ليل طويل مر متثاقلا على غرفتي ,مللت انتظار تلك الخيوط الدافئة التي تنسل في خفة متناهية بين طيات الستائر .
حملقت حولي, مجرد صمت رهيب تكسر لحظاته تكتكات ساعتي اليدوية.حولت بصري يمينا و أخرى شمالا نفس الطاولة المهترئة ,نفس السجادة التي تتوسط الأريكة ,وخزانة هناك إن سألتها حكت لك عن عوادي الدهر عليها.
…آه تذكرت, لي أوراق و مذكرة هناك, يبدو أنني أخيرا وجدت شيئا يسليني ريثما يزور غرفتي طيف الصباح.
نهضت في خفة من فراشي الدافئ وفتحت درج الخزانة ,….كتب فلسفة تذكرني بحياتي الجامعية ,ومراجع كثيرا ماادخرت ثمنها من مصروفي اليومي .
عدت أقلب بين طيات الدفاتر, و تحت الكتب وجدت إحدى وريقاتي حل عليها خريف العمر ,حملتها بين أصابعي وانغمست داخلها ,أحسست بالفشل ينخر ركبتاي و حتى يداي ,استندت على الأريكة وارتميت للوراء تقلبني الذكريات و الأحداث .
كانت تلك أول رسالة حب في حياتي, رميتها بين أدراج خزانتي كي أنسى كل شيء . اليوم تذكرتني الآلام و عادت من جديد.
أحسست بدغدغات دافئة ,فتحت عيني و استقبلت يومي الجديد .كعادتي رتبت نفسي ,حملت حقيبتي وألقيت على الورقة آخر نظرة (ترى أين أنت ؟)هكذا أردفت .
دسستها في درجي وانصرفت لعملي مع السيد.