياء التلاميذ وعضو بجماعة ايكسان لناظور سيتي أن البناية التي تقع داخلها المدرسة مشيدة منذ سنة 1950 أي في عهد الاستعمار، حيث كانت كنيسة لتعبّد جنود الاستعمار،قبل التحول بعد خروج الاسبان إلى مؤسسة تعليمية، لكن هذه المؤسسة أصبحت تعاني من هشاشة السقف منذ حوالي أربع سنوات وهو الأمر الذي جعل الجماعة تراسل نيابة التعليم من اجل التدخل لإصلاح المدرسة التي أصبحت آيلة للانهيار وأشار إلى انه تمت بداية الأشغال منذ أواخر شتنبر من السنة الماضية أي قبل حوالي ثلاثة أشهر.
وفي تصريح رئيس المجلس الإقليمي محمد بوجيدة لناظورسيتي أشار هذا الأخير إلى أن المجلس الإقليمي ومنذ ثلاث سنوات وهو يراسل نيابة التعليم والوزارة الوصية من اجل إصلاح البناية التي أصبحت تهدد حياة الأطفال الصغار لتمنح نيابة التعليم السنة الماضية ما مقداره ثمانين مليون سنتيم من اجل بدء أشغال الإصلاح لكن الأمر لم يتم إلا مع اقتراب نهاية هذه السنة.
هذا وقد أكد أستاذ التلاميذ المصابين، السيد خالد البكاي أن الحجرة التي انهارت كانت بسبب الأشغال التي قام بها المقاول بالأمس حيث كان من المتفق عليه أن تتم إزالة آجر "القرمود" الذي يعود إلى سنوات الاستعمار واستبداله بسقف من مواد البناء الحديثة لكن الأستاذ فوجئ صباح اليوم بان المقاول قام بعملية ترميم بسيطة حيث ترك آجر القرمود وأضاف من تحته سقفا بمواد البناء الحديثة من اسمنت وآجر وهو الثقل الذي لم تتحمله البناية الهشة لتسقط فوق رؤوس التلاميذ وشدد على أن السقف الذي انهار تم بناءه منذ أربع وعشرين ساعة فقط.
وفي تصريح لبوزيان الرطبي رئيس الجمعية المغربية لحقوق الإنسان فرع الناظور أشار إلى أن الجمعية سبق لها قبل مدة ان اجتمعت بعامل الاقليم عبد الوافي لفتيت من اجل إيجاد حلول سريعة وفعالة للمؤسسات التعليمية التي تضررت بسبب الفيضانات الأخيرة أو لقدمها حيث أصبحت هشة وتهدد سلامة التلاميذ حيث أكد لهم عامل الإقليم أن السلطات تقوم بمجهوداتها لتصلح المؤسسات التعليمية.
ولحد الساعة وحسب ما توصلت به ناظور سيتي فالمؤسسات التعليمية المتضررة والتي تتجاوز عشرين مؤسسة بالإقليم لم تعرف إصلاحات من اجل منع حدوث انهيارات وضحايا في صفوف الأطفال كما انه من المتوقع ان تشهد نيابة التعليم وقفة احتجاجية ابتداء من الساعة الثالثة بعد الزوال ينظمها أهالي الضحايا وبعض الجمعيات.