تحية تربوية خالصة ، وبعد
سبق لي أن طرحت- في هذا المنتدى- مقالا للنقاش حول ظاهرة تنامي المدارس الخصوصية في الحواضر و المداشر، لم أتلق ولا رد واحد إلى حد كتابة هذه السطور ، فبدأت أتساءل عن الأسباب : هل الموضوع لا يستحق منا الاهتمام ؟ أم أن الطريقة و الاسلوب الذي عولج بهما لا ترقى الى مستوى النقاش؟ و قد تم نقله إلى هنا بطلبdriss972 المشرف على الدفتر وإليكم المقال :
المدارس الخصوصية عبركل الأرجاء
المدارس الخصوصية تنتشر كالفطرعبر كل الأرجاء، وباصات النقل المدرسي تنافس سيارات الأجر عددا عبر كل الطرقات، و رقعة اكتساح المدارس الخاصة تمتد إلى هوامش المدن ، و تلامس بعض القرى. حديث العوائل لاينضب عن تعداد محاسن التعليم الخصوصي .
في المدن مدارس عمومية تصد أبوابها وتفيض أطرها معلنة عن انتهاء مهماتها التربوية، وبعضها قد يُعرض قريبا للبيع عَلنا لتتربع عمارات أوأسواق ممتازة مكانها. أما تلك التي حكمت عليها الأقدار أن تشيد بين أحضان حي الدراويش، فما عساها سوى الأنين بكرة و أصيلا. غياب واكتضاض وهدر.. حديث العوائل الذي لا ينضب .
هذه الصورة الشبيهة بما جرى من تلاسن بين الهاتف المحمول ونظيره التابث في إحدى النصوص القرائية بالمدرسة الابتدائية ، تذكرني دائما بما هو معمول به في مجال الصحة ببلادنا ، فهناك من الخدمات ما هو خاص مؤدى عنه ، وهناك ما هو 'مجاني'عام . فأتساءل في وحدتي , والشك يساورني : هل هذا هو السبيل من أجل القضاء على الخدمات العمومية ؟ لكن سرعان ما أجيب بالنفي لأنه سبق لي ذات يوم ، أن قرأت في إحدى الاتفاقيات الدولية التي وقعتها بلادنا دون تحفظ ، أن دولة الحق و القانون ودولة الديمقراطية و دولة حقوق الإنسان و الدولة التي تحترم مواطنيها وتلك التي تسعى إلى تنمية بشرها، لابد لها أن توفر لهم ،على الأقل، تعليم وصحة بالمجان... فحمدت الله عن المستشفيات العمومية التي لن تُغلق و المدارس الوطنية التي لن تنقرض. لكن علي أن أتحملها على عللها إلى أن تصيغ هيئة الأمم المتحدة ملحقا للإعلان العالمي لحقوق الإنسان يلزم الدول بضرورة تحسين خدماتها العمومية تحت طائلة الحرمان من قروض المؤسسات المالية الدولية عند الإخلال بالوفاء .
وفي انتظار ذلك الذي لن يكون إلا بعد حرب عالمية ثالثة ، تتزايد المصحات الصحية وتكثر مدارس التعليم اللامجاني . الأرقام تتوقع استقطاب 20 بالمائة من تلاميذ هذا الوطن في حين أن واقع الأمر لم يسجل سوى نسبة 7 بالمائة ،الشيء الذي سيبرر مستقبلا التشجيع المتزايد لهذا النوع من التعليم من لدن المسؤولين عن القطاع. لهذا السبب - يا إخوتي - أدعوكم إلى استحمال زمارات سيارات التعليم الخاص وهي تلتقط المتمدرسين من زقاق أحيائكم ولم لا من على عتبات أبواب منازلكم.[IMG]http://www.************/vb/images/smilies/books.gif[/IMG]