سعيد من أصدقاء طفولتي ,شاب طيب ومحب,كنا نتفق في أغلب الأمورإلا في موضوع العلاقات بين الجنسين.كنت ارفض الدخول في هذا النوع من العلاقات مع ان الكثير من الفرص أتيحت لي من أجل ذلك.كنت أرغب أن تكون زوجتي أول امرأة في حياتي,وأن أكون اول رجل في حياتها.وحتى تتحقق أمنيتي.قررت أن أحفظ نفسي ليحفظ لي ربي زوجة المستقبل.اما هو فكان يقول دائما "ندوزها تا نعيا وندي بنت الناس".كانت هذه الجملة تغيضني ,لأنها تحمل ازدواجية في المبدأ.فكيف ترضى ألدخول في علاقة مع فتاة ثم ترفض الزواج بها لنفس السبب؟ .كانك تحملها مسؤولية هذاالخطإ لوحدها.مع أن رب الكون ساوا في حدوده بين الذكر والنثى.
في احد الأيام ارتدى سعيد اجمل ما لديه من ثياب ورش عطره الثمين الذي لا يستعمله إلا في المناسبات الخاصة.كان صديقه زايد ينتظره امام باب المنزل وهو الآخر في أبهى حلله.سلم عليه سعيد عند خروجه,واتجها نحو مقهى الزهور حيث كانا على موعد مع صديقتيهما.كان من عادتهما التاخر عن مواعيد البنات لتعزيز الذات كما يقولان.في المقهى كانت جميلة وأختها حسناءتنتظران بشوق,فجميلة تعرف سعيد منذ وقت طويل اما أختها فهذا لقاؤها الثاني بزايد,وسامته ولباقته في الكلام جعلاها لم تتوقف عن التفكير فيه منذ اللقاء الأول.
دخل سعيد وزايد إلى المقهى,حوما بعينيهما كمن يبحث عن فريسة.سرعان مالمحتهما البنتان وسارعتا إلىاستقبالهما.كانت الجلسة حافلة بالمداعبات والمغازلات والنكت...قرروا بعدها التوجه إلى بيت زايد لأتمام الأمسية,فهو يسكن وحيدا في بيت أسرته المهاجرة إلى اوروبا.مروا على مخبزة الحي,حيث اشتروا بعد الحلويات والعجائن. في المنزل ارتفع صوت الموسيقى وأخذ الجميع في الرقص.التحمت ألأجساد ,انفرد كل بصديقته, وغرقوا في بحر الخطيئة.
بعد وقت ليس بقصير,اجتمعوا ثانية في بهوالمنزل.أعد زايد مائدة من الحلويات والمشروبات.
واخذوا ينتقلون من موضوع إلى آخر,لم تكن هناك وحدة موضوع كأنه حوار سكارى.
احتكر زايد الحديث وهو يكلمهم عن ولعه بالموسيقى الغربيةوخاصة البلوز والهارد روك.حدثهم عن جيمي هاندريكس وصولاته مع القيتار,والبيتلز وكوين ونيرفانا ....تنقل من مطرب لآخروفرقة لأخرى كأنه يستعرض معلوماته الموسيقية.قطع كلامه وشغل قرص لايزر ل"د دّورز"وبدا يهتز ويترنح كمن أصابته نوبة صرع.تبعته جميلةوأخدت تتخبط بدورها في رقصة أقرب إلى الجنون منها إلى الرقص.دخل الجميع في حالة معدية من الرقص الهيستيري والصراخ,ولم يشعروا بانفسهم حتى كانت جميلة في حضن زايد وحسناء في حضن سعيد.
خرجوا من المنزل والصمت يخيم عليهم.أوقفوا سيارة أجرة استقلتها البنات دون وداع.لم يهتم زايد لما حدث ,اما سعيد فلم يستصغ الأمر ودخل في حالة حزن عميق,لأنه لم يكتشف حبه لجليلة إلا بعد تلك اللحظة المجنونة.حاول قطع علاقته بها لكنه في كل مرة كان يعود للقائها.
التقيته في تلك الفترة وقد أطلق العنان للحيته,وعلامات الحزن والسهر تبدو على مقلتيه.وماإن سألته عن حاله حتى أجهش بالبكاء وأخبرني بقصته.
غيرمحل سكنه وانقطعت اخباره عني,حتى التقيته بعدحوالي سنة في احد المحلات التجارية.كانت معه سيدة شابة تحمل رضيعا في يدها .اخبرني أنها زوجته جميلة تحمل ابنه الطاهر.