غداة أحداث 16 ماي الغريبة بالبيضاء،الكل أمكنه التعليق ببساطةـ لما اتُّهِم الفقرـ أن الفقر والبطالة ،وما ينتج عنهما من يأس وإحباط،لم يكونا في يوم من الأيام سببا وجيها لحدوث ما حدث،وبالطريقة العنيفة تلك !..لكن لا أحد خضع للأمر الواقع وقال بالبساطة نفسها:إنه الآن صار الأمر كذلك !
هل يتصورـ غافل ماـ أن الحال سيدوم على ما هو عليه؟ألم تقل العرب قديما أن دوام الحال من المحال؟ألم يقل الرسول(صلعم):"كاد الفقر أن يكون كفرا"؟ألم يقل علي بن ابي طالب(ض):"لو كان الفقر رجلا لقتلته"؟
أي نعم؛إن أوضاعنا الاجتماعية والسياسية والاقتصادية ليست في أحسن أحوالها،والطبقة المسحوقة من أبناء أمتنا تعاني الأمرّين،كما أن شدة الضغط تولد الانفجار..لذلك كان طبيعيا أن يبحث شبابنا المحبط عمّن يمد له يد العون ولو حتى بملء وقت فراغه؛فكما أن هناك فئة من الشباب تقضي معظم أوقاتها في المقاهي وقاعات الألعاب وغيرها،تجد فئة أخرى عزاءها في الانضمام لجماعات معينة لقناعتها أنها طوق النجاة الذي ينتشلها من الضياع واليأس..
ولعل ما يزيد أوضاع شبابنا هذه ترديا هو السخط المتواصل لما آلت إليه أحوال بلاد المسلمين تحت وطأة الجبروت الإسرائيلي والأمريكي على الخصوص،تزيد الطين بلة مواقف قاداتهم وحكوماتهم التي تتصف في غالب الأحيان بالسلبية،وعجزها عن ترجمة آمال الشعوب،واتخاذ القرارات الجريئة الصائبة..
وما لا ينبغي أن يغيب عن بالنا،أن الشعوب غالبا ما تفكر بقلوبها،بينما تكون هناك في واقع الأمر إكراهات تقتضي من المسئولين اتخاذ الروية،وعدم التسرع ـ على الأقل ـ بسن قرارات قد تكون مصيرية،ويعسر تحمل تبعاتها.فقرار خوض الحرب مثلا،قد يكون سهلا تخيله من طرف المواطن العادي،ولكن هل يدور في خلده مدى الإمكانيات والتضحيات الواجب توفيرها لخوض غمار تلك الحرب؟..
قد يمكن القول ـ باعتبار أننا مسلمون ـ أن قوة الإيمان وحدها تكفي للبطش بعدو كافر مهما بلغت شدته،لكن البعض يغفل آية مفادها:"وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل". لذلك فإنه لم يعد من المعقول التصديق بأن فئة قليلة ستنتصر على قوة عظيمة عدة و عتادا، وإلا سيكون الأمر تهورا لا تحمد عقباه. فهل يدفع بنا إيماننا إلى الحرص على الموت بدل الحياة؟وهل الحياة أصبحت تشكل عبئا علينا نفضل الموت عوض تحمله؟
وهاهي أمريكا قد احتلت العراق متذرعة بامتلاكه أسلحة الدمار الشامل،فلو كان الأمر صحيحا هل كانت ستجرؤ على الزج بجيوشها في تلك الحرب؟
حقيقة لعل ما نحتاج إليه حاليا ليس هو الأسلحة بقدر ما نحن في حاجة إلى رجال قادرين على تحمل مسئوليتهم،تراعى في اختيارهم شروط قمينة بترجمة المواقف إلى قرارات صائبة..وهنا أستعرض تعريفا طريفا للدبلوماسية كنت قرأته وأنا صغير مفاده أن: الديبلوماسية هي أن تجد كلبا شرسا فتقول له:يالك من كلب لطيف،حتى تجد الفرصة السانحة لالتقاط حجرة!
إن دولة عظيمة كأمريكا لن نكسب ودها ونحن نظل نسبها ونشتمها،ثم نحتكم إليها بعد ذلك!..وهذا لايعني أنه يجب علينا أن نتزلف إليها؛بل إن الأجدى ألا نترك لها الفرصة للتدخل في أوضاعنا،وذلك باستعادة الثقة في أنفسنا والاعتماد على إمكانياتنا وكفاياتنا حتى نخلق قوة كفيلة بفرض احترام الآخرين لنا.
ما معنى أن تكون مغربيا؟
إن ما أصبحنا نصطلح عليه اليوم بالإرهاب،هو وليد أفكار متطرفة،لم يجد دعاتها الفرصة للاستنارة بالفكر التقدمي،مما يسهل على تابعيها عملية شحن عقولهم القاصرة فيعتقدون أنهم مخلصو الشعب من حالة التدهور والسخط،هذه الحالة التي كانت التربة الخصبة لانبثاق تلك الأفكار..فهل يكفي التنديد بالإرهاب عبر المظاهرات العفوية وأحيانا تلك الموجهة من طرف الأحزاب السياسية؟وهل عمل الأحزاب لا نستبينه إلا في مظاهرات التنديد بقضية ما قد تكون هي صانعته بدراية منها أو بغير دراية؟أين دور الأحزاب إذن في تأطير المواطن وتفتيح بصيرته؟!
شيء واحد ينبغي للجميع وضعه أمام نعيش نصب أعينهم كي نعيش في بحبوحة وسلام،ألا وهو أن نسعى إلى خلق دولة الحق والقانون التي تكلمنا عليها كثيرا واكتفينا بالكلام!وهذا يقتضي أن نغير جميعا نمط تفكيرنا ؛فلا فرق ـ في نظري دائما ـ بين ذي الأفكار المتطرفة، وبين من يأبى تغيير نمط تفكيره،إذ أن كليهما يستعصى معه الحوار،ويجب ألا يجهل الواحد منا مدى أهمية الحوار المثمر وكذا خطورة إقصائه.
بقطع النظر عن قضية الإرهاب وأسباب نشأته وتداعياته،أود شخصيا أن يبحث كل واحد منا عن جواب للسؤال التالي:ما معنى أن أكون مغربيا؟
إنه سؤال مفتاح لكل من يبحث عن هويته،وهو السؤال الوحيد الكفيل بأن يرجع الأمور إلى نصابها،وهو أيضا مرآة صادقة للشخصية التي فقدها من كان يعرفها حق المعرفة،أو للذي لم يتعرف عليها بعد..
لقد آن الأوان ـ ولم يتأخر إن أردنا ـ كي نسلط مصباحا كاشفا عن ذواتنا ، ونضع السؤال المشروع هذا محط اختبار كي نكتشف تموضعنا على طريق الازدهار:إلى أين وصلنا؟وإلى أين نسير؟وبأية كيفية ينبغي الوصول؟
هذا السؤال المشروع بالرغم مما يوحي إليه من تنصل عن القومية العربية ،فإنه لا يخفي وراءه واقع حالنا؛فإذا كان أشقاؤنا الفلسطينيون أو العراقيون أو غيرهم يعانون الويلات،ولا نستطيع إلى مؤازرتهم سبيلا،فإننا في الآن نفسه نستبشر ببسالة أبطالهم،ونرى أنهم كفيلون بأعدائهم لما يلحقونه بهم من خسائر مادية وبشرية،ونستخلص بأن الأعداء هم الآخرون في حال لا يحسدون عليه،ومن تم وجب طرح السؤال ذاك،على أن يكون البداية الحقيقية لوضع أسس الديمقراطية التي تكاد تنعدم حتى في الدول الكبرى التي تتشدق بها.
أي نعم؛إننا نتأثر بالغ الأثر لما يقع لأشقائنا،ولكنني لا أعتقد بأن فينا من يستطيع أن يفعل أكثر مما يفعله أولئك الشباب الفدائيون طالما أن أهل مكة أدرى بشعابها..
لقد غدا الكلام عن وحدة عربية من سابع المستحيلات تحت رحمة الإكراهات التي تزكيها المصالح الشخصية،كما أنه لا يمكن أن نتخيل أن العرب ـ بين عشية وضحاها ـ سيقرون نبذ خلافاتهم ويعفو الله عما سلف،ثم يسارع حكامهم إلى استدراك ما فات،والشروع في بناء عهد جديد أساسه الديمقراطية والعدل والمساواة وما إلى ذلك ..
وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم،فربما كان من الضروري أن يطفح الكيل ويبلغ السيل الزبى كما يقال لكي نرحم أنفسنا،ونردد الطرف إلى ذواتنا وحالنا،فنعمل على تدارك ما فات وإصلاح ما فسد..فحديث كالحديث عن ’’عالم ما بعد 11 شتنبر’’أو’’مغرب ما بعد 16 ماي’’هو اعتراف ضمني واضح على قدرة ما وقع بهذا اليوم أو ذاك على تغيير مجريات الأحداث التاريخية أبينا أم كرهنا،لكنه تغيير نحو الأسوأ،ويبقى نقطة حبر سوداء في صفحات تاريخنا نحن المغاربة على وجه الخصوص.
أعود لأؤكد على أهمية السؤال:ما معنى أن أكون مغربيا؟إذ أن الجواب عليه يفضي بنا إلى استحضار ما نحمله من تصورات سواء كانت سلبية أم إيجابية أو حتى منعدمة عن هويتنا،ومحاولة الجواب هذه هي وحدها القمينة بتزكية محاسن وامتيازات شخصيتنا قصد الحفاظ عليها وتطعيمها بما يليق ومميزاتها كي تبقى نموذجا يحتذى به،أو تدارك النقائص والعيوب التي تخللت طبيعة الهوية تلك،أو السعي إلى خلق مواصفات تتلاءم والهوية المنشودة أو المفقودة.
إن الاكتفاء باجترار أمجاد الماضي وتعداد خصال السلف الصالح لم يعد يجدي شيئا امام ما تفرضه التحديات المعاصرة،إذ أنه لم يعد هناك وقت للركون إلى الراحة والتقاعس عن العمل المتواصل،والبحث العلمي المثمر.
أود أن أقول أن للمغاربة من الذكاء والنباهة ما يجعلهم قادرين على رفع التحديات وتجاوز العقبات،ولا أدل على ّذلك مما يحققونه في مختلف المناسبات من نجاحات باهرة،لكنها ـ للأسف ـ تظل حبيسة مناسبات معينة..لذلك فإنني أرى أنه علينا ـ نحن قبل سوانا ـ أن نكون أصحاب المبادرات الناجعة،والقرارات الجريئة الكفيلة بترجمة فلسفة الشخصية المغربية الحقيقية،ولكي يتسنى لنا ذلك لا بد من وضع الأصبع على مواطن عيوبنا والعمل على إصلاحها،وبناء عليه،يمكنني أن أحدد أبرز عيوبنا،والتي يمكن اعتبارها ـ في نفس الآن ـ أهم عوائق تخلفنا عن اللحاق بالركب الحضاري،فيما يلي:
ـ تحميلنا مسؤولية فشلنا في أية قضية تواجهنا إلى الآخرين،وهي مسألة لا تعكس مقومات مجتمع تواق إلى المضي قدما نحو غد أكثر تقدما وتطورا،لأنها مسألة توضح مدى عجزنا عن تقبل نتائج عملنا الذي لم يكن على الوجه المطلوب،وبالتالي نسقط في نفس الأخطاء بينما كان من الممكن الاستفادة من كبواتنا أو لتقبلنا الانتقادات،وكنا نتمتع بفضيلة الاعتراف بالخطأ.فيكفي أن نتساءل:كيف يمكن للواحد منا أن يطور قدراته واستعداداته على اختلاف مشاربها ما لم ينتبه لأخطائه أو يجد من ينبهه إليها فيعمل على تصحيحها؟
ـ عدم حبنا لعملنا،وبالتالي عدم الإخلاص له والتفاني فيه،وما يترتب عن ذلك من قلة المر دودية أو انعدامها،خاصة إذا أوكل هذا العمل إلينا عن غير اختيار ورغبة منا،فصرنا نرى ما نراه من صور اللامبالاة والتواكل على الآخرين بالبحث عن أسهل الأساليب لأداء عملنا.
ـ مجاراتنا للآخرين،بالتمادي في ممارسة السلوكات السلبية تحت ذريعة أننا لسنا لوحدنا من يفعل ذلك،ضاربين بالمبادئ والأخلاق الحميدة عرض الحائض،فنعمل بذلك على إذابة مقومات شخصيتنا في قناة تصريف واحدة نجهل ما ستؤول إليه نهايتها..
ـ غلبة الأنانية،وبالتالي تغليب المصالح الشخصية عن المصلحة العامة..
ولعلني أجدها مناسبة للتذكير والتنويه ببعض الخطوات الجادة والإيجابية التي تم الإقدام عليها خلال حكومة التناوب،كان أبرزها:تخليق الحياة العامة،وتكوين هيئة الإنصاف والمصالحة مع الماضي،وهما خطوتان نتمنى ألا تأخذا طابعا مناسباتيا هما الأخريتان،إذ أن مبادرات من هذا النوع من شأنها خلق القطيعة مع النقط السوداء في تاريخنا المشرق،ووضع الحصان أمام العربة.
ما العمل؟
بترديد الطرف إلى ما سبق ذكره من عيوب وأسباب تخلفنا،نخلص إلى أنها تصب في خانة واحدة ألا وهي الجانب الأخلاقي،وهو جانب معنوي لحسن الحظ مما يوحي لنا بأن الحلول بين أيدينا،ولا تستدعي إمكانيات مادية،لأن هذه الأخيرة هي التي تشكل التحدي الصعب،وهي المبرر الذي يدعيه المسئولون دائما(غياب أو قلة الإمكانيات).
لسوف تؤدي بنا اللامبالاة إلى قمة الانحلال الخلقي ـ إن لم يكن قد حدث ذلك فعلا ـ إذ أن الكلام عن الأخلاق والمبادئ السامية صار يعد ضربا من الوهم والخيال،ومن الأشياء المتجاوزة،كأن الصفات الحسنة والسلوكات الحميدة هي أمور اقتصرت على السلف الصالح،وأنها كانت موضة الأمس لا غير.فلنتذكر قول ’’أحمد شوقي’’:إنما الأمم الأخلاق ما بقيت # فإن همو ذهبت أخلاقهم ذهبوا
ولنتأمل إلى أي حد كان صادقا!فلو كانت أخلاقنا صالحة هل كنا سنجد في مجتمعنا مرتشين أو مخمورين أو مختلسين للأموال العامة أو ملفقين للتهم بغير وجه حق أو نصابين أو مهربين؟إنها أمثلة يمكن أن تنطبق على مدير مؤسسة ما أو قاض أو محام أو وزير أو برلماني أو رجل سلطة،باعتبار أن شخصا محترما من بين هؤلاء ليس في حاجة إلى القيام بأحد هذه الأفعال..
على الجيل القادم أن يخلق شبه قطيعة مع سابقه،فلا يسعى مسعاه،ولا يقتفي خطاه،وإنما يبني نمط تفكير خاص به،كي يحمل مشعل عهد جديد ملؤه الحب والتفاهم والتفاني في العمل ونكران الذات،وهي الأشياء التي نفتقدها اليوم..
وإن حديثا من قبيل:’’الوقت بغات هكذا’’أو’’شكون اللي باقي عندو الضمير؟’’لهو قول يعكس مدى اللامبالاة التي صارت تطبع سلوكاتنا،ومن تم نصبح في أمس الحاجة إلى إعادة النظر في هويتنا التي تحدد مصيرنا على المدى المتوسط أو البعيد.
مسلمو اليوم ومسلمو الأمس
لعل الإطار المرجعي الذي يشكل شخصية كل فرد منا،هو ما يعكس نمط تفكير الشخصية تلك،وسيادة قيمة معينة على غيرها،وبالتالي ينشأ الاختلاف بيننا في فهم الحياة واختيار الأساليب التي نراها الأنجع للعيش،ومن تم تتشكل فلسفة حياتنا..
إلا أنه على الرغم من اختلاف ثقافاتنا،نحن نجمع على أن حالنا اليوم كمسلمين لا يبعث على الارتياح،وإن القلق على مستقبلنا يزداد يوما بعد يوم،بيد أن هذا الحكم لا يمس الإسلام بقدر ما يمس المسلمين؛فالإسلام لا يزال وسيبقى ديانة عظيمة،وإن تشويه صورته ليكون بدرجة أخطر لما يتعلق الأمر بسلوكاتنا نحن كمسلمين حاملين لتسميته،أما غيرنا فهم يظلون دائما أعداء له طالما يجهلونه،وقد نتساوى معهم في صفة العداء ما دمنا نجهله بدورنا،فالناس أعداء ما جهلوا كما تقول الحكمة المعروفة..
إن ما يخيف الغرب ليس مصطلح أو مفهوم الإسلام في حد ذاته بقدر ما يعود السبب إلى ما تفضحه سلوكاتنا المشينة كمسلمين.فالمفهوم يبقى شيئا مجردا،وإن ما يعطيه دلالة هو ما تعكسه صورتنا لدى الآخر.فهل صار حتميا علينا أن نفرق بين الإسلام والمسلمين كي نقنع الآخرين بعظمة الديانة الإسلامية؟وإلا فكيف نقنع أحدا بأن الإسلام دين التعايش والسلام وقد صرنا ننعث بالإرهابيين؟أي هراء هذا؟!
ما أشبهنا بذلك الرجل الذي يتبول ثم يمسح يده على سرواله ويقول:اللهم اجعلني من المتطهرين!أو ذلك المرشد السياحي الذي يشارك الأجانب الشراب أو أكل لحم الخنزير ثم لا يتردد في الحديث عن تعاليم الإسلام!
ومهما يكن من أمر،فإن أحلك الساعات هي تلك التي تسبق الفجر،لذلك فإنه لا مندوحة في أن نستشف ولو بصيصا من الأمل في وضعنا الحالي كمسلمين قصد ضخ دماء جديدة في هويتنا وعدم الخضوع للانهزامية من جهة،وبغية تغيير الخطاب السائد من جهة أخرى،وتأسيسا عليه،أستطيع القول بأن مسلمي اليوم من السهل جدا أن يكونوا أفضل من مسلمي الأمس ،لا لشيء إلا لأن التحديات والمغريات اليوم هي أصعب مما كانت عليه في الماضي،لذلك فإنني أرى أنه كلما التزم المسلم بدينه حاليا أو مستقبلا،وفهمه على وجهه الصحيح،كان بذلك أقوى من مسلم الأمس حيث كانت تحديات الزمن أقل وقعا على أنفسنا وعقولنا.
الأحد,أكتوبر 14, 2007
(من مدونتي : البحر المائي )