في الأفق البهيج, نشرت أوراقي, تأملت كلماتي الجائعة, و حروفها الشاحبة, أطلقت العنان لدموعي, فاتخذت الحزن في الدرب رفيقي خنجرا ذبح النداء في قلبي, اخرس الصرخة في حنجرتي, و هتك بستان أحلامي...
جمعت أوراقي المبعثرة واتجهت إلى موطن القلوب لعلي أجد محرابا أعيش فيه سعيدة!!
طرقت باب قلعة الأحلام وانتظرت الجواب…
سمعت صدى خطوات تقترب من الباب; أحسست برعشة في جسدي لم ادري هل هي رعشة برد أم رعشة خوف???
وفجأة, انفتح الباب على مصراعيه ودخلت قلعة القلوب..لقد أصبح المكان مهجورا و العصافير اختنقت بعد أن هدمت أعشاشها و اغتصبت ألحانها, حتى الأنهار غدت راكدة… المكان يقتله الصمت الكئيب: لقد خفت نور النجوم, تكسرت أشعة الشمس, شاخت الزهور, وانتحر القمر!!!
وتسالت مع نفسي: أي مكان هذا?! أمعقول هذه قلعة القلوب, ماذا جرى? وبقيت تساؤلات معلقة…
تابعت طريقي فإذا بي أرى خيمة مظلمة, فأزحت ستائر الظلمة عن رجل يبكي و سألته: من أنت يا سيدي? و لماذا البكاء وأنت في موطن القلوب و الحب???
فنظر إلي لحظة ثم تنهد و قال: أنا قيس, مجنون ليلى..اندب فراقها. لقد هجرتني ونسيت إخلاصي و وفائي..
دهشت لقوله وسألته عن مكان ليلى فقال و علامات الاشتياق بادية على وجهه الكئيب: لقد رحلت ليلى إلى المدينة وتزوجت من شاب من القرن الواحد و العشرين!! يملك قصرا وسيارة…
رحلت و تركتني..وماذا املك أنا حتى تبقى معي!..
أنا لا املك إلا قلبا يخفق بحبها و أشعارا لطالما تغنت بجمالها و..
أخذت العبارات منه مأخذها ولم يستطع إتمام كلامه و الكشف عن حقيقة حزنه, فانسحبت ببطء, تاركة رجلا من الماضي يندب حظه التعيس في الحب..
جلست فوق تلة عالية, و احتضنت أوراقي و أنا ابكي الحب العذري, ابكي الإخلاص و الحلم الطفو لي..
وفجأة ,هبت ريح عاتية حملت أوراقي معها..لقد ضاعت أوراقي ومزقتها الكلمات الجائعة.. رحلت أوراقي و هي تغني أنشودة الوداع الضائعة..
لقد رحلت أوراقي وبكى قلبي و رحلت ليلى و بكى قيس فلا تحزن يا قيس فان ذهبت ليلى فالذكرى باقية, وان ذهبت الذكرى أعطيك مفتاح قلعتي الصامدة ,فخذ ابتسامتي, خذ حياتي, خذ قلبي..