الخطوة الأولى نحو اصلاح التعليم
في تقرير لمنظمة اليونيسكو جاء فيه أن السبب الأول وراء تعثر التعليم في الدول المتخلفة هو غياب مراكز مستقلة ذات مصداقية علمية للبحث التربوي التي من مهامها تقويم و دراسة مدى صلاحية المناهج و البرامج و المقررات الدراسية وفق منهجية علمية قبل تعميمها ، و القيام ببحوث ميدانية لتحديد مواطن الخلل في المنظومة التربوية و محاولت اصلاحها.
ففي وطننا الحبيب هل توجد مراكز للبحث في مجال التربية ؟
ما عدد الأبحاث التي تم نشرها في هذا المجال ؟ و من المشرف عنها ؟
و حينما أقول بحث فأنا أقصد البحث الميداني بمفهومه الصحيح و ليست تلك الخواطر التربوية التي يصطلح عليها "البحوث" في الغالب يقوم صاحبها بجمع أفكار و جمل من هنا و هناك و يرتبها كما يفعل تلاميذ مستوى الثالث في درس الأساليب ، مع بعض الإضافات و التنميق .
فوزارة التربية الوطنية مازالت تتعامل مع واقع التعليم بعقلية 1952 ، فموظفوها هم الذين يقرروا و هم الذين يصادقوا ، فإذا وجدت كتابا يحمل الجملة التالية " مصادق عليه من طرف وزارة التربية الوطنية " فلا تحاول البحث عن السبب الذي جعلها تصادق عليه لأن لا أحد يعرفه . المهم أن الجميع يعلم أن هذا الكتاب سيجاهد مجموعة من معلمينا على تطويعه ليبدو و كأنه يتماشى و لوجزئيا مع حاجيات التلميذ ، و سيرافق أجيالا من أبناءنا و كلهم أمل في مستقبل أفضل رغم أنهم لا يدرون إلى أين يقودهم .