قال عمرو موسى، الأمين العام الأسبق لجامعة الدول العربية، إن الملك محمد السادس اتخذ خطى وتبنى سياسة وأطلق مبادرات "أزالت عددا من أسباب الخطورة.. في وقت سادت الفوضى ذات اليمين وذات الشمال في العالم العربي"، فيما شدد على وجود فرص قائمة "لاستعادة العرب لدورهم الريادي رغم المخاطر الموجودة".
موسى، الذي كان يتحدث ضمن فعاليات الدور 37 من موسم أصيلة الثقافي الدولي، طرح ما وفها العناصر الأساسية التي من شأنها "أن تحقق كينونة العالم العربي والإجابة عن سؤال نكون أولا نكون"، معتبرا أن أبرزها يبقى "الاتفاق على أن المرحلة هي مرحلة تغيير وإصلاح وتجاوز مستويات القرن العشرين بكل أخطاءه".
وأضاف رئيس لجنة الخمسين لصياغة الدستور المصري أن ثاني العناصر في تحقيق الوجود العربي "الوعي المجتمع العربي بأننا نعيش في زمن له تطلعاته من تكنولوجيا صاعدة وديمقراطية وعولمة.. بالتالي نسيان أحلام ونظريات أيام زمان وفق شرط القرن الحالي"، فيما توقف عند "فلسفة الحكم" التي ينبغي أن تسود في المجتمعات العربية، محيلا إلى التجربة الأمريكية "التي تدعو في الدستور إلى إسعاد المواطن وتحقيق خدمته".
وتابع موسى قائلا إن ما يجعل العرب يعيشون حالة من سوء إدراة الحكم هو اضطراب الأولويات، مشيرا إلى أن كارثة المنطقة تبقى في التعليم، "يجب تحرك اللوبي العربي والإصرار على إعادة النظر في التعليم ولما لا الاستفادة من التجربة المغربية وباقي التجارب العربية"، لينبه إلى انتشار مظاهر التفرقة موضحا "لا يجب أن تشغلنا الهوية، ﻷن العالم العربي لديه تشكيل وجداني مختلف.. فقد خرجت منه الأديان السماوية، ويضم كل الإثنيات من أمازيغ وأكراد..".
إلى ذلك، تنبأ عمرو موسى بظهور ما وصفه "النظام الاقليمي الجديد"، الذي يأخذ بعين الاعتبار "الانهيارات الحاصلة في المنطقة"، مشددا على أن من سيرصد هذا النظام الجديد هي دول العالم العربي "ﻷننا المكون الأساسي"، فيما استبعد أن تكون لدول إيران وتركيا وإسرائيل أدوار في هذا التحول الاقليمي، الذي طرحه المسؤول العربي.
وأضاف موسى "إيران، وحتى تركيا وإسرائيل، لا تستطيع أن تتزعم منطقة الشرق الأوسط.. بل المكون العربي"، مشيرا إلى أن طبيعة العلاقة مع تلك الدول، خاصة إيران وتركيا، ستبقى علاقة تعاون وتضامن "أما السيطرة علينا فمستحيلة"، معتبرا أن العلاقة مع إسرائيل سكون غير ذلك، "إسرائيل فستنتهي ﻷنه احتلال أجنبي.. أما الصراع الشيعي السني فيجب أن ينتهي".