أريد محاكمة المسؤولين عن قتل بناتي» بهذه الكلمات صرخ أنور بعلوشة وهو يشيع بناته الخمس اللواتي ذهبن ضحايا ال*** الإسرائيلي الذي استهدف مسجداً في مخيم جباليا شمال قطاع غزة فجر أمس.
كان بعلوشة يصرخ بألم وهو يصف ما تقوم به إسرائيل بأنه «جريمة حرب».
واستشهدت جواهر ودينا وسمر وإكرام وتحرير اللواتي تتراوح أعمارهن بين الرابعة والسابعة عشرة وهن في فراشهن، في الغارة التي استهدفت مسجد «عماد عقل» الملاصق لمنزلهن المتواضع.
وقال الأب أنور بعلوشة (37 عاماً) الذي أصابته الشظايا في أنحاء جسده وهو يغادر المستشفى متكئاً على ذراعي اثنين من أقاربه، «كنا نائمين عندما سمعنا صوت انفجار ضخم وفجأة انهار علينا المسجد. كنت أنا وزوجتي وابني وعمره سنة ونصف، وطفلتي الصغيرة وعمرها 15 يوماً في غرفة، وبناتي السبع الباقيات، في غرفة أخرى» مضيفاً «وجدنا أنفسنا تحت الركام، ووصل الجيران وتم نقلنا فوراً».
وقال بعلوشة منفعلاً وهو يتحدث بصعوبة والحزن على وجه: «أطالب بمحاكمة قادة العدو، لو أن طفلاً إسرائيلياً قتل لقامت الدنيا ولم تقعد، ولانعقد مجلس الأمن، أطفالهم دماؤهم غالية أما أطفالنا فدمهم رخيص عندهم».
وجابت الجنازة التي شارك فيها المئات شوارع المخيم وحملت جثامين الفتيات على الأكتاف، وسط هتافات «اللـه أكبر وللـه الحمد، حسبنا اللـه ونعم الوكيل، اللـه أكبر على إسرائيل، اللـه أكبر على أميركا، اللـه أكبر على كل المتآمرين على أهل غزة».
ولفت الفتيات الخمس بأعلام حماس كما تم وضع جثمان أصغرهن جواهر فوق أنقاض المسجد المدمر للصلاة عليه.
وقال بعلوشة: «ما يحدث دمار واستهداف المدنيين الآمنين جريمة، كانت بناتي يدرسن استعداداً لامتحانات نهاية الفصل الدراسي الأول قبل ال***، وبسبب انقطاع الكهرباء ذهبن للنوم، استشهدت خمس منهن».
وروى جار عائلة بعلوشة كيف خرج الناس بعد ال*** لتفقد ما جرى فشاهدوا المسجد مدمراً وسمعوا أصواتاً تعلو طلباً للمساعدة.
وحسبما روى هاني أبو يوسف «حضر رجال الدفاع المدني وأخذنا نعمل معهم لإزالة الأنقاض حتى فتحنا ثغرة في البيت من الخلف وقمنا بإخراج الأب وزوجته واثنين من أطفاله، وبسبب الظلام لم نتمكن من مشاهدة البنات».
أما محمد ضاهر الذي كان أول من دخل إلى المنزل المدمر من تلك الثغرة فقال «سمعت أنيناً وبعد إضاءة المنطقة شاهدت يداً تتحرك وبدأنا بإزالة الركام. وجدنا فتاة على قيد الحياة وجثتين ثم ثلاثاً، كن نائمات تحت بطانية في إحدى زوايا الغرفة، بحثنا فوجدنا طفلة حية، المنزل صغير جداً، مساحته لا تتعدى 50 متراً، كان صعباً علينا إزالة الأنقاض في هذه المساحة الضيقة».
مع كامل الأسى
الحرية03