وضع مضحك
تعليمنا يعيش وضعية تعد من الحالات الناذرة جدا ، تحدث بنسبة 194/1 ( 194 يمثل مجموع عدد دول العالم ) . فمنذ الإستقلال و جذل ساخن يدور حول كيفية الإصلاح و أولوياته ، و قد توالت عدت محاولات لم تزد الطين إلا بللا.
فكل القرارات الإصلاحية تميزت بالانفرادية ، و التسرع ، و عدم الإكثرات ، و العشوائية ، و اللامسؤولية ،و بنتائجها الغير مضمونة ، فقوبلت باللامبالات ، و التخريب ،و الممانعة ، و الرفض الظاهر و الباطن .
و الغريب العجيب أن بعد مرور أكثر من 60 سنة من المد و الجزر مازلنا في نقطة البداية ، لم نتعلم بعد من دروس الماضي القريب ، نناقش مسلمات ، و نتجاذل حول توافه . و أجيال تلو أجيال تضيع وسط تضارب مصالح حقيرة و رؤية ضيقة .
ومازالت الخطط البلهاء تنهال من هنا و تنكسر هناك في انتظار الفرج الذي قد يأتي أو لا يأتي .
أليس من المضحك أن تطرح اشكالية لغة التدريس الآن ؟؟؟
أليس من المضحك أن تطرح مشكلة التعميم الآن ؟؟
أليس من المضحك أن نتساءل حول جدوى التعليم في شموليته الآن ؟؟
هل قدرنا أن نهدم ما بني في كل مرة بدعوى أنه أنشئ أعوج مند البداية ، و لا نهتم بالجهد و الوقت و المال الذي أهدر في سبيل ذاك البناء ، و لا بأولائك الذين سيلقون في العراء كلما أعيد بناءه .