قضية الإعجاز العلمي للسنة النبوية المطهرة وضوابط التعامل معها - منتديات دفاتر التربوية التعليمية المغربية
تسجيل جديد
أبرز العناوين



أدوات الموضوع

الصورة الرمزية المعتصم بحبل الله
المعتصم بحبل الله
:: دفاتري ذهبي ::
تاريخ التسجيل: 3 - 2 - 2008
السكن: دنــــــــــيــــا فـــا نـــيــــــة ؟؟؟ !!!
المشاركات: 1,600
معدل تقييم المستوى: 360
المعتصم بحبل الله في إبداع متزايدالمعتصم بحبل الله في إبداع متزايدالمعتصم بحبل الله في إبداع متزايد
المعتصم بحبل الله غير متواجد حالياً
نشاط [ المعتصم بحبل الله ]
قوة السمعة:360
قديم 03-12-2008, 20:18 المشاركة 1   
هام قضية الإعجاز العلمي للسنة النبوية المطهرة وضوابط التعامل معها

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله ثم الصلاة والسلام على رسول الله ومن والاه


قضية الإعجاز العلمي للسنة النبوية المطهرة وضوابط التعامل معها

كتبه :

د زغلول النجار


يقوم الإسلام العظيم على قواعد أربع من العقيدة الصحيحة، والعبادة السليمة، وحسن الخلق، وحسن المعاملة. والعقيدة الصحيحة قوامها الإيمان بالله، وملائكته، وكتبه ورسله، واليوم الآخر، وبالقدر خيره وشره، وهذه القضايا تقع كلها في إطار الغيب المطلق، الذي يحتاج الإنسان فيه إلى بيان من الله، بيان رباني خالص، لا يداخله أدنى قدر من التصورات البشرية، وكذلك العبادة، ودساتير الأخلاق، وفقه المعاملات وكلها ركائز من الدين، والإيمان بالله يقتضي التسليم له سبحانه بالألوهية، والربوبية، والوحدانية بغير شريك، ولا شبيه، ولا منازع وهو التوحيد الخالص، وفى ذلك يقول الحق تبارك وتعالى: " شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ وَالْمَلائِكَةُ وَأُوْلُوا العِلْمِ قَائِماً بِالْقِسْطِ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ العَزِيزُ الحَكِيمُ " (آل عمران:18). والإيمان بالله وبملائكته، وبكتبه ورسله يقتضي التسليم بوحدة الدين وهى حقيقة يقررها ربنا تبارك وتعالى بقوله: " إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللَّهِ الإِسْلامُ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الكِتَابَ إِلاَّ مِن بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ العِلْمُ بَغْياً بَيْنَهُمْ وَمَن يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الحِسَابِ " (آل عمران:19).وقوله عز من قائل: " وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلامِ دِيناً فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الخَاسِرِينَ " (آل عمران:85).والإسلام العظيم علمه ربنا سبحانه وتعالى لأبينا آدم عليه السلام لحظة خلقه، وعلم آدم بنيه، وعاش الإنسان بهذا الهدى الرباني سعيدًا، محققا رسالته في هذه الحياة: عبدًا لله الواحد الأحد، يعبد ربه تعالى بما أمر، ويجتهد في حسن القيام بواجب الاستخلاف في الأرض وعمارتها، وإقامة عدل الله فيها، حتى يلقى الله تعالى وهو راض عنه! ولكن الإنسان فيه ميل للنسيان، وفى نفسه صراع بين الحق والباطل، وهو معرض لوساوس الشيطان، والإغواء المستمر بالخروج على منهج الله، ومع النسيان، والصراع، والإغواء تفقد المجتمعات الإنسانية نور الهداية الربانية ممثلة في الدين الذي شرعه الله تعالى لعباده، وهو الإسلام، وبفقدان الدين، أو تحريفه وتبديله تفقد تلك المجتمعات الإنسانية سعادتها، وتهبط في دياجير من الظلام والظلم الذي يشقيها، ويتعسها، فتشقى وتشقى الأرض من حولها..! ويظل الحال كذلك حتى يمن الله تعالى على البشرية برسول جديد يأتيهم بنفس الرسالة ومن نفس المصدر، يدعوهم إلى الإسلام من جديد، وظل الحال كذلك والإنسانية بين استقامة على منهج الله وانحراف عنه، في مد وجزر حتى من الله تعالى عليها بالنبي الخاتم والرسول الخاتم ومعه الرسالة الخاتمة "الإسلام في كماله وتمامه"، وهى الرسالة التي تعهد الله تبارك وتعالى بحفظها فحفظت بنفس اللغة التي أوحيت بها "اللغة العربية"، وحفظت بتفاصيلها الدقيقة كلمة كلمة، وحرفا حرفا على مدى أربعة عشر قرنا أو يزيد وإلى أن يرث الله تعالى الأرض ومن عليها، وذلك تحقيقا للوعد الإلهي الذي قطعه ربنا عز من قائل على ذاته العلية فقال عز من قائل: " إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ " (الحجر:9). هذا في الوقت الذي تعرضت كافة صور الوحي السابقة إما للضياع التام أو لقدر من التحريف الذي أخرجها عن إطارها الرباني، وجعلها عاجزة عن هداية البشرية!ويخبرنا الرسول الخاتم والنبي الخاتم صلى الله عليه وسلم بأن الله تعالى قد من على البشرية بمائة وعشرين ألف نبي، وأن الله سبحانه وتعالى قد اصطفى من هذا الجمع الغفير من الأنبياء ثلاثمائة وخمسة عشر رسولا، لا يوجد أثر لرسالاتهم اليوم إلا ما بقى من رسالة موسى عليه السلام، وقد تعرض إلى قدر من التحريف الشديد على أيدي أحبار اليهود، وتكفى في ذلك الإشارة إلى أن هذه الأخبار المجموعة الآن فيما يطلق عليه اسم "العهد القديم" لم تدون إلا بعد وفاة موسى بأكثر من ثمانية قرون، وأنه قد أضيف إليها العديد من الأسفار المنحولة، والقصص المكذوبة؛ ليشتروا بها ثمنا قليلا كما وصفهم القرآن الكريم. يقول الحق تبارك وتعالى: " فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَذَا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ لِيَشْتَرُوا بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً فَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا يَكْسِبُونَ " (البقرة:79). وكما قال أيضا: " إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلْنَا مِنَ البَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الكِتَابِ أُوْلَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللاَّعِنُونَ" (البقرة:159). وكذلك ما بقى من آثار نبي الله عيسى عليه السلام والتي كتبت بعد رفعه بأكثر من قرن من الزمان، وبأيدي أناس عديدين من المجهولين وفى أماكن متفرقة من الأرض وفى أزمنة متباعدة، وأنها لا تزال تعدل إلى يومنا هذا، بين حذف وإضافة وتغيير وتبديل، وترجمات متعارضة، ومراجعات متعددة، وانحراف واضح..! وتعهد ربنا سبحانه وتعالى بحفظ رسالته الخاتمة مرده إلى العدل الإلهي، الذي يقتضي ألا يعذب الله سبحانه وتعالى عبدا من عباده بغير إنذار كاف وفى ذلك يقول عز من قائل: " وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً " (الإسراء: من الآية15). ولما كان سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم هو خاتم الأنبياء والمرسلين، ولما كانت رسالته صلى الله عليه وسلم قد تكاملت فيها كل رسالات السماء السابقة فختمت برسالته الرسالات، وببعثته النبوات، وانقطع وحي السماء كان لابد من حفظ هذه الرسالة الخاتمة وليتحقق وعد الله ألا يعذب عبدا إلا بإنذار، وبإرسال رسول ن وببقاء رسالة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم محفوظة بحفظ الله تعالى فكأنه لا يزال قائما بيننا بشيرا ونذيرا..! ورسالات السماء هي هداية من الله تعالى للإنسان في القضايا التي لا يستطيع الإنسان أن يضع لنفسه فيها تصورات وضوابط صحيحة لوقوعها في دائرة الغيب المطلق الذي لا سبيل للإنسان في الوصول إليه إلا عن طريق وحي السماء، أو في دائرة ضوابط السلوك التي يعجز الإنسان دوما عن وضع ضوابط صحيحة لنفسه فيها، وذلك من مثل قضايا العقيدة وهى غيب مطلق، والعبادة وهى أوامر إلهية مطلقة، والأخلاق والمعاملات وكلاهما ضوابط للسلوك، وهذه كلها من القضايا التي إذا خاض فيها الإنسان بغير هداية ربانية خالصة فإنه يضل ضلالا بعيدا. والذي يتأمل هذه القضايا في كتاب الله تعالى، وفى سنة رسوله صلى الله عليه وسلم يجدها واضحة الدلالة على أن القرآن الكريم هو كلام الله الخالق، وأن النبي الخاتم والرسول الخاتم صلى الله عليه وسلم كان موصولا بالوحي، ومعلما من قبل خالق السماوات والأرض. وهذا التسلسل المنطقي لا يمكن لعقل سوى أن يرفضه ولكن الله تعالى يعلم بعلمه المحيط بكل شيء أن الإنسان سيصل في يوم من الأيام إلى مرحلة كالتي نعيشها اليوم يتجمع له فيها من المعارف بالكون، ومكوناته، وظواهره وسننه، ما لم يتوافر لجيل من الأجيال من قبل، فينبهر باكتشافاته العلمية، وتطبيقاته التقنية انبهارا يغمسه في أمور الدنيا إلى آذانه، ويصرفه عن أمور الدين وركائزه، أو يشغله عنها حتى يتجاهلها، أو ينكرها بالكامل كما هو حادث في غالبية المجتمعات غير المسلمة التي ركبها الزهو والغرور بإنجازاتها العلمية والتقنية ولذلك أبقى ربنا الحكيم الخبير في محكم كتابه، وفى سنة خاتم أنبيائه ورسله صلى الله عليه وسلم من حقائق الكون ووصف عدد من ظواهره، وسننه ما يقيم على إنسان اليوم الحجة البالغة بالمنطق العلمي الذي يتباهى به أن القرآن الكريم هو كلام الله الخالق الذي يجب ألا يعبد سواه، وأن هذا النبي الخاتم والرسول الخاتم صلى الله عليه وسلم الذي تلقى القرآن الكريم كان موصولا بالوحي، ومعلما من قبل خالق السماوات والأرض، وهذا وحده لمما يحرك القلوب الواعية، والنفوس السوية، والعقول المنصفة إلى قبول دين الله الذي لا يرتضى ربنا سبحانه وتعالى من عباده دينا سواه، فيعود الناس وفى مقدمتهم أهل العلوم البحتة والتطبيقية مرة أخرى إلى الله مسلمين بحقائق الغيب التي بدأت الحضارة المادية المعاصرة بإنكارها، وانتهت بحوثها العلمية إلى إقرارها والتسليم بصدقها..! وعلى ذلك فإن من الأسرار المكنونة في كتاب الله تعالى (القرآن الكريم)، وفى سنة خاتم أنبيائه ورسله صلى الله عليه وسلم لهى تلك الإشارات الكثيرة إلى الكون وإلى عدد من مكوناته، وظواهره، وسننه، والتي جاءت في أكثر من ألف آية صريحة من آيات القرآن الكريم، وفى العديد من أقوال المصطفى صلى الله عليه وسلم والتي نسلم بأنها لم تأت لنا من قبيل الإخبار العلمي المباشر لأن الكسب العلمي قد ترك لاجتهاد الإنسان جيلا بعد جيل، ولذلك فقد جاءت تلك الإشارات الكونية كلها في مقام الاستدلال على طلاقة القدرة الإلهية المبدعة في الخلق، وفى التأكيد على أن الذي أبدع هذا الخلق قادر على إفنائه، وعلى إعادة خلقه من جديد، وقد كانت قضايا الخلق والبعث ولا تزال معضلة العقول القاصرة، والقلوب الغافلة، وحجتهم في إنكار الخالق وجحوده - سبحانه وتعالى، وفى رفض ما أنزل من الدين..!! ونسلم أيضا بأن هذه الإشارات القرآنية الكريمة والنبوية الشريفة إلى الكون ومكوناته وظواهره جاءت في مقام تنبيه المسلمين إلى أهمية التعرف على خلق الله، واستقراء سننه في الكون وتوظيفها في عمارة الأرض، وفى حسن القيام بواجبات الاستخلاف فيها.ومع هذا التسليم والإقرار تبقى الإشارات الكونية في كتاب الله تعالى، وفى سنة رسوله صلى الله عليه وسلم بيانا من الله الخالق، ووحيا أوحاه إلى خاتم أنبيائه ورسله صلى الله عليه وسلم فلابد وأن تكون حقا مطلقا، ولو أن علماء المسلمين اهتموا بتحقيق تلك الإشارات تحقيقا علميا دقيقا، وبتقديمها إلى الناس في عصر العلم والتقنية الذي نعيشه لكانت من أنجح وسائل الدعوة إلى هذا الدين الخاتم الذي بعث به هذا النبي الخاتم صلى الله عليه وسلم والذي لا يرتضى ربنا سبحانه وتعالى من عباده دينا سواه وذلك لأن في تلك الإشارات الكونية تثبيتا للمؤمنين على إيمانهم، وهداية للضالين التائهين من الكفار والمشركين، وما أكثرهم في زماننا، وما أخطرهم على مجتمعاتنا في زمن الضياع الذي يعيشه إنسان اليوم!! ومصادر الدين الإسلامي هي القرآن الكريم، والسنة النبوية المطهرة التي عنيت بشرح قواعد الدين كما أنزلت في كتاب الله وتطبيقها تطبيقا عمليا في واقع الناس وتفصيلها وتثبيتها ومن هنا كانت العناية بالسنة ضرورة من ضرورات الدين ولازمة من لوازمه، وكان الاسترشاد بأحكامها في كثير من الأمور التي أجملها القرآن الكريم من العوامل المساعدة في تفسير هذا الكتاب العظيم ولذلك حرص علماء الإسلام على جمع السنة النبوية وتمحيصها تمحيصا دقيقا وتبويبها وشرحها وصيانتها وحفظها بمختلف وسائل الحفظ كمصدر مهم من مصادر هذا الدين الخاتم. وقد اعتنى كل من القرآن الكريم، والسنة النبوية المطهرة أساسا بركائز الدين من العقيدة، والعبادة، والأخلاق، والمعاملات وهى من الدين في الصميم وكل ركيزة من هذه الركائز إذا درست بشيء من الموضوعية والحيدة فإنها تثبت لكل ذي بصيرة أن كلا من القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة، معجز في بيانه ونظمه، معجز في تشريعه وعلمه وفى خطابه للنفس الإنسانية وقدرته على تربيتها، معجز في تفاصيل العقيدة التي يدعو إليها والعبادة التي يأمر بها والأخلاق التي يؤكد عليها، والمعاملات التي يحدد دساتيرها، كما أن كلا منهما معجز في سرده لقصص بعض الأمم السابقة، والأحداث الغابرة، وفى تنبؤاته بالعديد من الأمور المستقبلية التي تحقق بعضها بالفعل، وكل ذلك يشهد للقرآن الكريم بأنه لا يمكن أن يكون صناعة بشرية، بل هو كلام الله الخالق، كما يشهد للنبي الخاتم صلى الله عليه وسلم بالنبوة وبالرسالة، وبأنه لا ينطق عن الهوى.كذلك فإن قصص الأمم السابقة في كل من القرآن الكريم، وأقوال النبي الخاتم صلى الله عليه وسلم لمما يؤكد على هذه الحقيقة، وتأتى الإشارات الكونية داعمة لهذا التأكيد بأسلوب العصر ولغته. ونحن في محاولاتنا لفهم الآيات الكونية الواردة في كتاب الله تعالى وفى فهم الإشارات إلى أمثالها في أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم نحتاج إلى فهمها فهما دقيقا في إطار اللغة العربية، ودلالات ألفاظها، وأساليب التعبير فيها، وفى أضواء أسباب النزول أو سياق الحديث النبوي الشريف، وأسباب وروده، وفى أنوار النصوص القرآنية والنبوية الأخرى، وفى إطار المبادئ العامة والمقاصد الكلية للإسلام، بالإضافة إلى توظيف كل قطعي وثابت من المعارف العلمية الحديثة في المجال الذي تتحدث عنه الآية القرآنية الكريمة أو يشير إليه الحديث النبوي الشريف. هذا بالإضافة إلى أن إبراز السبق القرآني والنبوي بالإشارة إلى عدد من حقائق الكون وأسراره وظواهره وسننه هذا السبق لكل المعارف الإنسانية بعدد متطاول من القرون مع دقة علمية في التعبير وشمول وإحاطة في الدلالة وإيجاز يعتبر ضربا من الإعجاز، لمما يجعل من تلك الإشارات الكونية وسيلة من أفضل وسائل الدعوة إلى الله تعالى في زمن التقدم العلمي والتقني الذي نعيشه، والذي يتعرض فيه الإسلام والمسلمون إلى هجمة همجية كافرة شرسة مدعومة بكل وسائل التفوق المادي ولكنها تفتقر إلى أبسط القيم الإنسانية، وأقل الضوابط الأخلاقية والسلوكية الصحيحة! فمنذ أن انتهت الحروب الصليبية بهزيمة جيوش الغرب المعتدية على أرض فلسطين واندحارها أمام جحافل الجيش الإسلامي انصب تفكير الغربيين على الانتقام من المسلمين بمحاولة تشويه الدين الإسلامي تحت مظلة دراسته ونقده، وفى هذا الجو المليء بالكراهية والتعصب الأعمى ضد الإسلام وأهله ظهرت مدارس الاستشراق التي كرست جهدها في دراسة الإسلام، والحضارة الإسلامية، وتاريخ، وعادات، وسلوكيات المسلمين من أجل إيجاد ثغرات للهجوم عليهم منها، وطبيعي أن تأتى هذه الدراسات في غالبيتها بنتائج أبعد ما تكون عن الإنصاف، وعن الموضوعية، وعن الحيدة العلمية، وتأتى أعمال المستشرقين غالبا وهى مشوبة بكثير من مشاعر الكراهية، ونزعات الغرور والاستعلاء..! وفى هذه الحروب الاستشراقية حاول المستشرقون التهجم على القرآن الكريم، وعندما فشلوا في ذلك، وارتدت أسلحتهم إلى صدورهم، وجهوا سهامهم إلى السنة النبوية المطهرة في حملة تشكيكية منظمة كانت دعواهم فيها أن السنة لم تدون على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم لنهيه صلى الله عليه وسلم عن ذلك خشية على القرآن الكريم حتى لا يختلط شيء من السنة بتدوينه. وهؤلاء النفر من شياطين المستشرقين يعلمون جيدا أن السنة النبوية الشريفة هي المصدر الثاني من مصادر التشريع الإسلامي وهى الصلة الوثيقة بين أجيال الأمة الإسلامية من جهة، وبين نبيها ورسولها الخاتم صلى الله عليه وسلم من جهة أخرى، وهو إمام الأنبياء والمرسلين صلى الله عليه وسلم، وأن قطع هذه الصلة بالتشكيك في سنة هذا الرسول الخاتم والنبي الخاتم صلى الله عليه وسلم تمثل تشكيكا في الإسلام، وهدما لركن أساسي من أركانه..! وعلى الرغم من وضوح الهدف من وراء هذه الهجمة الاستشراقية المغرضة والمتسترة زورا برداء البحث العلمي لتخفى كما هائلا من الكراهية والحقد والتعصب للباطل ضد الحق والداعية زورا وبغير أدنى دليل مادي إلى التشكيك في حجية السنة النبوية الشريفة، وفى مصداقية رواتها وجامعيها وشراحها، وأغلبهم من كرام الصحابة والتابعين، وتابعي التابعين ومن بعدهم أملا في إغراء المسلمين بالإعراض عن سنة نبيهم كوسيلة من وسائل هدم هذا الدين الخاتم فإن نفرا من أبناء المسلمين قد انساق وراء هذه الصيحات الشيطانية المنكرة والمؤامرات الحاقدة الماكرة فنادى بأن الدين جاء في القرآن الكريم لأنه متواتر وفى السنة العملية لأنها من حيث العمل بها في تواصل أصبحت تحقق صفة التواتر، أما عن السنة القولية فلا يلزم العمل بها.. وفى هذا الادعاء الباطل افتراء على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى سنته، ومعارضة صريحة لمقولته الشريفة:" فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهتدين، عضوا عليها بالنواجذ " (الترمذي، أبو داود، أحمد، وابن ماجه).وقوله: " ألا إني أوتيت القرآن ومثله معه " (أبو داود). وفى هذا الادعاء الباطل أيضا مخالفة صريحة لأوامر الله لقوله عز من قائل: " وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ " (الحشر: من الآية7). وتتلخص مصادر التشريع الإسلامي في القرآن الكريم، والسنة النبوية المطهرة، والإجماع، والقياس.والسنة هي: ما أثر عن النبي صلى الله عليه وسلم من قول أو فعل أو تقرير أو صفة أو سيرة سواء كان ذلك قبل البعثة الشريفة أو بعدها. وطاعة رسول الله صلى الله عليه وسلم واجبة بنص القرآن الكريم إذ يقول الحق: " وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ " (آل عمران:132). ويقول: " وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا " (الحشر: من الآية7).ولقد قرن ربنا سبحانه وتعالى طاعة الرسول صلى الله عليه وسلم بطاعته في آيات كثيرة من آيات القرآن الكريم واعتبر مخالفة ذلك كفرا. مثل قوله تعالى:" قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْكَافِرِينَ " (آل عمران:32).وكذلك قوله تعالى: " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ " (سورة الأنفال24) ويعتبر القرآن الكريم طاعة رسول الله صلى الله عليه وسلم طاعة لله واتباعه حبا لله حيث يقول على لسان المصطفى صلى الله عليه وسلم: " قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ " (آل عمران: من الآية31). ويحذر القرآن الكريم من مخالفة أوامر رسول الله صلى الله عليه وسلم فيقول:" فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ" (النور: من الآية63). ويحرم القرآن الكريم على المؤمنين مخالفة حكم رسول الله صلى الله عليه وسلم أو عصيان أوامره حيث يقرر:" وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالاً مُبِيناً " (الأحزاب:36).والقرآن الكريم ينفى الإيمان عن الذين يعرضون عن تحكيم الرسول صلى الله عليه وسلم في مواطن الخلاف بينهم فيقول:" فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيماً " (النساء:65).ويؤكد القرآن الكريم على أن السمع والطاعة لله وللرسول صلى الله عليه وسلم من صفات المؤمنين ومن لوازم الفلاح في الدنيا والآخرة فيقول: " إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَنْ يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ " (النور:51).ويقول المصطفى صلى الله عليه وسلم: " تركت فيكم أمرين لن تضلوا ما تمسكتم بهما: كتاب الله وسنتي ". ويقول صلى الله عليه وسلم: " عليكم بالسمع والطاعة وإن كان عبدا حبشيا، فإنه من يعش منكم فسيرى اختلافا كثيرا، فعليكم بسنتي، وسنة الخلفاء الراشدين المهتدين، عضوا عليها بالنواجذ، وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل بدعة ضلالة ".ويقول صلى الله عليه وسلم : " كل أمتي يدخلون الجنة إلا من أبى " قالوا: يا رسول الله، ومن يأبى؟ ".قال صلى الله عليه وسلم : " من أطاعني دخل الجنة ومن عصاني فقد أبى ".ويقول صلى الله عليه وسلم: "رحم الله امرءا سمع مقالتي فأداها كما سمعها، فرب مبلغ أوعى من سامع". وقد حذر صلى الله عليه وسلم من الكذب عليه تحذيرا شديدا فقال: " إن كذبا على ليس ككذب على أحد، ومن كذب على متعمدا فليتبوأ مقعده من النار ". ولذلك حرص صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم على نقل أخبار رسول الله صلى الله عليه وسلم بدقة بالغة على اعتبار أقواله وأفعاله وتقريراته أحكاما شرعية لا يختلفون عليها، بل يسلمون بها تسليما مطلقا، ويتبعونها اتباعا تاما، ويلزمون أنفسهم بها إلزاما كاملا، ومن هنا فقد حرصوا على حفظها وتناقل نصوصها نقلا متواترا وعلى تدوينها في حياة المصطفى صلى الله عليه وسلم وبعد مماته على الرغم من حرصه الشديد صلى الله عليه وسلم على القرآن الكريم وتدوينه قبل كل شيء فقال: " لا تكتبوا عنى، ومن كتب عنى غير القرآن فليمحه ".إلا أن النهى هنا كان خاصا بمن لا يؤمن عليه الغلط والخلط بين القرآن والسنة، وأنه قد نسخ بقول المصطفى صلى الله عليه وسلم لعبد الله ابن عمرو: " اكتب عنى فوالذى نفسى بيده ما خرج من فمي إلا الحق ".وعلى الرغم من ذلك كله فقد حمل أعداء الإسلام على السنة النبوية المطهرة وهاجموها وشككوا في حجيتها وفى صدق جامعيها ورواتها من أعلام الصحابة والتابعين وتابعي التابعين. ومن المؤسف حقا أن يتبع أعداء الإسلام في ذلك نفر من أبناء المسلمين الذين انخدعوا بمناهج المستشرقين والمؤرخين الغربيين وهو منهج كاذب لجهلهم بحقائق الإسلام وتراثه ولحقدهم الدفين على الإسلام والمسلمين، ولتعصبهم الأعمى وغرورهم واستعلائهم على معرفة الحق.ونحن لا ننكر أن محاولات كل الحاقدين م المشركين والكافرين والمنافقين والزنادقة والشعوبيين في الدس على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفى وضع الحديث، وأن الخلافات السياسية التي أثارها هؤلاء في أواخر خلافة سيدنا عثمان رضى الله عنه وفى خلافة سيدنا علىّ رضى الله عنه كانت من الأسباب المشجعة على وضع الحديث إلا أن جهود علماء المسلمين من أجل تحقيق السنة وتنقيتها من دس الوضاعين قد فاقت جهود التحقيق في أي مجال آخر، وقد سلكو من أجل تحقيق ذلك طرقا في النقد والتمحيص لم يسبقوا بها من تمحيص إسناد الحديث والتوثق منه، وأنشأوا من أجل ذلك من العلوم ما لم تعرفه البشرية من قبل مثل علم الجرح والتعديل، وعلم مصطلح الحديث، وغيرها من علوم الحديث التي فاقت الخمسة والستين علما، وبذلك قسموا الحديث إلى صحيح وحسن وضعيف وتمكنوا من تدوين السنة النبوية المطهرة، كما لم يدون علم من العلوم الإنسانية من قبل ولا من بعد.وردا لهذه الدعوة الباطلة المشبوهة اخترت في هذا الكتيب عددا محدودا من أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم التي أشارت إلى بعض أشياء الكون وظواهره شارحا ما جاء فيها من حقائق كونية، ودقة تعبيرية، وصياغة علمية سلسة، وسبق بين بالإشارة إلى تلك الحقائق أو الظواهر والسنن التي لم تصل إلى إدراك الإنسان إلا منذ عقود قليلة، وقد تكلم بها المصطفى صلى الله عليه وسلم من قبل أربعة عشر قرنا، وهذا السبق يؤكد جانبا من جوانب الإعجاز في أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ألا وهو الإعجاز العلمي الذي لم يسبق أن لقي اهتماما كافيا من علماء الحديث، ولا من المشتغلين بجوانب الإعجاز العلمي في كتاب الله. وهذا الجانب الإعجاز العلمي هو أحد جوانب الإعجاز العديدة في أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو وحده كاف لدحض دعاوى المبطلين، وتشكيك المشككين في صدق رواة الحديث ودقة جامعيها، والدعوة الباطلة إلى إسقاط حجيتها، مع تسليمنا بأن هناك من الأحاديث الضعيف، والغريب، والموضوع، والمضطرب، والشاذ، والمردود، والمتروك، والمعل، والمنكر وغيرها من الأحاديث التي لا يؤخذ بها، والتي قام علماء الحديث بغربلتها غربلة دقيقة في تصانيفهم لها. وعلماء الحديث بصفة عامة وعلماء الجرح والتعديل بصفة خاصة قد أعطوا علم الحديث من جهدهم ما أغنانا عن الخوض في كلام دسه أعداء الإسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم زورا وبهتانا، وكان علم الحديث مدرسة تعلم منها الغرب معنى التوثيق العلمي الصحيح.

الضوابط اللازمة للتعامل مع قضية الإعجاز العلمي للسنة النبوية المطهرة:

أولا: تعريف لفظة "الإعجاز" (الإعجاز) لفظة مشتقة من إثبات (العجز) وهو الضعف وعدم القدرة. يقال: (عجز) عن كذا: أي لم يقدر عليه، فهو (عاجز) عن الإتيان به، وجمعه (عواجز). يقال: (عجز) (عجزا) و(عجوزا)، و(عجزانا) و(معجزا) بفتح الجيم وكسرها، و(معجزة) أيضا بفتح الجيم وكسرها، ولذا يقال: رجل (عجز) بضم الجيم وكسرها أي (عاجز)، وامرأة (عاجزة) و(عاجز)، كما يقال: (عجزه) الشيء أو الأمر بمعنى فاته ولم يقدر عليه.ويقال: (عجزه) و(أعجزه) و(استعجزه) أى صيره (عاجزا) نسبة إلى (العجز)، وتستعار لمعنى التثبيط أى بمعنى ثبطه.كما يقال: (عاجزه) (معاجزة) أى سابقة مسابقة، و(تعجز) أى ادعى (العجز) ؛ و(الأعجز) هو العظيم العجز ومؤنثه (العجزاء) و(المعجاز) هو الدائم العجز، و(المعجوز) الذي (أعجز).ويقال: (عجز) (عجوزا) أي صار (عجوزا)، و(العجوز) وجمعه (عجز) و(عجائز) المرأة المسنة.و(العجز) وجمعه (أعجاز) مؤخر الشيء أو الجسم (وتكتب بفتح الجيم وكسرها وضمها وبفتح العين وضم الجيم أو كسرها)، و(عجز) بيت الشعر هو الشطر الثاني منه، و(أعجاز) النخل هي أصولها.ويقال: (أعجز) في الكلام أي أدى لمعانيه بأبلغ الأساليب. و(الإعجاز) بمعنى السبق والفوت مصدر من (أعجز). وعلى ذلك تعرف (المُعْجِزة) وجمعها (المعجزات) بأنها الأمر الخارق للعادة، السالم من المعارضة، المقرون بالتحدي لعجز البشر عن الإتيان بمثله.وإعجاز السنة النبوية المطهرة معناه (عَجْز) الخلق أجمعين في زمن الوحي، ولقرون متطاولة من بعده عن الإتيان بشيء من مثلها وذلك لما احتوته من حق وعلم سابق لزمانه بأكثر من عشرة قرون كاملة.وإثبات الإعجاز العلمي لأقوال الرسول الخاتم - صلى الله عليه وسلم في عصر التقدم العلمي والتقني الذي نعيشه هو من أنسب وسائل الدعوة إلى دين الله تعالى باللغة التي يفهمها أهل عصرنا، وهى لغة العلم فوجود كم هائل من الحقائق العلمية التي لم تصل إليها العلوم المكتسبة إلا في العقود المتأخرة من القرن العشرين في أقوال نبي أمي صلى الله عليه وسلم بعث في أمة كانت غالبيتها الساحقة من الأميين من قبل أربعة عشر قرنا لمما يقطع له بالنبوة وبالرسالة. وفى سبيل إثبات ذلك لابد من توظيف الحقائق العلمية القاطعة التي حسمها العلم والتي لا رجعة فيها، وهذا الالتزام واجب حتمي في التعرض لإثبات الإعجاز العلمي لأحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم كلها باستثناء الأحاديث المتعلقة بالأمور الغيبية غيبة كاملة من مثل الذات الإلهية، الملائكة، الجن، الروح، حياة البرزخ، البعث، الحساب، الميزان، الصراط، الجنة والنار، ومن مثل قضايا الخلق بأبعادها الثلاثة: خلق الكون، خلق الحياة، وخلق الإنسان، وقضايا إفناء ذلك كله وإعادة خلقه من جديد لأن عمليات الخلق قد تمت في غيبة كاملة من وعى الإنسان، ولكن الله تعالى قد أبقى لنا في صخور الأرض وفى صفحة السماء من الشواهد الحسية ما يمكن أن يعين الإنسان بإمكانياته المحدودة في الوصول إلى تصور ما عن عملية الخلق إلا أن هذا التصور يبقى في مجال الفروض والنظريات، ولا يمكن أن يرقى إلى مقام الحقيقة أبدا، لأن الحقيقة العلمية لابد وأن تكون واقعة تحت حس الإنسان وإدراكه على الرغم من محدودية ذلك الحس وهذا الإدراك. ومن هنا فإن العلوم المكتسبة لا يمكن لها أن تتجاوز مرحلة التنظير أبدا في هذه القضية قضية الخلق بأبعادها الثلاثة وتتعدد النظريات في تفسير خلق كل من الكون والحياة والإنسان بتعدد خلفيات واضعيها: من الإيمان أو الكفر، والتوحيد أو الشرك، والسعادة أو الشقاء، والجدية أو الهزل، والاستقامة أو الانحراف وغير ذلك من الخلفيات التي تحكم صياغة النظريات العلمية. وفى هذا الخضم المتلاطم من الفروض والنظريات يبقى للمسلم نور من الله تعالى في آية قرآنية كريمة أو في حديث نبوي شريف مرفوع إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يمكن أن يعينه على الارتقاء بإحدى هذه النظريات إلى مقام الحقيقة لا لأن العلوم المكتسبة قد أثبتت ذلك ولكن لمجرد وجود إشارة إلى تلك الحقيقة في كتاب الله الخالق أو في سنة رسوله صلى الله عليه وسلم ونكون في هذه الحالة قد انتصرنا للعلم بالقرآن الكريم أو بسنة خاتم الأنبياء والمرسلين صلى الله عليه وسلم ولم ننتصر بالعلم لأي منهما. أما باقي الإشارات العلمية التي جاءت في أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم متعلقة بالأشياء المحسوسة المدركة من أمور هذا الكون.فلا يجوز أن يوظف في الاستشهاد على سبقها العلمي إلا بالحقائق القطعية الثابتة التي لا رجعة فيها وبالضوابط المنهجية التالية:
حسن فهم النص اللغوي للحديث النبوي الشريف وفق دلالات الألفاظ، وقواعد اللغة، وأساليب التعبير فيها على ألا يخرج اللفظ من الحقيقة إلى المجاز إلا بقرينة كافية، وعند الضرورة اللازمة.
فهم مناسبة الحديث إن وجدت، وتحديد درجته.
جمع الروايات المختلفة للحديث الواحد إن وجدت .
جمع الأحاديث المتعلقة بالموضوع الواحد إن وجدت ورد بعضها إلى بعض، بمعنى فهم دلالة كل منها في ضوء الآخر فأحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم يفسر بعضها بعضا كما تؤيده الآيات القرآنية الكريمة، ولذلك يجب توظيف كل الآيات القرآنية المتعلقة بموضوع الحديث النبوي الشريف من أجل حسن فهمه كلما توفرت تلك الآيات مراعاة سياق الحديث كاملا دون اجتزاء للنص مراعاة قاعدة أن العبرة هي بعموم لفظ الحديث لا بخصوص السبب في قوله توظيف الحقائق العلمية القاطعة في الاستشهاد على سبق الحديث أو الأحاديث النبوية الشريفة بالإشارة إلى تلك الحقائق وذلك في جميع القضايا المدركة الملموسة والتي أشار إليها الحديث النبوي الشريف ووصل العلم المكتسب فيها إلى الحقيقة, أما في القضايا التي لم يصل فيها العلم إلى حقيقة بعد فيمكن الاستفادة بالحديث النبوي الصحيح وبآيات القرآن الكريم في الارتقاء بإحدى النظريات المطروحة إلى مقام الحقيقة أو الوصول إلى حقيقة أخرى يفصلها القرآن الكريم أو السنة النبوية المطهرة وذلك من مثل أحاديث الخلق والإفناء والبعث
عدم التكلف، أو محاولة لى أعناق كلمات الحديث من أجل موافقتها للحقيقة العلمية وذلك لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم معصوم في أمر الدين. والقرآن الكريم يصفه بأنه: " وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى. إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى. عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى " (لنجم:35)
عدم الخوض في القضايا الغيبية غيبة مطلقة كالذات الإلهية، والملائكة والجن والروح، وحياة البرزخ، وقيام الساعة، والبعث، والحساب، والميزان، والصراط، والجنة، والنار وغيرها والتسليم بالنصوص الواردة فيها تسليما إيمانيا كاملا انطلاقا من الإيمان ببعثة النبي الخاتم صلى الله عليه وسلم وأنه لا ينطق عن الهوى، ويقينا بعجز الإنسان عجزا كاملا عن الوصول إلى مثل هذه الغيبيات المطلقة.
التأكيد على أن وصف أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم للآخرة ومشاهدها لا يمكن تفسيره تفسيرا علميا، وذلك لأن الآخرة لها من السنن والقوانين ما يغاير سنن الدنيا مغايرة كاملة، وأنها لا تحتاج هذه السنن الدنيوية الرتيبة، لحدوثها فجأة بأمر من الله تعالى، وأن ما ترك الله لنا في كل من صخور الأرض وصفحة السماء من الشواهد الحسية على فناء الكون هو من قبيل مساعدتنا على فهم حتمية حدوث ذلك وليس على فهم كيفية حدوثه
ضرورة مراعاة التخصص الدقيق في مراحل إثبات وجه الإعجاز العلمي في الحديث النبوي الشريف لأن الإعجاز العلمي مجال تخصصي على أعلى مراتب التخصص فلا يجوز الخوض فيه من قبل كل خائض، كما لا يمكن لفرد واحد أن يغطى تحقيق كل جوانب الإعجاز العلمي في أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم وهى تغطى مساحة هائلة من العلوم المكتسبة تمتد من علم الأجنة إلى علم الفلك وما بينهما من مختلف العلوم والمعارف الإنسانية. ضرورة التفريق بين المحقق للإشارة العلمية في حديث من أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم والراوي للتحقيق مع ضرورة الإشارة إلى المحقق الأول في كل حالة.
التأكيد على أن ما وصل إليه المحقق العلمي في فهم دلالة الإشارة العلمية في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس منتهى الفهم لها أو للحديث ذاته فقد يأتي من بعده ما يرى في تلك الإشارة ما لم يره هو لأن الله تعالى قد آتى خاتم أنبيائه ورسله صلى الله عليه وسلم جوامع الكلم.
ضرورة مراعاة أن نص الحديث النبوي الشريف قد ينطبق على حقيقة علمية ثابتة ولكن ذلك لا ينفى مجازا مقبولا بقرينة منطقية معقولة مقصودا بنص حديث أقره رسول الله صلى الله عليه وسلم أو أحد أصحابه الكرام.
عدم التقليل من جهود العلماء السابقين في محاولاتهم الجادة لفهم دلالة أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم في حدود المعلومات التي كانت متاحة لهم في زمانهم.
التفريق بين قضيتي التفسير العلمي للإشارات الكونية في أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم . وما فيها من سبق بالإشارة إلى تلك الحقائق يقدر بأكثر من عشرة قرون كاملة وهو ما يعرف باسم الإعجاز العلمي للأحاديث النبوية الشريفة وذلك لأنه لم يكن ممكنا لأي من البشر الوصول إليها عن طريق العلوم المكتسبة أبدا في زمن الوحي، ولا لقرون عديدة من بعده.
الأخذ في الاعتبار إمكانية الانطلاق من الحديث النبوي الشريف للوصول إلى حقيقة كونية لم تتوصل العلوم المكتسبة إلى شيء منها بعد. انطلاقا من الإيمان الكامل بأن رسول الله صلى الله عليه وسلم لا ينطق عن الهوى
احترام كل حديث محقق منسوب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم لمجرد هذه النسبة إليه، فإن فهمه المسلم عمل به، وإن لم يفهمه توقف دون التجرؤ على كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم . وضرورة الرجوع إلى علماء الحديث في الحكم على سنده ودرجة قوته
استخدام الحق العلمي الوارد في أقوال رسول الله صلى الله عليه وسلم وسيلة من وسائل إزالة الغرابة عن الحديث أو رفع درجته لأنه ليس كل حديث غريب أو ضعيف بغير صحيح.
يجب تحرى الدقة الكاملة في التعامل مع أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم وإخلاص النية في ذلك، والتجرد لهذا التعامل من كل غاية وتذكر قول رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من كذب على متعمدا فليتبوأ مقعده من النار ". قائمة ببعض الأحاديث النبوية الشريفة المحتوية على إشارات كونية:
حدثنا أبو معمر حدثنا عبد الوارث حدثنا حسين عن يحيى ابن أبى كثير قال حدثني محمد بن إبراهيم أن أبا سلمة حدثه أنه كانت بينه وبين أناس خصومة فذكر لعائشة رضى الله عنها فقالت: ياأبا سلمة اجتنب الأرض فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " من ظلم قيد شبر من الأرض طوقه من سبع أرضين " (أخرجه البخاري).
حدثنا سعيد بن منصور حدثنا اسماعيل بن زكريا عن مطرف عن بشر أبى عبد الله عن بشير بن مسلم عن عبد الله بن عمرو ابن العاص قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا يركب البحر إلا حاج أو معتمر أو غاز في سبيل الله فإن تحت البحر نارا ً وتحت النار بحرا ً " (أخرجه أبو داود).
حدثنا محمد بن نشار حدثنا يزيد بن هارون حدثنا العوام بن حوشب عن سليمان بن أبى سليمان عن أنس بن ماللك عن النبي صلى الله علي وسلم قال: " لما خلق الله الأرض جعلت تميد فخلق الجبال فعاد بها عليها فاستقرت فعجبت الملائكة من شدة الجبال قالوا: يا رب هل من خلقك شيء أشد من الجبال؟ قال: نعم الحديد. قالوا: يا رب فهل من خلقك شيء أشد من النار؟ قال: نعم النار. فقالوا: يا رب فهل من خلقك شيء أشد من النار؟ قال: نعم الماء. فقالوا رب، فهل من خلقك شيء أشد من الماء؟ قال: نعم الريح. قالوا: يا رب فهل من خلقك شيء أشد من الريح؟ قال: نعم ابن آدم تصدق بصدقة بيمنه يخفيها من شماله " ( أخرجه احمد والترمذي).
حدثنا عبد الله بن مسلمة عن مالك عن صالح بن كيسان عن عبيد الهه بن عبد الله بن عتبة بن مسعود عن زيد بن خالد الجهنمي أنه قال: صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الصبح بالحديبية على إثر سماء كانت من الليلة فلما انصرف أقبل على الناس فقال " هل تدرون ماذا قال ربكم؟ قالوا: الله ورسوله أعلم قال: قال أصبح من عبادي مؤمن بي وكافر فأما من قال مطرنا بفضل الله ورحمته فذلك مؤمن بي وكافر بالكواكب وأما من قال بنوء كذا وكذا فذلك كافر بي ومؤمن بالكوكب " (أخرجه البخاري).
حدثنا هشام بن عمار حدثنا الوليد بن مسلم قال: قال عبد الله ابن المؤمل أنه سمع أبا الزبير يقول: سمعت جابر بن عبد الله يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " ماء زمزم لما شرب له " (أخرجه ابن ماجة) .
حدثني عبد الله بن عبد الرحمن الدارمي أخبرنا يحيى بن حسان حدثنا سليمان بن بلال عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " لا يجوع أهل بيت عندهم التمر"(أخرجه مسلم) .(7)عن أبى هريرة رضى الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: " لن تقوم الساعة حتى تعود أرض العرب مروجا ً وأنهارا ً " (أخرجه مسلم).
حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا عبد الواحد حدثنا عمارة حدثنا أبو زرعة حدثنا أبو هريرة رضى الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا تقوم الساعة حتى تطلع الشمس من مغربها فإذا رآها الناس آمن من عليها فذاك ( حين لا ينفع نفسا ً إيمانها لم تكن آمنت من قبل" (أخرجه البخاري).
حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب عن الزهري قال سعيد بن المسيب أخبرني أبو هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " لا تقوم الساعة حتى تخرج نار من أرض الحجاز تضيء أعناق الإبل ببصرى " أخرجه مسلم.
يروى عن قبيصة بن المخارق رضى الله عنه أنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " العيافة والطيرة والطرق من الجبت " (أخرجه البخارى).
حدثنا محمود بن خالد الدمشقي حدثنا سليمان بن عبد الرحمن أبو أيوب عن ابن أبى مالك عن أبيه عن عطاء بن أبى رباح عن عبد الله بن عمر قال: " أقبل علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: " يا معشر المهاجرين خمس إذا ابتليتم بهن وأعوذ بالله أن تدركوهن: لم تظهر الفاحشة في قوم قط حتى يعلنوا بها إلا فشا فيهم الطاعون والأوجاع التي لم تكن في أسلافهم الذين مضوا ولم ينقصوا المكيال والميزان إلا أخذوا بالسنين وشدة المئونة وجور السلطان عليهم ولم يمنعوا زكاة أ موالهم إلا منعوا القطر من السماء ولولا البهائم لم يمطروا ولم ينقضوا عهد الله وعهد رسوله إلا سلط الله عليهم عدوا من غيرهم فأخذوا بعض ما في أيديهم وما لم تحكم أئمتهم بكتاب الله ويتخيروا مما أنزل الله إلا جعل الله بأسهم بينهم " (أخرجه ابن ماجه).
عن أبى هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " كل ابن آدم يأكله التراب إلا عجب الذنب منه خلق ومنه يركب " أخرجه مسلم
عن أبى هريرة رضى الله عته أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " صوموا تصحوا " (أخرجه الطبراني).
حدثنا أبو نعيم حدثنا زكريا عن عامر قال سمعت النعمان بن بشير يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " الحلال بين والحرام بين وبينهما أمور مشبهات لا يعلمها كثير من الناس فمن اتقى المشبهات استبرأ لدينه وعرضه ومن وقع في الشبهات كراع يرعى حول الحمى يوشك أن يواقعه ألا وإن لكل شيء ملك حمى ألا إن حمى الله محارمه ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهى القلب " ( أخرجه البخاري).
عن النعمان بن بشير رضى الله عنهما عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: " ترى المؤمنين في تراحمهم و توادهم وتعاطفهم كمثل الجسد إذا اشتكى عضو تداعى له سائر جسده بالسهر والحمى " (أخرجه البخاري).
حدثنا عبد الله بن يوسف قال أخبرنا مالك عن أبى الزناد عن الأعرج عن أبى هريرة رضى الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لولا أن أشق على أمتي أو على الناس لأمرتهم بالسواك مع كل صلاة " (أخرجه البخاري).
روى ابن مسعود عن رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ما من عام بأقل مطرا من عام" ( أخرجه الإمام البيهقى).
حدثنا يحيى بن بكير حدثنا الليث عن عقيل عن ابن شهاب قال أخبرني أبو سلمة وسعيد بن المسيب أن أبا هريرة أخبرهما أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "في الحبة السوداء شفاء من كل داء " (أخرجه البخاري).
حدثنا يحيى بن موسى حدثنا عبد الرزاق عن معمر عن زيد ابن أسلم عن أبيه عن عمر بن الخطاب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " كلوا الزيت وادهنوا به فانه من شجرة مباركة " (أخرجه الترمذي)
حدثنا أبو نعيم حدثنا أبو سفيان عن عبد الملك عن عمرو بن حريث عن سعيد بن زيد رضى الله عنه عن سعيد بن زيد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الكمأة من المن وماؤها شفاء للعين " (أخرجه البخاري)
حدثنا شهاب بن عباد قال حدثنا إبراهيم بن حميد عن إسماعيل عن قيس قال سمعت أبا مسعود يقول قال النبي صلى الله عليه وسلم: " إن الشمس والقمر لا ينكسفان لموت أحد من الناس ولكنهما آيتان من آيات الله فإذا رأيتموهما فقوموا فصلوا " (أخرجه البخاري).
حدثنا أبو بكر بن أبى شيبة وإسحق بن إبراهيم وعبد الله بن عمر بن أبان كلهم عن حسين قال أبو بكر: حدثنا حسين بن على الجعفى عن مجمع بن يحيى عن سعيد بن أبى بردة عن أبى بردة عن أبيه قال: صلينا المغرب مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قلنا: لو جلسنا حتى نصلى معه العشاء قال: فجلسنا فخرج علينا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما زلتم ها هنا قلنا: يا رسول الله صلينا معك المغرب ثم قلنا نجلس حتى نصلى معك العشاء قال أحسنتم أو أصبتم قال فرفع رأسه إلى السماء فقال: النجوم أمنة للسماء فإذا ذهبت النجوم أتى السماء ما توعد وأنا أمنة لأصحابي فإذا ذهبت أتى أصحابي ما يوعدون وأصحابي أمنة لأمتي فإذا ذهب أصحابي أتى أمتي ما يوعدون" (أخرجه مسلم).
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن الله أنزل أربع بركات من السماء إلى الأرض: الحديد والنار والماء والملح " (أخرجه القرطبي).
حدثنا مسلم بن إبراهيم حدثنا شعبة عن سماك عن علقمة بن وائل عن أبيه ذكر طارق بن سويد أو سويد بن طارق سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن الخمر فنهاه ثم سأله فنهاه فقال له يا نبي الله إنها دواء قال النبي صلى الله عليه وسلم: " لا ولكنها داء " (أخرجه أبو داود). وفى رواية أخرى:حدثنا محمد بن عبادة الواسطي حدثنا يزيد بن هارون أخبرنا إسماعيل بن عياش عن ثعلبة بن مسلم عن أبى عمران الأنصاري عن أم الدرداء عن أبى الدرداء قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن الله أنزل الداء والدواء وجعل لكل داء دواء فتداووا ولا تداووا بحرام " (أخرجه أبو داود)
حدثني عبد الله بن عبد الوهاب حدثنا بشر بن المفضل حدثنا سعيد بن أبى عروبة عن قتادة عن أنس بن مالك أن أهل مكة سألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يريهم آية " فأراهم القمر شقتين حتى رأوا حراء بينهما " (أخرجه البخاري). (26) حدثني هارون بن سعيد الأيلى حدثنا عبد الله بن وهب أخبرني معاوية يعنى ابن صالح عن على بن أبى طلحة عن أبى الوداك عن أبى سعيد الخدري سمعه يقول: سئل الرسول صلى الله عليه وسلم عن العزل فقال: " ما من كل الماء يكون الولد وإذا أراد الله خلق شيء لم يمنعه شيء " (أخرجه مسلم).حدثنا حسين بن الحسن حدثنا أبو كدينة عن عطاء بن السائب عن القاسم بن عبد الرحمن عن أبيه عن عبد الله قال مر يهودي برسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يحدث أصحابه فقالت قريش يا يهودي إن هذا يزعم أنه نبي فقال: لأسألنه عن شيء لا يعلمه إلا نبي قال: فجاء حتى جلس ثم قال: يا محمد مم يخلق الإنسان؟ قال: " يا يهودي من كل يخلق من نطفة الرجل ومن نطفة المرأة فأما نطفة الرجل فنطفة غليظة منها العظم والعصب وأما نطفة المرأة فنطفة رقيقة منها اللحم والدم فقام اليهودي فقال هكذا كان يقول من قبلك " (أخرجه الإمام أحمد). (27) حدثنا أبو بكر بن شيبة حدثنا أبو أسامة عن عمر بن حمزة عن سالم بن عبد الله أخبرني عبد الله بن عمر: قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " يطوى الله عز وجل السماوات يوم القيامة ثم يأخذهن بيده اليمنى ثم يقول أنا الملك أين الجبارون؟ أين المتكبرون؟ ثم يطوى الأرضين بشماله ثم يقول أنا الملك أين الجبارون؟ أين المتكبرون؟ "
حدثنا عبد الله بن عبد الرحمن الدارمي حدثنا أبو على الحنفي حدثنا مالك وهو ابن أنس عن أبى الزبير المكي أن أبا الطفيل عامر بن واثلة أخبره أن معاذ بن جبل أخبره قال: خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم عام غزوة تبوك فكان يجمع الصلاة فصلى الظهر والعصر جميعا والمغرب والعشاء جميعا حتى إذا كان يوما أخر الصلاة ثم خرج فصلى المغرب والعشاء جميعا ثم قال " إنكم ستأتون غدا إن شاء الله تعالى عين تبوك وإنكم لن تأتوها حتى يضحي النهار فمن جاءها منكم فلا يمس ماءها شيئا حتى آتى " فجئناها وقد سبقنا إليها رجلان والعين مثل الشراك تبصر بشيء من ماء قال فسألهما رسول الله صلى الله عليه وسلم: " هل مسستما من مائها شيئا " قالا: نعم فقال لهما النبي صلى الله عليه وسلم:" ما شاء الله أن يقول قال: ثم غرفوا بأيديهم من العين قليلا قليلا حتى اجتمع شيء قال: وغسل رسول الله فيه يديه ووجهه ثم أعاده فيها فجرت العين بماء منهمر كثير الصب والدفع أو قال: غزير حتى استقى الناس ثم قال صلى الله عليه وسلم: " يوشك يا معاذ إن طالت بك حياة أن ترى ما ههنا قد ملئ جنانا " (أخرجه الإمام مسلم).
حدثنا آدم حدثنا شعبة حدثنا محمد بن زياد قال: سمعت أبا هريرة يقول: قال النبي صلى الله عليه وسلم " صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته، فإن غم عليكم فأكملوا عدة شعبان ثلاثين يوما ً " (أخرجه البخاري.)
عن ابن عباس رضى الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل: هذه المغارب أين تغرب؟ وهذه المطالع من أين تطلع؟ فقال صلى الله عليه وسلم: " هي على رسلها لا تبرح ولا تزول، تغرب عن قوم وتطلع على قوم، وتغرب عن قوم وتطلع، فقوم يقولون غربت، وقوم يقولون طلعت " (أخرجه أبو إ**** الهمداني).
عن عبد الله بن عمر (رضي الله عنهما) الذي يروي فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم: " مفاتيح الغيب خمس لا يعلمها إلا الله: لا يعلم ما في غد إلا الله، ولا يعلم ما تغيض الأرحام إلا الله، ولا يعلم متى يأتي المطر أحد إلا الله، ولا تدري نفس بأي أرض تموت، ولا يعلم متى تقوم الساعة إلا الله " (أخرجه البخاري).
يروى عن رسول الله صلى عليه وسلم: " كانت الكعبة خشعة على الماء فدحيت منها الأرض ".
روى مجاهد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قوله: " إن الحرم حرم مناء من السماوات السبع والأرضيين السبع " أخرجه البيهقى.
حدثنا محمد بن المثنى حدثنا عبد الوهاب حدثنا أيوب بن محمد بن سيرين عن أبى بكرة رضى الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق الله السماوات والأرض، السنة إثنا عشر شهرا فيها أربعة حرم ثلاثة متواليات ذو القعدة وذو الحجة والمحرم ورجب مضر الذي بين جمادى وشعبان
حدثنا محمد بن سلام قال أخبرنا عبد الوهاب الثقفي قال حدثنا خالد الحذاء عن أبى المنهال عن أبى برزة: " إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يكره النوم قبل العشاء والحديث بعدها "(أخرجه البخاري).
حدثني عبد الله بن عبد الرحمن الدارمي أخبرنا يحيى بن حسان أخبرنا سليمان بن بلال عن هشام بن عروة عن أبيه عن السيدة عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال " نعم الأُدْم أوالإدام الخل" (أخرجه مسلم).
حدثنا يحيى بن جعفر حدثنا عبد الرازق عن معمر عن همام عن أبى هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " خلق الله آدم على صورته، طوله ستون ذراعا، فلما خلقه قال اذهب فسلم على أولئك النفر من الملائكة جلوس فاستمع ما يحيونك، فإنها تحيتك وتحية ذريتك، فقال: السلام عليكم، فقالوا: السلام عليكم ورحمة الله، فزادوه: ورحمة الله، فكل من يدخل الجنة على صورة آدم، فلم يزل الخلق ينقص بعد حتى الآن " (أخرجه البخاري).
روى الأمام البخاري عن أبي هريرة رضى الله عنه أن رجلا أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، ولد لي غلام أسود. فقال: " هل لك من إبل؟ " قال: نعم. قال: "ما ألوانها؟" قال: حمر قال:"هل فيها من أورق؟قال:" فأنى ذلك؟ ". قال: لعل نزعه عرق. قال: " فلعل ابنك هذا نزعة عرق " (أخرجه البخاري).
جاء في كل من سنن ابن ماجه، وجامع الترمذي ومستدرك الحاكم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " عليكم بالسنا والسنوات، فإن فيهما شفاء من كل داء إلا السام " أخرجه ابن ماجة.
حدثنا يحيى بن بكير حدثنا الليث عن عقيل عن ابن شهاب عن عروة عن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم: أنها كانت إذا مات الميت من أهلها فاجتمع لذلك النساء ثم تفرقن إلا أهلها وخاصتها أمرت ببرمة من تلبينة فطبخت ثم صنع ثريد فصبت التلبينة عليها ثم قالت: كلن منها فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " التلبينة مجمة لفؤاد المريض تذهب ببعض الحزن " أخرجه البخاري.
روى الهيثمي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قوله: " لو تعلم أمتي ما في الحلبة لاشتروا ولو بوزنها ذهبا ً" (أخرجه الهيثمى).
روى الإمام البيقهي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال في العدس: "أكله يرقق القلب، ويدمع العين، ويذهب الكبر " (أخرجه البيهقى).
عن عبد الله بن عمر رضى الله عنهما أنه قال: " نهى رسول الله صلي الله عليه وسلم عن أكل لحم الجلالة وألبانها" أخرجه الترمذي.
عن رسول الله أنه قال: " الطهور شطر الإيمان، والحمد لله تملأ الميزان، وسبحان الله والحمد لله تملآن أوتملأ ما بين السماوات والأرض والصلاة نور، والصدقة برهان، والصبر ضياء، والقرآن حجة لك أو عليك، كل الناس يغدو، فبائع نفسه، فمعتقها أو موبقها " (أخرجه مسلم).
روى أبو الدرداء رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " لو قلت أن فاكهة نزلت من الجنة قلت التين، لأن فاكهة الجنة بلا عجم كلوا منه فإنه يقطع البواسير وينفع النقرس " (أخرجه القرطبي)
روى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: " ما من رمانة إلا وفيها حبة من رمان الجنة ".
روى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قوله: " الفطرة خمس أو خمس من الفطرة: الختان والاستحداد، ونتف الإبط وتقليم الأظفار وقص الشارب " (أخرجه البخاري).
عن أم المؤمنين السيدة عائشة (رضى الله عنها) أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " إنه خلق كل إنسان من بني آدم على ستين وثلاثمائة مفصل، فمن كبر الله، وحمد الله، وسبح الله، واستغفر الله، وعزل حجرا ً من طريق الناس أو شوكة أو عظما ً عن طريق الناس، وأمر بمعروف، ونهى عن منكر عدد تلك الستين والثلاثمائة سلامى فإنه يمشى يومئذ وقد زحزح نفسه عن النار " (أخرجه مسلم).
عن أبي هريرة رضى الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " إذا وقع الذباب في شراب أحدكم فليغمسه ثم لينزعه، فإن في إحدى جناحيه داء وفي الآخر شفاء " أخرجه البخاري.
عن أبي هريرة قال: " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما ً بارزا ً للناس فأتاه رجل فقال: يا رسول الله، متى الساعة؟ فقال: ما المسئول عنها بأعلم من السائل ولكن سأخبرك عن أشراطها: إذا ولدت الأمة ربتها فذاك من أشراطها وإذا كانت الحفاة العراة رءوس الناس فذاك من أشرطها، وإذا تطاول رعاء سسس الغنم في البينان فذاك من أشراطها في خمس لا يعلمهن إلا الله فتلا رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن الله عنده علم الساعة وينزل الغيث ويعلم ما في الأرحام " الآية...(أخرجه ابن ماجة).عن عبد الله بن مسعود حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو الصادق المصدوق " إن أحدكم يجمع في بطن أمه أربعين يوما ً ثم يكون علقة مثل ذلك ثم يكون مضغة مثل ذلك ثم يبعث الله إليه ملكا ً بأربعة كلمات فيكتب عمله وأجله ورزقه وشقي أم سعيد ثم ينفخ فيه الروح فإن الرجل ليعمل بعمل أهل النار حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل الجنة فيدخل الجنة وإن الرجل ليعمل بعمل أهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل النار فيدخل النار " (أخرجه البخاري). عن جابر بن عبد الله بلفظه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " إن كان في شيء من أدويتكم شفاء ففي شرطة محجم أو لذعة نار وما أحب أن أكتوى " (أخرجه البخاري).عن أم المؤمنين السيدة عائشة (رضي الله عنها) أنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " يحرم من الرضاعة ما يحرم من النسب " (أخرجه مسلم).









آخر مواضيعي

0 ماهو رأيك بكل صدق وامانة ؟؟؟
0 مسابقة من هـو الصحــابـي ؟
0 يا أيها الذين آمنوا إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر الله
0 يا أيها الذين آمنوا إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر الله
0 سبحان الله - فهد يأكل القردة ويحن على ابنها ويعتني به
0 خطة عملية لمعرفة مكانة النبي صلى الله عليه وسلم في قلبك
0 إلا تنصروه فقد نصره الله
0 نحو فهم ٍ صحيح لقوله تعالى { إن كيدكن عظيم }
0 نحو فهم ٍ صحيح لقوله تعالى { إن كيدكن عظيم }
0 أين يقظتكم أيها المشرفون والمراقبون على القسم الإسلامي

إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
للسنة, معها, المطهرة, التعامل, العلمي, الإعجاز, النبوية, وضوابط, قضية

« لماذا توقفوا عن البناء؟ | اختبـــر\ي نفســك هل انــت\ي عصبــي\ة ؟؟؟؟.... »

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
الأساليب النبوية في التعامل مع المراهق driss972 دفاتر التربية الصحيحة 20 17-08-2015 13:47
الإعجاز العلمي و الطبي في القرآن الكريم والسنة النبوية abdomaz دفــتــر السنة و السيرة النبوية 0 02-07-2009 11:03
الوسائل التعليمية في القران والسنة النبوية المطهرة moh07 دفــتــر الـقرآن الكريم 9 17-04-2009 09:27
الإعجاز العلمي في غض البصر. a7med79 دفــتــر السنة و السيرة النبوية 4 16-04-2009 17:48
الإعجاز العلمي في السنة النبوية..(3) السواك oum hala دفــتــر السنة و السيرة النبوية 0 22-03-2009 14:26


الساعة الآن 16:45


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
جميع الحقوق محفوظة لمنتديات دفاتر © 1434- 2012 جميع المشاركات والمواضيع في منتدى دفاتر لا تعبر بالضرورة عن رأي إدارة المنتدى بل تمثل وجهة نظر كاتبها
جميع الحقوق محفوظة لمنتديات دفاتر تربوية © 2007 - 2015 تصميم النور اونلاين لخدمات الويب المتكاملة