ما وراء تأسيس الأصول: مساهمة في نزع أقنعة التقديس\علي مبروك - منتديات دفاتر التربوية التعليمية المغربية
تسجيل جديد
أبرز العناوين


أدوات الموضوع

le marocain
:: دفاتري فعال ::
تاريخ التسجيل: 1 - 9 - 2008
المشاركات: 432
معدل تقييم المستوى: 234
le marocain على طريق الإبداع
le marocain غير متواجد حالياً
نشاط [ le marocain ]
قوة السمعة:234
قديم 25-06-2009, 11:50 المشاركة 1   
منقول ما وراء تأسيس الأصول: مساهمة في نزع أقنعة التقديس\علي مبروك

تعليق: رشيد الحاج صالح - البيان 30/5/2009
عنوان التعليق: نزع أقنعة المقدس
يعد كتاب «ما وراء تأسيس الأصول» لمؤلفه د. علي مبروك مساهمة غير تقليدية لنزع أقنعة المقدس في الثقافة العربية الإسلامية، إذ يتخذ المؤلف من مفهوم «الأصل» نموذجاً للكشف عن آليات التقديس والتقليد والاتباع التي يعاني منها الخطاب العربي الإسلامي عبر تاريخه الطويل. فمفهوم «الأصل» وبما يحمل داخله من سلطة الاتباع والانصياع، لعب دوراً كبيراً في تحويل العقلية الإسلامية إلى عقلية اتباعية، لدرجة أنه أعاد تأسيس البنية الثقافية للمجتمع العربي، وتسيَّد على كل أشكال الوعي السياسي والديني والتاريخي. ذلك أن خطورة مفهوم الأصل، بحسب المؤلف، تعود إلى أنه يشكل نظاماً في التفكير وينتج المعرفة بحيث يعيد تركيب العقل العربي الإسلامي عندما يحوله إلى عقل يفكر بالأصل ويقدسه، ولذلك نجد أن الكاتب يتصدى للبحث في المكانة المركزية التي أخذ مفهوم الأصل يحتلها، للكشف عن كيفية حضوره واشتغاله ضمن ثقافتنا، ولماذا برزت علوم الأصول (أصول الدين، أصول الفقه،....) بوصفها العلوم الأكثر تأسيساً داخل الثقافة الإسلامية؟



وانطلاقاً من هذه العلاقة الوثيقة بين ثقافة الأصول وثقافة التقديس يحلل المؤلف دور كل من الشافعي والأشعري في التأسيس لثقافة الأصول والتقديس، والأثر الذي تركاه على الثقافة العربية الإسلامية من خلال تحويلهما النص القرآني من نص للإبداع يجمل إمكانات متعددة إلى نص للاتباع والتكرار وتكريس المقدس، وذلك من خلال التأسيس والترسيخ لآلية تفكير في النص تستبعد كل «استدلال عقلي» وتكتفي باستدلال الأخبار والاجترار. يضاف إلى ذلك أن سيادة ثقافة التقديس للأصل هي التي ولدّت ظاهرة تقديس الأئمة والرموز الدينية والسياسية في الثقافة العربية الإسلامية، وذلك من خلال تأكيد المأثورات التاريخية على لزوم الطاعة لكل سلطة موجودة، بل وإضفاء صفات التقديس على السلاطين والزعماء الدينيين من خلال جعلهم ممثلين الله على الأرض وطاعتهم من طاعته.



وبالمقابل فإن السلطان تسلح بسلاح «القضاء من الله» لفرض مصالحه السياسية وتنظيم أمور دولته بما يتناسب ورؤيته. أما أهم نتيجة للتسَّيد ثقافة الأصل والتقديس فهي انتصار «النقلي» على «العقلي» بحيث أصبح النقل هو الفاعل الأساسي في الثقافة العربية. ولذلك نجد المؤلف يشدد على ضرورة التنبيه لما أسماه تجذر «التمركز النقلي» في قلب الثقافة العربية وترسخه في التجاويف العميقة لنظام لاوعيها المعرفي، والذي لم يزل يحدد ويتحكم في وعيها حتى الآن. ويفسر المؤلف ترسخ ثقافة النقل والأصل في الثقافة العربية بعدة عوامل يمكن إيجازها بالتالي: 1-كتابات عصر التابعين التي رسخت تقاليد النقل والتقديس. 2-ثقافة القبلية التي بقيت حاضرة في التقاليد الثقافية العربية. 3-الفئات السياسية المستفيدة من انتشار ثقافة التقليد والتقديس. 4-البنى الاجتماعية التقليدية للعائلة العربية حيث الطاعة العمياء للأب.



ويبدو أن تلك العوامل السابقة لم تلعب دورها في التاريخ العربي الإسلامي لتشكيل آلية عمل الخطاب العربي التراثي والحديث وحسب، بل انها أثرت في كامل وجود الإنسان العربي، بحيث أصبحت تتحكم بممارساته السياسية والاجتماعية والمعرفية والنفسية والتاريخية. هكذا أصبح الإنسان العربي ينظر إلى الأصل بوصفه سلطة متعالية لا تقبل التجاوز، بحيث حوّلت «سيكولوجيا الإعلاء» هذه الإنسان إلى «ذات منسحقة» تعيش تحت هيمنة المقدسات التي لا تقبل المساءلة ولا الاعتراض. أما المقدس الذي يقود كل تلك المقدسات ويعطيها مبررات وجودها وهيمنتها على المجال الثقافي العربي فهو المقدس الديني، حيث لبست كل الأنساق السياسية والمعرفية والاجتماعية التي تريد الهيمنة على المجتمع، لبست عباءة المقدس الديني وأصبحت تتحدث باسمه.



ولا يكتفي المؤلف بالبحث عن جذر ثقافة الأصل والتقديس في التراث العربي بل أنه يؤكد أن هذه الثقافة حاضرة حتى في طريقة تعاملنا مع الحداثة الغربية. فنحن نظرنا إلى الحداثة على أنها «نموذج جاهز»، حاولنا فرضه قسرياً على الواقع العربي «البائس». فالثقافة العربية تفتقد إلى النظرة النقدية في ذهنيتها، ويبدو أن هذا هو سبب «معضلة الاستبداد العربي». ولذلك تؤكد خاتمة الكتاب ضرورة تحرير فضاء الثقافة والسياسة من التقديس والتقليد، الذي يكاد يكون الشرط اللازم لانبثاق خطاب جديد، يتمكن به العرب من تحرير تراثهم والتأثير في مستقبلهم، بل والعالم كله.


http://www.4shared.com/file/11394822.../____-___.html








آخر مواضيعي

0 المدخل الى العلم والفلسفة والالهيات - نظرية المعرفة
0 جنون+صور
0 امال
0 اعدادية جيدة بمدينة مكناس
0 ما وراء تأسيس الأصول: مساهمة في نزع أقنعة التقديس\علي مبروك
0 فوتوغرافيا
0 من له الحق في الوثائق الرسمية للجمعية
0 نفسان قصصيان2
0 لو لم يظهر الإسلام ما حال العرب الآن؟ \ شاكر النابلسي
0 نفسان قصصيان


omar khatabi
:: دفاتري فعال ::


تاريخ التسجيل: 6 - 9 - 2008
المشاركات: 680

omar khatabi غير متواجد حالياً

نشاط [ omar khatabi ]
معدل تقييم المستوى: 0
افتراضي
قديم 26-06-2009, 10:27 المشاركة 2   

كمثال وعلى سبيل المثال فقط :كيف حدث وتحول ابن حنبل من عالم جليل مقتدر إلى فقيه مقدس ؟


hamed alghazali
:: دفاتري فعال ::

الصورة الرمزية hamed alghazali

تاريخ التسجيل: 2 - 9 - 2008
السكن: المغرب
المشاركات: 578

hamed alghazali غير متواجد حالياً

نشاط [ hamed alghazali ]
معدل تقييم المستوى: 249
ميدالية كتاب قيم وجدير بالقراءة و التأمل
قديم 01-07-2009, 10:19 المشاركة 3   

تعليق: رشيد الحاج صالح - البيان 30/5/2009
عنوان التعليق: نزع أقنعة المقدس
يعد كتاب «ما وراء تأسيس الأصول» لمؤلفه د. علي مبروك مساهمة غير تقليدية لنزع أقنعة المقدس في الثقافة العربية الإسلامية، إذ يتخذ المؤلف من مفهوم «الأصل» نموذجاً للكشف عن آليات التقديس والتقليد والاتباع التي يعاني منها الخطاب العربي الإسلامي عبر تاريخه الطويل. فمفهوم «الأصل» وبما يحمل داخله من سلطة الاتباع والانصياع، لعب دوراً كبيراً في تحويل العقلية الإسلامية إلى عقلية اتباعية، لدرجة أنه أعاد تأسيس البنية الثقافية للمجتمع العربي، وتسيَّد على كل أشكال الوعي السياسي والديني والتاريخي. ذلك أن خطورة مفهوم الأصل، بحسب المؤلف، تعود إلى أنه يشكل نظاماً في التفكير وينتج المعرفة بحيث يعيد تركيب العقل العربي الإسلامي عندما يحوله إلى عقل يفكر بالأصل ويقدسه، ولذلك نجد أن الكاتب يتصدى للبحث في المكانة المركزية التي أخذ مفهوم الأصل يحتلها، للكشف عن كيفية حضوره واشتغاله ضمن ثقافتنا، ولماذا برزت علوم الأصول (أصول الدين، أصول الفقه،....) بوصفها العلوم الأكثر تأسيساً داخل الثقافة الإسلامية؟



وانطلاقاً من هذه العلاقة الوثيقة بين ثقافة الأصول وثقافة التقديس يحلل المؤلف دور كل من الشافعي والأشعري في التأسيس لثقافة الأصول والتقديس، والأثر الذي تركاه على الثقافة العربية الإسلامية من خلال تحويلهما النص القرآني من نص للإبداع يجمل إمكانات متعددة إلى نص للاتباع والتكرار وتكريس المقدس، وذلك من خلال التأسيس والترسيخ لآلية تفكير في النص تستبعد كل «استدلال عقلي» وتكتفي باستدلال الأخبار والاجترار. يضاف إلى ذلك أن سيادة ثقافة التقديس للأصل هي التي ولدّت ظاهرة تقديس الأئمة والرموز الدينية والسياسية في الثقافة العربية الإسلامية، وذلك من خلال تأكيد المأثورات التاريخية على لزوم الطاعة لكل سلطة موجودة، بل وإضفاء صفات التقديس على السلاطين والزعماء الدينيين من خلال جعلهم ممثلين الله على الأرض وطاعتهم من طاعته.



وبالمقابل فإن السلطان تسلح بسلاح «القضاء من الله» لفرض مصالحه السياسية وتنظيم أمور دولته بما يتناسب ورؤيته. أما أهم نتيجة للتسَّيد ثقافة الأصل والتقديس فهي انتصار «النقلي» على «العقلي» بحيث أصبح النقل هو الفاعل الأساسي في الثقافة العربية. ولذلك نجد المؤلف يشدد على ضرورة التنبيه لما أسماه تجذر «التمركز النقلي» في قلب الثقافة العربية وترسخه في التجاويف العميقة لنظام لاوعيها المعرفي، والذي لم يزل يحدد ويتحكم في وعيها حتى الآن. ويفسر المؤلف ترسخ ثقافة النقل والأصل في الثقافة العربية بعدة عوامل يمكن إيجازها بالتالي: 1-كتابات عصر التابعين التي رسخت تقاليد النقل والتقديس. 2-ثقافة القبلية التي بقيت حاضرة في التقاليد الثقافية العربية. 3-الفئات السياسية المستفيدة من انتشار ثقافة التقليد والتقديس. 4-البنى الاجتماعية التقليدية للعائلة العربية حيث الطاعة العمياء للأب.



ويبدو أن تلك العوامل السابقة لم تلعب دورها في التاريخ العربي الإسلامي لتشكيل آلية عمل الخطاب العربي التراثي والحديث وحسب، بل انها أثرت في كامل وجود الإنسان العربي، بحيث أصبحت تتحكم بممارساته السياسية والاجتماعية والمعرفية والنفسية والتاريخية. هكذا أصبح الإنسان العربي ينظر إلى الأصل بوصفه سلطة متعالية لا تقبل التجاوز، بحيث حوّلت «سيكولوجيا الإعلاء» هذه الإنسان إلى «ذات منسحقة» تعيش تحت هيمنة المقدسات التي لا تقبل المساءلة ولا الاعتراض. أما المقدس الذي يقود كل تلك المقدسات ويعطيها مبررات وجودها وهيمنتها على المجال الثقافي العربي فهو المقدس الديني، حيث لبست كل الأنساق السياسية والمعرفية والاجتماعية التي تريد الهيمنة على المجتمع، لبست عباءة المقدس الديني وأصبحت تتحدث باسمه.



ولا يكتفي المؤلف بالبحث عن جذر ثقافة الأصل والتقديس في التراث العربي بل أنه يؤكد أن هذه الثقافة حاضرة حتى في طريقة تعاملنا مع الحداثة الغربية. فنحن نظرنا إلى الحداثة على أنها «نموذج جاهز»، حاولنا فرضه قسرياً على الواقع العربي «البائس». فالثقافة العربية تفتقد إلى النظرة النقدية في ذهنيتها، ويبدو أن هذا هو سبب «معضلة الاستبداد العربي». ولذلك تؤكد خاتمة الكتاب ضرورة تحرير فضاء الثقافة والسياسة من التقديس والتقليد، الذي يكاد يكون الشرط اللازم لانبثاق خطاب جديد، يتمكن به العرب من تحرير تراثهم والتأثير في مستقبلهم، بل والعالم كله.


http://www.4shared.com/file/11394822.../____-___.html
أبا حامد الغزالي يعقب:
كتاب جدير بالقراءة و التأمل،خاصة لمن يمتلك ثقافة فلسفية رصينة.
شكرا لك على الاختيار الموفق
محب الحكمة
أستاذ التعليم الثانوي
أبا حامد الغزالي

من لم تتح له فرصة دراسة الفلسفة،يسم كل الفلاسفة بالإلحاد.
قليل من الفلسفة يؤدي إلى الإلحاد
وكثير من الفلسفة يؤدي إلى الإيمان
كاتب مغمور

الشيء الذي أعرفه اني لا زلت طالب علم ما دمت على قيد الحياة

كمال الزبدي

le marocain
:: دفاتري فعال ::


تاريخ التسجيل: 1 - 9 - 2008
المشاركات: 432

le marocain غير متواجد حالياً

نشاط [ le marocain ]
معدل تقييم المستوى: 234
افتراضي
قديم 01-07-2009, 11:10 المشاركة 4   

شكرا لك اخي علي التعقيب الجميل.ماساتنا دائما التهرب من الفكر الفلسفي بدعوي من تمنطق فقد تزندق محرمين بذلك الفكر النقدي المخيف.
اعجبتني القولة التي ختمت بها تعقيبك.
بالمناسبة بعض الكتب التي رفعتها و المتعلقة بتاريخ الالحاد لا اجد لها اثرا.و اوضح امرا لا يحتاج الي توضيح اني مسلم غير ملحد و لكن محب للحكمة و راغب في المعرفة حتي و لو كانت ضد ما اومن به.ليس ايماني هشا حتي اخاف الكتب ذات الطابع الالحادي...
تحية تقدير.


arkoun
:: دفاتري ذهبي ::


تاريخ التسجيل: 19 - 12 - 2007
المشاركات: 803

arkoun غير متواجد حالياً

نشاط [ arkoun ]
معدل تقييم المستوى: 280
افتراضي
قديم 01-07-2009, 16:57 المشاركة 5   

تعليق: رشيد الحاج صالح - البيان 30/5/2009
عنوان التعليق: نزع أقنعة المقدس
يعد كتاب «ما وراء تأسيس الأصول» لمؤلفه د. علي مبروك مساهمة غير تقليدية لنزع أقنعة المقدس في الثقافة العربية الإسلامية، إذ يتخذ المؤلف من مفهوم «الأصل» نموذجاً للكشف عن آليات التقديس والتقليد والاتباع التي يعاني منها الخطاب العربي الإسلامي عبر تاريخه الطويل. فمفهوم «الأصل» وبما يحمل داخله من سلطة الاتباع والانصياع، لعب دوراً كبيراً في تحويل العقلية الإسلامية إلى عقلية اتباعية، لدرجة أنه أعاد تأسيس البنية الثقافية للمجتمع العربي، وتسيَّد على كل أشكال الوعي السياسي والديني والتاريخي. ذلك أن خطورة مفهوم الأصل، بحسب المؤلف، تعود إلى أنه يشكل نظاماً في التفكير وينتج المعرفة بحيث يعيد تركيب العقل العربي الإسلامي عندما يحوله إلى عقل يفكر بالأصل ويقدسه، ولذلك نجد أن الكاتب يتصدى للبحث في المكانة المركزية التي أخذ مفهوم الأصل يحتلها، للكشف عن كيفية حضوره واشتغاله ضمن ثقافتنا، ولماذا برزت علوم الأصول (أصول الدين، أصول الفقه،....) بوصفها العلوم الأكثر تأسيساً داخل الثقافة الإسلامية؟



وانطلاقاً من هذه العلاقة الوثيقة بين ثقافة الأصول وثقافة التقديس يحلل المؤلف دور كل من الشافعي والأشعري في التأسيس لثقافة الأصول والتقديس، والأثر الذي تركاه على الثقافة العربية الإسلامية من خلال تحويلهما النص القرآني من نص للإبداع يجمل إمكانات متعددة إلى نص للاتباع والتكرار وتكريس المقدس، وذلك من خلال التأسيس والترسيخ لآلية تفكير في النص تستبعد كل «استدلال عقلي» وتكتفي باستدلال الأخبار والاجترار. يضاف إلى ذلك أن سيادة ثقافة التقديس للأصل هي التي ولدّت ظاهرة تقديس الأئمة والرموز الدينية والسياسية في الثقافة العربية الإسلامية، وذلك من خلال تأكيد المأثورات التاريخية على لزوم الطاعة لكل سلطة موجودة، بل وإضفاء صفات التقديس على السلاطين والزعماء الدينيين من خلال جعلهم ممثلين الله على الأرض وطاعتهم من طاعته.



وبالمقابل فإن السلطان تسلح بسلاح «القضاء من الله» لفرض مصالحه السياسية وتنظيم أمور دولته بما يتناسب ورؤيته. أما أهم نتيجة للتسَّيد ثقافة الأصل والتقديس فهي انتصار «النقلي» على «العقلي» بحيث أصبح النقل هو الفاعل الأساسي في الثقافة العربية. ولذلك نجد المؤلف يشدد على ضرورة التنبيه لما أسماه تجذر «التمركز النقلي» في قلب الثقافة العربية وترسخه في التجاويف العميقة لنظام لاوعيها المعرفي، والذي لم يزل يحدد ويتحكم في وعيها حتى الآن. ويفسر المؤلف ترسخ ثقافة النقل والأصل في الثقافة العربية بعدة عوامل يمكن إيجازها بالتالي: 1-كتابات عصر التابعين التي رسخت تقاليد النقل والتقديس. 2-ثقافة القبلية التي بقيت حاضرة في التقاليد الثقافية العربية. 3-الفئات السياسية المستفيدة من انتشار ثقافة التقليد والتقديس. 4-البنى الاجتماعية التقليدية للعائلة العربية حيث الطاعة العمياء للأب.



ويبدو أن تلك العوامل السابقة لم تلعب دورها في التاريخ العربي الإسلامي لتشكيل آلية عمل الخطاب العربي التراثي والحديث وحسب، بل انها أثرت في كامل وجود الإنسان العربي، بحيث أصبحت تتحكم بممارساته السياسية والاجتماعية والمعرفية والنفسية والتاريخية. هكذا أصبح الإنسان العربي ينظر إلى الأصل بوصفه سلطة متعالية لا تقبل التجاوز، بحيث حوّلت «سيكولوجيا الإعلاء» هذه الإنسان إلى «ذات منسحقة» تعيش تحت هيمنة المقدسات التي لا تقبل المساءلة ولا الاعتراض. أما المقدس الذي يقود كل تلك المقدسات ويعطيها مبررات وجودها وهيمنتها على المجال الثقافي العربي فهو المقدس الديني، حيث لبست كل الأنساق السياسية والمعرفية والاجتماعية التي تريد الهيمنة على المجتمع، لبست عباءة المقدس الديني وأصبحت تتحدث باسمه.



ولا يكتفي المؤلف بالبحث عن جذر ثقافة الأصل والتقديس في التراث العربي بل أنه يؤكد أن هذه الثقافة حاضرة حتى في طريقة تعاملنا مع الحداثة الغربية. فنحن نظرنا إلى الحداثة على أنها «نموذج جاهز»، حاولنا فرضه قسرياً على الواقع العربي «البائس». فالثقافة العربية تفتقد إلى النظرة النقدية في ذهنيتها، ويبدو أن هذا هو سبب «معضلة الاستبداد العربي». ولذلك تؤكد خاتمة الكتاب ضرورة تحرير فضاء الثقافة والسياسة من التقديس والتقليد، الذي يكاد يكون الشرط اللازم لانبثاق خطاب جديد، يتمكن به العرب من تحرير تراثهم والتأثير في مستقبلهم، بل والعالم كله.


http://www.4shared.com/file/11394822.../____-___.html
تحية لك وشكرا على الكتاب....

إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
مبروك, مساهمة, أقنعة, الأصول, التقديسعلي, تأسيس, وراء, وسع

« La résistance au changement chez les ensignants-Bernard DeFrance | Jean-paul Sartre:Qu'est-ce que la litterature »

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
كوكتيل أقنعة صبرا جميلا الأناقة و الجمال 4 06-06-2009 11:09
أقنعة مغربية رشيد البعزاتي دفاتر الإبداعات الأدبية 12 27-11-2008 22:18
علم أصول الفقه بين الأصول الكلامية والأصول اللغوية. ابراهيم ابويه دفاتر أخبار ومستجدات التعليم العالي 4 27-11-2007 07:49


الساعة الآن 17:39


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
جميع الحقوق محفوظة لمنتديات دفاتر © 1434- 2012 جميع المشاركات والمواضيع في منتدى دفاتر لا تعبر بالضرورة عن رأي إدارة المنتدى بل تمثل وجهة نظر كاتبها
جميع الحقوق محفوظة تصميم النور اونلاين لخدمات الويب المتكاملة