"لا مكان في العالم" بمنأى عن إنفلونزا الخنازير
وكالات - إسلام أون لاين.نت
منظمة الصحة العالمية قررت رفع مستوى الإنذار إلى الدرجة الرابعة
حذرت منظمة الصحة العالمية من أن الوقت قد تأخر لاحتواء فيروس إنفلونزا الخنازير وأنه لم تعد هناك منطقة في العالم بمنأى عن خطر انتشار الفيروس، وطالبت بتكثيف الجهود الدولية للحد من آثار الفيروس الذى ظهر مؤخرا في المكسيك وتسبب في وفاة العشرات. وفيما يعكس تزايد خطر انتشار المرض، قررت المنظمة رفع حالة التأهب إلى الدرجة الرابعة، في محاولة للتعامل مع الفيروس، في الوقت الذى لم يستبعد فيه الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أن يصبح الفيروس وباء عالميا جديدا.
وقال نائب مدير منظمة الصحة العالمية كيجي فوكودا خلال مؤتمر صحفي بالهاتف من مقر المنظمة في جنيف: "في الوقت الذي يسافر فيه الناس بالطائرة عبر العالم، لا توجد أية منطقة في العالم لا يمكن أن يصل إليها الفيروس.. الوقت قد تأخر لمحاصرة الفيروس"، بحسب ما ذكرته وكالة الأنباء الفرنسية في وقت متأخر من مساء أمس الإثنين 27-4-2009.
وفي وقت سابق قال جريجوري هارتل المتحدث باسم المنظمة: إن "المرض الذي تأكد ظهوره في المكسيك والولايات المتحدة وكندا وإسبانيا وبريطانيا تجاوز حدود مكان واحد، وهو ما يكفي لرفع درجة التأهب لما بعد الرابعة".
رفع مستوى الإنذار
وقررت منظمة الصحة العالمية رفع مستوى الإنذار إلى الدرجة الرابعة على سلم من ست درجات، ما يعني "ارتفاعا ملحوظا" في خطر انتشار مرض إنفلونزا الخنازير، بحسب الوكالة الفرنسية.
وفي هذا السياق، قال فوكودا: "بناء على نصيحة لجنة الطوارئ في منظمة الصحة العالمية قررت المديرة العامة أن يرتفع مستوى الإنذار من 3 إلى 4"، وأضاف قائلا: إن "إعداد لقاح ضد المرض قد يستغرق بين 4 و6 أشهر".
ويعكس هذا القرار مخاوف مسئولي المنظمة الدولية من أن يظهر الفيروس قدرة على الانتقال من إنسان إلى إنسان.
وعلى صعيد متصل، نصح فوكودا دول العالم بتركيز جهودها في الوقت الراهن على الحد من آثار الفيروس، لكنه رأى أن إغلاق الحدود وفرض قيود على السفر لن يكون مفيدا في الوقت الراهن.
وجاء قرار منظمة الصحة العالمية في وقت ازداد فيه عدد الإصابات بإنفلونزا الخنازير في العديد من الدول، ما أدى إلى تصاعد المخاوف من انتشار للمرض على نطاق العالم.
وقتل فيروس إنفلونزا الخنازير، الذي يشمل خليطا من إنفلونزا الخنازير والطيور والبشر ويعرف باسم "إتش1 إن1"، حتى الآن ما يصل إلى 150 شخصا في المكسيك وأصاب 40 في الولايات المتحدة و6 في كندا.
وقد تأكد وجود إصابات بالمرض في كل من الولايات المتحدة وكندا وإسبانيا، وكوريا الجنوبية، وفي أسكتلندا أعلن عن ظهور حالتين، كما تأكد وجود حالتين في بريطانيا أدخلا المستشفى لتلقي العلاج.
"وباء جديد"
ظهور تلك الحالات في دول أوروبية وآسيوية دفع الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إلى التحذير من أن يتسبب هذا الفيروس في وباء إنفلونزا جديد، "يمكن أن يكون خفيفا في تأثيره أو أن يكون شديدا".
وأضاف بان: "لا نعرف بعد كيف سيتطور المرض، لكننا نشعر بالقلق لأن معظم الذين توفوا به في المكسيك هم من الشباب والبالغين الأصحاء".
وقال بان: إن البنك الدولي وغيره من الوكالات الإنسانية والتنموية التابعة للأمم المتحدة ستتأهب "للتأكد من أن الدول التي تحتاج موارد مالية إضافية لمكافحة الوباء (المحتمل) ستتلقاها".
وعرف العالم ثلاثة أوبئة إنلفونزا في القرن العشرين، أخطرها أوقع بين عامي 1918 و1919 نحو 40 مليون قتيل، بحسب منظمة الصحة.
ومن جهتها، شرعت دول كثيرة في إجراء مراقبة صحية للمسافرين في المطارات القادمين من المكسيك والولايات المتحدة واليابان، ففي مطار شنغهاي على سبيل المثال تم فحص المسافرين بمعدات طبية خاصة للتأكد من خلوهم من أعراض الفيروس.
وسارعت بعض الدول بإصدار تحذيرات لمواطنيها بشأن السفر إلى المكسيك، وإضافة إلى إجراءات المراقبة الصحية في المطارات والمواني بدأت حكومات العالم في توفير مضادات الفيروسات بكميات كبيرة.
وقررت حكومات مثل الصين وروسيا وضع أي شخص لديه أعراض الفيروس القاتل قيد الحجر الصحي، كما زادت معظم الحكومات إجراءات فحص واردات الخنازير من الأمريكتين أو فرضت عليها حظرا مؤقتا.
وحثت وزارة الخارجية الأمريكية مواطنيها على تجنب كل أشكال السفر "غير الضروري" إلى المكسيك خلال الأشهر الثلاثة القادمة بسبب تفشي إنفلونزا الخنازير.
وقالت وزارة الخارجية في "تحذير سفر" رسمي للمواطنين الأمريكيين ينتهي سريانه في 27 من يوليو المقبل: "وزارة الخارجية تحذر المواطنين الأمريكيين من المخاطر الصحية للسفر إلى المكسيك في هذا الوقت بسبب تفشي فيروس إنفلونزا الخنازير".
يشار إلى أن البيت الأبيض نفى ما تردد عن إصابة الرئيس الأمريكي باراك أوباما بإنفلوانزا الخنازير خلال زيارته الأخيرة للمكسيك، وقال المتحدث باسم البيت الأبيض روبرت جيبس: "ليس هناك أي تهديد على صحة الرئيس.. لم تظهر عوارض مرض إنلفونزا الخنازير لا على الرئيس ولا على أي شخص آخر حسب علمي سافر معه من رسميين أو صحفيين".
وفيما حذرت وزارة الخارجية البريطانية رعاياها من السفر إلى المكسيك، أعلنت معظم الدول الآسيوية حالة الاستنفار القصوى خوفا من تفشي الفيروس فيها، خاصة في الدول ذات الكثافة السكانية العالية مثل الصين والهند.