كيف صارت النقابات في بعض الجهات بلا نقيبة ولا منقبة ؟؟؟
من المعلوم شرعا وقانونا وعرفا وعادة أنه لا ينتقب على قوم إلا من توفرت فيه شروط النقابة ـ بكسر النون ـ ومن هذه الشروط تعرف أخبار القوم و البحث فيها لممارسة الشهادة على وجهها والأمانة بحقها والكفالة والضمان على الوجه المطلوب. وقد ورد في الذكر الحكيم ذكر النقابة ـ بكسر النون ـ في قوله تعالى : [ وبعثنا منهم اثني عشر نقيبا ] بمعنى بعثنا فيهم العرفاء بالقوم الأمناء والوكلاء عليهم والضامنون لحقوقهم . كما ورد في الذكر الحكيم قوله تعالى : [ فنقبوا في البلاد هل من محيص ] والتنقيب ههنا ذهاب في البلاد وبحث واستقصاء من أجل المعرفة . وقد دأب النقباء في كل أعراف الدنيا على ممارسة نقابتهم عن علم وتقص ودراية ، ولكن بعض النقابات عندنا في المجالات المهنية خاصة مجال التعليم حادت عن أهدافها فصارت بلا نقيبة أي بلا نفاذ رأي إذ عبث بها من لا رأي لهم من السفهاء ، كما أنها صارت بلا منقبة أي بلا كرم فعل إذا استغلها المغرضون لقضاء حوائجهم ومصالحهم.
وعوض أن تكون عالمة مطلعة منقبة ومفتشة قبل الشهود والضمان والأمانة والكفالة لم يبق منها إلا الاسم الذي يجعلها مشاركة لغة للمزمار الذي يسمى نقيبا أيضا، كما يسمى الكلب الذي تنقب حنجرته ـ أي تثقب ـ ليضعف صوت نباحه الكلب النقيب. ومن الرائج لدى الرأي العام المطلع في قطاع التربية أن بعض النقابات صار ت وكرا للمغرضين يلجئون إليها فرارا من مهامهم أو رغبة في مهام أخرى. وبالفعل لقد ثبت أن البعض من هؤلاء المغرضين المندسين في بعض النقابات قد استفادوا من فترات راحة طويلة خلال مشوار عملهم ثم انهوا مشوار الراحة بمهام جديدة حسب ما يشتهون أو بمغادرة مجانية بلبوس الطوعية . وكانت مهامهم في النقابات الزعيق كما هو حال المزمار والصراخ في وجه المسئولين من أجل تهيئة الجو والمناخ للمفاوضات تحت الدف ـ كمما يقال بالعامية ـ من أجل تبوأ المناصب أو الاستفادة من الامتيازات على حساب من جعلوهم نقباء واستأمنوهم على المصالح العامة التي ركبوها من أجل مصالحهم الخاصة . وبمجرد حصولهم على مصالحهم الخاصة تنقب حناجرهم لتضعف أصواتهم في الدفاع عن المصالح العامة أمام المسئولين وحينذاك يبحثون عن ضحايا ممن يحاربون الفساد والإفساد والغش والتهاون عند المتهاونين لممارسة تنقبهم ـ إن صح التعبيرـ لذر الرماد في العيون والتمويه على الامتيازات التي استفادوا منها كنقباء ولولا الحياء لسردنا الأسماء. وأنا استغرب أن تقدم بعض النقابات على تدبيج بيانات بمضامين كاذبة مغرضة دون أدنى بحث أ و تنقيب أقله الاتصال بمن تم الافتراء عليه واتهامه زورا وكذبا لتمكينه من توضيح وجهة نظره في الافتراءات ، وكأني بهذه النقابات تعيد فعل كفار قريش الذين كانوا يحذرون من يفد على رسول الله صلى الله عليه وسلم من الاستماع إليه لتمرير مقولاتهم فقط دون مقولاته حتى أنهم كانوا يضعون الكرسف في آذان السامعين لهذا الغرض. فهل سيفكر الصادقون والمخلصون من النقباء ـ ولا تعدمهم النقابات ـ من تخليقها وقطع الطريق على الانتهازيين والوصوليين ؟ ولقد رفعت عقيرتي ضد أحد كتاب نقابة المفتشين العامين يوم ركب النقابة وأكتاف المنخرطين فيها للاستفادة من المغادرة المجانية في آخر لحظة وعمد إلى التبريرات الواهية الفاضحة ، ولم أسكت أيضا عمن تنقب ـ أي لبس النقاب ـ في مكتب النقابة جهويا للتمويه على أطماعه المكشوفة ، وخروقاته المفضوحة المسيئة لهيئة التفتيش.
منقول للأمانة :
محمد شركي