دورة تكوينية للأساتذة المنخرطين في النادي الفلكي الجهوي بسطات

[آثار على الرمال]

في إطار تطوير الأكاديمية وتأسيسها لمجموعة من الفضاءات بالجهة، تم التفكير في إنشاء مرصد فلكي جهوي، نظرا لغياب اهتمام مجموعة من الأساتذة والتلاميذ بالفلك، خصوصا وانه يدخل ضمن الاهتمام البيئي العام. لهذا برمجت مجموعة من الزيارات والتكوينات للأساتذة المنخرطين قصد تأسيس مرصد جهوي وإقليمي من خلال التركيز على الأندية الفلكية بالمؤسسات التعليمية. في هذا الإطار نظمت أكاديمية جهة الشاوية ورديغة ونيابة إقليم سطات يوم السبت 20 يونيو 2009 بمقر المركز التربوي الجهوي يوما تكوينيا لفائدة الأساتذة المنخرطين في النادي الفلكي الجهوي من تأطير البروفسور حميد توما أستاذ بكلية العلوم بالرباط، الذي أعطى تصورا إيجابيا عن الجهة نظرا للاهتمام المتزايد بعلم الفلك ومحاولة توسيعه وتعميمه بالمؤسسات التعليمية علما بأن البروفسور أطر نفس الموضوع بابن سليمان وخريبكة. خلال اليوم التكويني افتتح البروفسور حميد توما عرضه الأول "المجموعة الجمية والخرافة القديمة" اعتبارا بأن علم الفلك ساعد الإنسان على التطور والتقويم المجري من خلال طرحه لمجموعة من الأسئلة حيث كان الإنسان قديما حينما يرى النجوم يتخوف منها ويبحث عن أجوبة والتي كانت عبارة عن خرافات نابعة من اعتقاداتهم حيث كان الاعتقاد آنذاك مثلا بأن النجوم في السماء توجد بقدر عدد الإنسان، المصريين القدامى ربطوا بعض أشكال النجوم بآلهة الشمس، الإغريق ربطوها بالدب الكبر والدب الأصغر...، أما العرب المسلمين فربطوها ببنات النعش... إذن فالإنسان القديم اعتمد على العين المجردة لتقسيم السماء إلى مناطق نجمية لها شكل هندسي تتم قراءته حسب التخيلات. كما تطرق البروفسور حميد توما إلى بعض الخطاء المرصودة بالمقرر المدرسي أو المتداولة بين الأساتذة والتلاميذ خصوصا بمقرر النشاط العلمي المستوى الرابع والخامس ابتدائي حيث يعتبر البعض الأرض بيضوية الشكل بل الصحيح كون الأرض كروية الشكل مبسطة شيء ما عند القطبين معتمدا في ذلك على مجموعة من الصور والإحصائيات ومركزا كذلك على ضرورة حث التلاميذ على أهمية المحافظة على الأرض كجزء من البيئة. خلال العرض الثاني تطرق الأستاذ الحسن طالبي رئيس النادي الفلكي بجمعية الأمل للتربية والثقافة ببنسليمان إلى موضوع مشاهدة الكواكب حيث ركز على أهمية الملاحظة بالعين التي تعتبر أساس علم الفلك ومنطلقه خصوصا وأننا نعلم بأن الكواكب يمكن رصدها بواسطة العين المجردة كما ركز الأستاذ طالبي على التمييز بين الكواكب والنجوم من خلال مجموعة من التعاريف لينتقل بعد ذلك البروفسور حميد توما إلى موضوع ثالث حول القمر والتقويم العربي الإسلامي، موضوع تفاعل معه كل الحاضرين حيث وضح الأستاذ اختلاف تحديد رؤية الهلال بين الدول الإسلامية والتي ترجع إما لطريقة رؤية الهلال أو طريقة الحساب الفلكي مع إعطاء أمثلة. وفي الأخير نوه البروفسور حميد توما باهتمام أساتذة جهة الشاوية ورديغة بعلم الفلك حيث اطلع على بعض الأعمال التي أبدع فيها الأساتذة معبرين استثمار هذه المعلومات قصد تقديمها لباقي الأساتذة والتلاميذ بالمؤسسات التعليمية من خلال تفعيل النادي الفلكي بالمؤسسة كغيره من الأندية التربوية. وفي الختام تمتع الأساتذة بملاحظة بعض أنواع التلسكوبات ومكوناتها حيث اعتمد على أحدها لمشاهدة كوكب المريخ كما استغل حلول الظلام لتوضيح بعض الأشكال النجمية (الدب الكبير، الأسد، العقرب....).

المصدر: جريدة "بيان اليوم" - 2009/06/25