تدني الأجور والامتياز الضريبي يجذبان مقاولات فرنسا إلى المغرب
هسبريس ـ يوسف لخضر
الجمعة 14 شتنبر 2018
قالت صحيفة "ليزيكو" الفرنسية إن المغرب أصبح مقصداً للمقاولات الفرنسية الصغرى والمتوسطة بفضل الأجور المنخفضة نسبياً والسياسة الضريبية التحفيزية التي تنتهجها المملكة لاستقطاب الاستثمارات الأجنبية بهدف خلق مناصب الشغل.
وأشارت الصحيفة إلى أن عدد المقاولات الصغرى والمتوسطة الفرنسية كان لا يتجاوز 500 مقاولة في سنة 2009؛ لكن عددها "يقارب اليوم الألف مقاولة في بلد يقدم نفسه كمنصة نحو القارة الإفريقية"..
وتفيد المعطيات التي قدمتها "ليزيكو" بأن المقاولات الفرنسية في المغرب توفر 100 ألف منصب شغل بحجم استثمارات يبلغ 15 مليار أورو. ومن بين الشركات الفرنسية الرائدة توجد ألستوم، المكلفة بالترامواي والقطار فائق السرعة، وفرانس تلكوم المساهمة في رأسمال ميدتيل، إضافة إلى رونو والعلامات التجارية فوشون وفناك وليدر برايس.
وتمثل فرنسا مصدر ثلث الاستثمار المباشر في المغرب، على الرغم من الصعود الأخير للمستثمرين من الشرق الأوسط وآسيا. كما أن المغرب يعد أول مستفيد من الوكالة الفرنسية للتنمية، من خلال التمويل الذي تقدم للقطاع الخاص والمقاولات الصغرى والمتوسطة.
ويرجع إقبال المقاولات الفرنسية على المغرب، حسب الصحيفة الفرنسية، إلى سياسته الضريبية والاقتصادية؛ فالشركات تستفيد من إعفاء كلي من الضريبة على الشركات في السنوات الخمس الأولى، كما تستفيد من ضريبة مخفضة بعد ذلك بنسبة 17.5 في المائة.
وبما أن متوسط الأجر الشهري في المغرب لا يتجاوز 400 أورو ما يعادل 4300 درهم مغربي، فإن ذلك في نظر الفرنسيين يعد محفزاً لخفض تكاليف الإنتاج في المملكة. كما تلجأ المقاولات الفرنسية إليها أيضاً لرفع قدرة الإنتاج والاستفادة من اليد العاملة المؤهلة المحلية.
كما ينظر المقاولون الفرنسيون إلى المملكة باعتبارها منصة تصدير بفضل موقعها الجغرافي، إضافة إلى توقيعها لاتفاقيات تبادل حر تتيح الوصول إلى أكثر من 55 سوقاً في العالم، بما في ذلك الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأمريكية.
وتنقل الصحيفة الفرنسية تصريحاً لمحمد الكتاني، رئيس التجاري وفابنك، أشار فيه إلى أن المملكة تقدم بطلب للانضمام إلى المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا، والتي تتوفر على 15 دولة عضو تشكل سوقاً بحوالي 350 مليون نسمة.
ويشير المتحدث، حسب الصحيفة، إلى أن الزيادة الكبيرة في الضغط الحضري في إفريقيا يفتح آفاقاً واسعة للاستثمار بين فرنسا والمغرب في البنية التحتية، من خلال تزويد المدن الإفريقية بوسائل نقل فعالة وخدمات المياه والكهرباء والسكن اللائق والاتصال الرقمي.
في حين يشير فيليب كونفيس، مدير غرفة التجارة والصناعة الفرنسية في المغرب، إلى أن "البلاد تعتبر بوابة لإفريقيا، خصوصاً أنها تسجل مبادلات مهمة أكثر فأكثر مع دول إفريقيا جنوب الصحراء"؛ وهو ما يتيح فرصاً أكبر للاستفادة منها كمنصة للانفتاح على القارة.