تلتهب العين حين تنتابك الذكرى و تنطلق منك العبرات متأوهة من حرها, ينتفض صدرك الناتئ و يعلو ثم ينقبض ثم يستمر في الانقباض حتى يعتصر القلب و يدميه و تبدأ سمفونية الألم.
كنت أراك و أنت تعانق طيفها و تشم عطرها حتى أن الزهور المتناثرة في حديقتك ذبلت من فرط الغيرة, تناجيها في عمق الليل و تناديها بشتى الأسماء التي صادفتها في الشعر تنتقي الكلمات تصففها ثم تصنع منها سوارا تعلقه على ذلك الطيف الذي تبقى لك منها في ذاكرتك.
أحببت الليل لأنك لا ترى فيه إلا سنا وجهها المشرق, عليها كنت دائما مغرما بالسواد, لطالما حرصت على استعمال ضميري أنا و هي أما الضمائر الأخرى فلتذهب إلى الجحيم.
عظيم هو حبك, وكيف لا و قد خطه القدر قبل أن تولد, لكن ما لم تتقبله أن يضع نقطة انكسار في نهايته انكسار لا قبل لك بتحمله و لو كانت لك نفس مارد جبار.
تسكر نفسك بنكهة الحب و تنتشي بلذة الحب و تسكنك رعونة تنشب الصخر المستحيل, و خيبته كانت تعني لك موت مؤجل إلى موعد لاحق, هكذا كنت دائما و هكذا ستظل لعنة الهزائم تقتفيك إلى مثواك الأخير.