هكذا تكون خدمات التعاضدية و إلأ ...

[ابن سبو]

-

منذ عهد ليس بالبعيد، كان المنخرطون في التعاضدية العامة للتربية الوطنية وعند كل مرة يلجون فيها إحدى المؤسسات الاستشفائية - المستشفى العسكري بالرباط - على سبيل المثال ، يدلون ببطاقة الانخراط في التعاضدية وواجب الفحص و بعض الوثائق المثبتة للهوية ... ليتسنى لهم الحصول على التأشيرة و بعد ذلك زيارة الطبيب المعالج أو الإجراء الفحص الطبي ... في نفس اليوم.

و كنا نظن أن الأمر يدخل في باب تحسين الخدمات المقدمة للمنخرطين ... و تقريب الإدارة من المواطنين ، خاصة إذا علمنا أن أغلب الطالبين للاستشفاء يقطنون مناطق و مدنا بعيدة عن العاصمة ... فكان هذا الإجراء مستحسنا عند الجميع لأنه يكفي المنخرط مشقة التنقل المتكرر لدفع الملف الصحي ... ثم انتظار أيام معدودة للحصول على الموافقة ...
لكن سرعان ما تبددت و تبخرت الأحلام

و ضاعت المكتسبات ... وقررت الإدارة المعنية العدول عن ذلك و الرجوع للعمل بالصيغة القديمة المرهقة و المكلفة ... أي : تقدم لدفع ملفك الطبي أولا ، و عد إلى مدينتك ثم بعد مضي يومين أو ثلاثة ارجع لتحصل على التأشيرة ... و كأن الأمر يتعلق بالتنقل من دولة إلى آخرى ... و مغادرة التراب الوطني . وتعمّدت إرهاق كاهل المنخرط بمصاريف إضافية هو في غنى عنها، إضافة إلى إهدار وقته ودفعه لمواجهة المتاعب و الصعاب...

و بذلك تكون التعاضدية قد قدمت فعلا خدمات جليلة لمنخرطيها طالبي العلاج ، و قربت الإدارة من المواطنين !!!

و ختاما نتساءل : متى سنقوم فعلا بتبسيط المساطر ؟؟؟
و تقريب الإدارة من المواطنين ؟؟؟
و لتكن لنا في الدول السباقة في الميدان أسوة
و قدوة .
و << إن غذا لناظره قريب >>

إلى ذلكم الحين لكم مني أزكى السلام .