بعض المفاهيم القريبة من الكفايةغالبا ما يتم الخلط بين مفهوم الكفاية وبعض المفاهيم القريبة منها مثل المهارة، الأداء ،الاستعداد و القدرة : المهارة La qualification: ويقصد بها، التمكن من أداء مهمة محددة بشكل دقيق يتسم بالتناسق والنجاعة والثبات النسبي.مثال : مهارات التقليد التي تكتسب بواسطة تقنيات المحاكاة والتكرار. الأداء La performance: يعتبر الأداء أو الإنجاز ركنا أساسيا لوجود الكفاية, ويقصد به القيام بمهام في شكل أنشطة أو سلوكات آنية ومحددة وقابلة للملاحظة والقياس، وعلى مستوى عال من الدقة والوضوح ( (Legendre R, 1988 الاستعداد L’aptitude: ويعني مجموعة من الصفات الداخلية التي تجعل الفرد قابلا للاستجابة بطريقة معينة وقصديه أي أنه مؤهل لأداء معين بناء على مكتسبات سابقة، ومنها القدرة على الإنجاز والمهارة في الأداء, ولذلك يعتبر الاستعداد دافعا للإنجاز لأنه الوجه الخفي له. وتضاف إلى الشروط المعرفية والمهارية شروط أخرى سيكولوجية، فالميل والرغبة أساسان لحدوث الاستعداد (نفس المرجع) مفهوم القدرة : La capacitéالقدرة هي الحالة التي يكون الفرد فيها متمكنا من النجاح في إنجاز معين، كالقدرة على التحليل والتركيب، والمقارنة والتوليف..الخ.ويعرف ميريو(Meirieu, 1990) القدرة بأنها ”نشاط فكري ثابت قابل للنقل في حقول معرفية مختلفة، فخي مصطلح يستعمل غالبا كمرادف للمعرفة الفعل (savoir faire) فلا توجد أي قدرة في شكلها الخام، وهي لا تظهر ألا بعد تطبيقها على محتويات متعددة، مثال :– تحليل جملة؛– تحليل نص أدبي؛– تحليل وضعية-مسألة في الرياضيات؛ .. إلخ تصنيف القدرات يصنف ميريو Meirieu جل القدرات التي تطورها المدرسة إلى : – القدرات المعرفية (cognitives) : وفي الأكثر شيوعا.– القدرات الحس-حركية (psychomotrices): الكتابة، الرسم، استعمال الأدوات مثل: المسطرة الكوس الفأرة الملمس.. الخ– القدرات السوسيو-عاطفية (socio-affectives) : الاستماع، التواصل، تقبل الرأي الأخر، إبداء الرأي..الخ ويصنف دوكتل (De Ketele, 1989)القدرات إلى :– معارف تذكر القول (savoir-redire) : استظهار حرفي لنص.– معارف إعادة الفعل (savoir-refaire) : إنجاز عمل سبق التمرن عليه : مثل إنشاء شكل هندسي سبق إنجازه..– معرفة الفعل-المعرفي (savoir-faire cognitif) وهي أنشطة تتطلب عملا معرفيا لتحويل خطاب معين ونخص بالذكر القدرات المنهجية والقدرات المفاهيمية والقدرات الإبداعية : التحليل، التركيب..– معارف الفعل الحركي (savoir-faire gestuel) : وهي أنشطة تطغى عليها الحركة وتتطلب مراقبة حس-حركية مثل استعمال المزواة..– معارف وجدانية (savoir-être) وهي أنشطة يعبر بها الفرد عن الطريقة التي يدرك بها الأشياء وكذا كيفية تصرفه ورد فعله أمام وضعيات أو مواقف في الحياة بصفة عامة: تقدير الذات وتقدير الآخرين..– معارف الصيرورة (savoir devenir) وهي أنشطة تتوقع حالة مستقبلية وتخطط وتحظر لها مثل تحضير مشروع (التخطيط لكيفية إنجازه وتقويمه وتعديله). مميزات (خصائص) القدرةتتميز القدرة بأربع خصائص رئيسية وهي:– خاصية الامتداد (Transversalité) أغلبية القدرات تكون ممتدة (مستعرضة)، لأنها تكون قابلة بأن تعتمد، بدرجات مختلفة، في مجموعة من التخصصات.– خاصية التطور (Évolutivité) تتطور قدرة معينة مدى حيات الفرد. وتصبح شيئا فشيئا دقيقة سريعة تلقائية.– خاصية التحول (Transformation) يمكن للقدرة أن تتطور حسب محور أخر غير الزمن. ففي اتصال مع المحيط ومع المضامين المختلفة ومع قدرات أخرى، فإنها تتفاعل وتتداخل فيما بينها لكي ينتج عن ذلك قدرات جديدة أكثر إجرائية. مثال ذلك : القدرة على التفاوض مرتبطة بالقدرة على التواصل التي بدورها مرتبطة بالقدرة على الإنصات. القدرة على التمييز مرتبطة بالقدرة على المقارنة والقدرة على التحليل والقدرة على الترتيب.– خاصية عدم قابلية التقويم (Non évaluabilité) القدرة غير قابلة للتقويم، لأنه من الصعب قياس مستوى التحكم بالنسبة لقدرة معينة في حالتها الخاصة بكيفية موضوعية. مفهوم الهدف النوعي l’objectif spécifiqueانطلاقا من نقس المضمون، يمكننا القيام بأنشطة مختلفة. وهذا يعني أنه انطلاقا من نقس المضمون يمكننا مطالبة المتعلم بمستويات مختلفة من الأداء.فعلى سبيل المثال فيما يخص ”التوازي“، يمكن أن نطلب من المتعلم :– استظهار القاعدة التي سبق التوصل إليها خلال درس سابق (معرفة إعادة الفعل وتذكر القول)؛– تصنيف مستقيمات إلى متوازية و غير متوازية (معرفة-الفعل المعرفي)؛– إنشاء مستقيمات متوازية (معرفة-فعل حركي)؛– التعود على التحقق من كون مستقيمين متوازيين قبل الإقرار بذلك (معرفة وجدانية).وحسب دوكتل De Ketele : الهدف البيداغوجي النوعي، أو باختصار الهدف النوعي هو النية التي نحددها للوصول بالمتعلم إلى إنجاز قدرة معينة على مضمون (معرفة). الهدف النوعي = قدرة X مضمون.أمثلة :– مقارنة عددين أصغر من 100؛– إنجاز عملية جمع عددين عشريين؛– تطبيق قانون هوم (Appliquer la loi d’ohm)؛– تحرير موضوع إنشائي؛ مفهوم الكفاية la compétence تعريف :– يعرف لوبترف Leboeterf R. الكفاية بكونها ” القدرة على التحويل. فالكفاية لا يمكن أن تقتصر على تنفيذ مهمة وحيدة ومتكررة بالنسبة للمعتاد؛ إنها تفترض القدرة على التعلم والتوافق ؛ كما أنها تلاؤم لحل قسم من المشاكل أو لمواجهة فئة من الوضعيات.فالكفاية هي القدرة على تكييف التصرف مع وضعية الوضعية، ومواجهة الصعوبات الغير منتظرة؛ وهي كذلك قدرة الحفاظ على الموارد الذاتية للاستفادة منها أكثر ما يمكن، دون هدر للمجهود ”.– ويعرفها دوكتل De Ketele بأنها : ” إمكانية تعبئة، بكيفية باطنية، لمجموعة مندمجة من الموارد بهدف حل صنف(فئة) من الوضعيات-المسألة“. أمثلة :– حل مسألة تستدعي اللجوء إلى عمليتي الجمع والطرح لأعداد أصغر من 1000 (استعمال تقنيات الاحتفاظ)؛– انطلاقا من وضعية حقيقية في الحياة اليومية، أو من مجموعة صور تتعلق بتلوث المياه والهواء، يتعين على التلميذ رصد مختلف المشاكل المترتبة عن التلوث واقتراح حلول ملائمة لها؛– أنتاج وثيقة رقمية بالاستغلال الحاسوب والوظائف المتوفرة في برنام مجدول (un tableur) مفهوم الكفاية (تابع)ويركز دوكتل على ضرورة تحديد دقيق لما يلي: فئة الوضعيات التي تنتمي إلى صنف معين له ثوابت معينة وقواسم مشتركة (حيث أنه بمجرد خروجنا عن ذلك الصنف من الوضعيات فإننا سندخل في كفاية أخرى)؛ القدرات والمضامين التي سيتم تعبئتها؛ دمج القدرات والمضامين في أهداف نوعية وربطها بفئة الوضعيات.ويمكننا التعبير عن هذا بالطريقة التالية :الكفاية = } قدرة X مضمون X { فئة الوضعيات. الكفاية =الهدف النوعيX فئة الوضعيات . مدلول فصيلة من الوضعيات famille de situations مدلولها : يقصد نصنف أو فصيلة الوضعيات مجموعة من الوضعيات المتقاربة ذات قاسم مشترك، تضبطها ثوابت معينة ومتكافئة فيما بينها. مثلا :“ حل وضعية مسألة يستعمل فيها التناسب و/أو المعدل الحسابي، و/أو النسب المئوية ”. فصنف الوضعيات أو فصيلة الوضعيات يمكن أن يختلف قي: سياقها و المفاهيم المعبأة (التناسب، المعدل الحسابي، النسب المئوية) والأعداد المستعملة...الخ. بعض المحددات (paramètres)المحيطة بصنف الوضعيات: من الأساسي تمييز صنف من الوضعيات بواسطة بعض المحددات التي تضمن لها التكافؤ. ويمكن أن تكون هذه المحددات مرتبطة ب: المعينات: مثلا - نص(من أي فن أدبي، مستوى صعوبة، طوله...) - مسألة (العمليات التي تطبق فيها) المهام : درجة تعقيدها؛ مستوى الدقة؛ حجم المنتوج. الأدوات المستعملة لأداء هذه المهام. مميزات (خصائص) الكفايةتتميز الكفاية بخمس مميزات (خصائص) وهي : خاصية الحشد لمجموعة من الموارد المندمجة (mobilisation de ressources): ومن بين الموارد التي تستدعيها الكفاية: معارف ومعارف نابعة من التجربة الشخصية وآليات (automatismes) وقدرات ومهارات... هذه الموارد تشكل مجموعة مندمجة يصعب، في الغالب الأحيان، تحديدها. خاصية الغائية (finalité): ‘ن ما يحشده التلميذ من موارد مندمجة يكون قصد القيام بنشاط أو بحل مشكل مطروح في ممارسته المدرسية أو في حياته اليومية. وفي كل الحالات، فإن الكفاية تكون غائية وقصدية وتستجيب ”لوظيفة الاجتماعية“ بالمعنى الواسع للكلمة؛ خاصية الصلة بفصيلة من الوضعيات (liée à une famille de situations): لتنمية كفاية معينة، يتم حصر الوضعيات التي يمارس فيها التلميذ هذه الكفاية. فبالتأكيد أن التلميذ يكون خاضعا لوضعيات مختلفة، وهذه الوضعيات ضرورية، ولكن تنوعها واختلافها يكون محصورا في فصيلة محددة وخاصة. خاصية هيمنة التخصص (المادة) (caractère souvent disciplinaire): من مميزات الكفاية أنها ترتبط في الغالب بوضعيات تتناسب مع مشكلات خاصة بالتخصص ومنبثقة من مقتضياته. خاصية القابلية للتقويم (évaluabilité): بخلاف القدرة التي يصعب تقويمها، فإن الكفاية تتميز بقابليتها للتقويم لأنه بالإمكان قياس نوعية تنفيذها ونوعية النتيجة المحصل عليها. رسم توضيحي لمفهوم الكفاية بيداغوجيا إدماج المكتسباتالمقاربة بالكفايات تلاءم جيدا بيداغوجيا إدماج المكتسبات بل تشكل إطارا مرجعيا لها . وحسب كزافيي (Xavier Roegiers) تتم عملية الإدماج وفق ثلاث أبعاد متكاملة في وظيفتها وهي: ُبعد المعارف : حشو الأدمغة بالمعلرف؛ ُبعد القدرات : إعداد جيد وفعال للأدمغة؛ ُبعد الوضعيات : تطوير الكفايات لدى المتعلمين. مفهوم الوضعية التعليمية ويقصد بالوضعية " مجموعة من الظروف يوجد فيها الفرد، وتفرض إقامة علاقة محددة ومضبوطة، مجردة وملموسة مع الجماعة والبيئة التي يعيش ويتحرك فيها..." (Leif J, 1974, p244) . كما يقصد بها ”وجود المتعلم في مجال يعده سيكولوجيا وماديا للتعلم. أي وجوده ضمن مجموعة من المعطيات الذاتية(الشخصية) والاجتماعية والمدرسية التي لها علاقة بالكفاية المراد تحقيقها“. ويمكن ترجمة الوضعية التعليمية وتحليلها إلى مجموعة من المركبات المترابطة فيما بينها، ومنها على الخصوص:– العامل الذاتي للمتعلم: ويدخل ضمن ذلك خصوصياته السيكولوجية والاجتماعية من حيث الاهتمام بالموضوع والميل إليه والاستعداد لتعلمه ومناقشته...– العامل الديدكتيكي : ويدخل ضمنه كل الجوانب التي تيسر التعلم، ومنها الأدوات التعليمية والمقاربات البيداغوجية والمضامين والأنشطة.– العامل التواصلي : ويرتبط بالعامل السابق ويدخل ضمن الطرائق التشاركية: دينامية الجماعات... وبهذا المعنى فإن الوضعية التعليمية ترتبط بما يصطلح عليه بإستراتيجية التعليم/التعلم stratégie d’enseignement/apprentissage، والتي يقصد بها في معناه العام تنظيم التعلم وتخطيطه وفق التالي :– الكفاية المراد تحقيقها تنبني على مجموعة من الأهداف التي لا تعتبر غاية في حد ذاتها...– يتطلب إحراز ذلك مراعاة حاجات المتعلم ومكتسباته، وانطلاقا منها بناء على مجموعة من الشروط والأدوات البيداغوجية: الطرائق والوسائل والتقنيات... والتي من ضمنها البيداغوجيا الفارقية وتقنيات التنشيط والتقويم والدعم. مميزات الوضعية التعليميةتتميز الوضعية التعليمية بثلاث مميزات: الإدماج: ويقصد به استحضار التعلمات السابقة لحل وضعية-مسألة جديدة، ليس تجميع المعارف فقط، كما هو الشأن بالنسبة للتعليم التقليدي. توقع المنتوج: ينتظر من التلميذ أن يجد حلا للوضعية حيث إنه يكون الفاعل الأساسي فيها وليس المدرس هو الفاعل. ويجب أن يكون الحل المنتظر واضحا عير خاضع للتأويل أو اللبس. أن تكون وضعية-مسألة تتميز بكونها مفتوحة في غالب الأحيان، بحيث تقبل أكثر من حل أو من طريقة للحل. وعلى المتعلم أن يتعامل معها بمفرده أو بمعية أقرانه (أنداده). مكونات الوضعية التعليميةتتشكل الوضعية حسب دوكتل De Ketele من ثلاثة مكونات أساسية: معينات، أنشطة، وتعليمات للقيام بالمهام. المعينات (les supports) : وهي مجموعة من العناصر المادية التي تقدم للتلميذ: نص مكتوب، صورة...، وتعرف بما يلي:– السياق الذي يصف المحيط.– المعلومات التي على أساسها يتصرف التلميذ. وتكون حسب الحالات، إما مفيدة أو مشوشة، كاملة أو تسودها فجوات...– الوظيفة التي تحدد الهدف الذي نتوخاه من المنتوج المترقب. الأنشطة (la tâche) : وهي ما سيقوم به المتعلم في إطار وضعية معينة. تعليمات العمل(les consignes) : تعطي للتلميذ تعليمات بشكل صريح للقيام بالمهام. دلالة الوضعية التعليميةتكون الوضعية ذات دلالة عند التلميذ، بحيث تمكنه من: – تعبئة معارفه السابقة؛– وضع المعارف في سياقها؛– تحديد فوائد معارفه؛– اكتشاف حدود تطبيق معارفه؛– تأمل إبستمولوجي في معارفه (كيف بنيت هذه المعارف؟ كيف تحولت؟ من قام بذلك؟ حسب أي مبادئ؟ ما التساؤلات التي أجابت عنها؟...الخ)؛– إدراك الفرق بين النظري والتطبيقي (مسائل تحتوي على معطيات مشوشة، معطيات ناقصة أو معطيات ينبغي على مختلف المواد أن تساهم في حل مسائلها المقدمة)؛– قياس الفرق بين ما يعرفه وما ينبغي أن يتعلمه لحل وضعية معينة.خلاصة : الوضعية تكون ذات دلالة إذا كانت مشوقة ومحفزة للتلميذ حتى يكون فاعلا ومستثمرا لتعلماته السابقة. وهذا ما ينطبق على الوضعية-المسألة. نهاية العرضشكرا على حسن التتبع
بيداغوجيا الادماج
تعريف الادماج
المواضيع المتشابهه
