اليكم المقال
عندما اصدر صاحب الكتاب الأخضر،
الزعيم الليبى معمر القذافي ،
أوامره باستخدام الاسم العربي :
سبعة فوق ،
للمشروب العالمى : 7up 0
استعدت تساؤلي من الماضي : ما معنى سفن أب ، أو : سبعة فوق ؟!00
فإذا كنت لا أعرف سبب التسمية ،
وكنت حسن النية ،
ستجدني اتفذّلك ، وأقول :
ان رقم سبعة : يرمز إلى كمال الأشياء ،
وفوق : ترمز إلى السمو والرفعة 0
وسيبدو المعنى مثالي لاسم مشروب أريد له أن يكون كاملاً في جودته ، وعالياً في ذوقه 0
ولكن هذه الفذلكة ،
ستجدها بلا معنى حقيقي ،
وأنا اسرد عليك قصة هذه التسمية ،
التي تقول أن صاحب المصنع الذي ابتكر هذا المشروب الغازي ،
إحتار بتسميته ؛
فطلب من مساعديه ايجاد اسم له ،
فحدث أن اتى احد مساعديه بقصاصة ورقية ،
وقد كتب عليها بخط اليد : Lnd
وهي اختصار لكلمة Lemon National Drink : ،
ووضعها على طاولته ،
فقرأها المدير بصورة عكسية ، هكذا : 7up ،
وفرح على هذا الاسم ،
واتخذه علامة تجارية0
أما سرّاق الفرح ،
ومحترفي الأفك ،
ومبتكري القراءة بالمقلوب ،
فقد اشاعوا أن كلمة سفن أب ،
بعد قلبها ،
وبعد عملية قيصرية لاستخراج المعنى من حروفها ، تقرأ : الله !
وهذا المشروب ،
واحد من مشروبات عدة تمت قراءة اسمها ،
ومحاكمتها ،
ومقاطعتها ،
ومقاطعة بائعها ،
وشاريها ،
وشاربها ؛
لأنها قرأت على طريقة : قراءة الكف ،
وقراءة الفنجان ،
وكل القراءات الشيطانية الأخرى0
ولكنها هنا تخرج عن نطاق الفردية والذاتية إلى العمومية ،
لتلمس شعوباً وأمم 0
وهنا تكمن الخطورة الجارفة 0
فلا أحد ينسى الضجة التي اثيرت حول اسم أكثر المشروبات شعبية في العالم : " كوكاكولا " ، وكيف فسره بعض الخبثاء ،
بعد أن وضعه امام مرآة الشر ،
والتحريض ،
ليعلن ـ بعد قراءته معكوساً ـ ، انه يعني :
لا مكة لا محمد 00
مع أن هذا الاسم في الأصل ـ والذي قيل أن مصمم حروفه فنان تركي ـ ،
يتكوّن من مقطعين يعبران عن المادة الفعالة في المشروب :
فكوكا من الكوكايين ،
وكولا من نبات الكولا الذي يستخلص منه الكافيين 0
وضجة أخرى ،
تتعلق هذه المرة بمشروب : " بيبسي كولا " ،
الذي قالوا عنه أن اسمه مأخوذ من الحروف الاولى لعبارة :
Israel Pay Every Penny Saving
والتي تعني :
ادفع كل بنس لإنقاذ إسرائيل 0
مع أن أول انتاج لمصانع بيبسي كان في سنة 1890ميلادية ،
أي قبل انشاء دولة اسرائيل بأكثر من خمسين سنة !
وهكذا نخرج من ضجة إلى ضجة أكبر ، لتصيبك :
بالسكر ، والضغط ، وامراض اخرى ؛
لأن هناك مشكلة ما تعيث فساداً في بعض القلوب والعقول 0
المشكلة هنا لا تكمن في الذين يعتقدون أنهم بارعون في الكتابة بإصبعهم على الماء ،
ولكن في هؤلاء الذين يتذاكون ،
ويظهرون على الملأ تفردهم في قدرتهم على قراءتها وتفسيرها !
قراءة ما لا يقرا عادل عطية
المواضيع المتشابهه
