غزة أدت الأمانة وبلغت رسالة غزة أدت الأمانة وبلغت رسالة وكشفت غمة وعلمت الأمة وجاهدت في الله ولازالت تجاهد، فجزاها الله عن هذه الأمة خير الجزاء.
نعم، لقد أدى أهل غزة الأمانة؛ دفاعا عن كرامة الأمة، وعن أرضها، وعرضها، وشرفها، ومقدساتها، لقد أدى أهل غزة الأمانة؛ بصمودهم المعجز، وثباتهم الأسطوري، وصبرهم الكبير، وتحملهم الجراح، والآلام، وتفضيل الشهادة في سبيل الله، بعز وكبرياء، وشرف وكرامة، على الموت جوعا، تحت الحصار الظالم، والظلام الدامس، والصمت الجبان، وأصناف العذاب، وألوان العقاب، وإهانة الاحتلال.
لقد بلغوا رسالة، بأن هذه الأمة لا تزال حية، تنبض بالحيوية، لا تموت أبدا، ولا تنتهي أبدا، وأنها لازالت، وستبقى دائما فيها طائفة على الحق ظاهرة، عن الدين مدافعة، تماما كما أخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، أو كما قال: لا تزال طائفة من أمتي على الدين ظاهرين، لعدوهم قاهرين، لا يضرهم من خالفهم، إلا ما أصابهم من لأواء، حتى يأتيهم أمر الله وهم كذلك، قالوا: وأين هم؟ قال: ببيت المقدس وأكناف بيت المقدس.
لقد بلغوا الرسالة الواضحة، بأن الشعب الفلسطيني موحد وراء المقاومة، ومتمسك ببرنامج المقاومة، ومتشبث بمن انتخبهم من أبنائه البررة، واحتضنهم في عز الحصار، وها هو يحتضنهم في عز ال*** والعدوان، ومتشبث بهم، ومحتضن لهم، ومدافع عنهم، ومتشبث بحقوقه كاملة غير منقوصة.
لقد كشفوا غمة ، عن هذه الأمة، بأن أرجعوا إليها روحها، وأرجعوا إليها حيويتها وحركيتها، وأرجعوا إلى شعوبها الإحساس والشعور بأنها أمة واحدة، وأنها جسد واحد، ، وأن مصيرها واحد، وذكروا القادة، بأن الالتحام مع الشعوب ، هو سر القوة، وهو سر البقاء، وبأن الصمود والصبر وقوة الإرادة هو السلاح الذي لا يقهر، وأن العزيمة والإيمان، هو السلاح الأكبر، وأن المقاومة والممانعة، هي سبيل التحرر.
لقد علموا الأمة وأعطونا دروسا في العزة والكرامة ،علمونا كيف يثبت المؤمن على مبادئه ... علمونا كيف يثق المؤمن بربه وكيف يتعلق بمولاه ، علمونا كيف يكون الصمود، وكيف تكون التضحية، وكيف يكون الثبات، وكيف يكون الدفاع عن الأرض، وكيف تكون الشهادة في سبيل الله.
بعد مرور أكثر من أسبوع من ال*** الجوي والهجوم البري والبحري، والحصار، لازلنا نرى الصمود والثبات على الميدان، ولم نر أهل غزة يغادرونها أو يخرجون منها، بل رأينا من كان عالقا خارجها يعود إليها، ولم نر أهلها ينادون بالاستسلام، أو يرفعون رايات بيضاء، بل رأيناهم يؤكدون على الصمود والثبات، إنه فعلا شعب أبي، شعب جبار، شعب فريد من نوعه، فريد في زمانه، يعلم الشعوب، ويحير الأعداء
لقد جاهدوا في الله ولا زالوا يجاهدون، وهم في وعدهم صادقون، وعلى عهدهم ثابتون، لا يغيرون ولا يبدلون. تماما كما أخبرنا الله عز وجل، عن أمثالهم، بقوله سبحانه في سورة الأحزاب، {مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً }الأحزاب23
إننا. لأن العدو حتى الآن، عاجز عن تحقيق أي إنجاز عسكري يستطيع أن يفتخر به، عاجز حتى وهو في غزة عن وجود الأسير شاليط، أو الوصول إليه، أو تحريره، عاجز عن وقف إطلاق الصواريخ ، أو الوصول إليها، ، عاجز عن القضاء على حماس، أو عزلها، عاجز عن وجود قناة الأقصى أو وقف بثها، عاجز عن كل شيء، إلا شيء واحد هو استهداف المدنيين وقتل الأطفال و*** المنازل والمدارس والمرافق المدنية المكشوفة والسهلة، وهذه أفعال الجبناء والفاشلين.
فإذا كان الإقدام على ال*** الجوي دليلا على فشل الحصار في تركيع هذا الشعب الأبي وكسر إرادته، ودليلا على الفشل الذريع في القضاء على المقاومة، فإن الحملة البرية دليل أيضا على فشل هذا ال*** الجوي، ودليل على عجزه عن تحقيق أهدافه، لأن المقاومة مستمرة، وإطلاق الصواريخ مستمر، ورفض الحصار مستمر، ورفض الاحتلال مستمر، وبث قناة الأقصى مستمر، والاشتباكات الميدانية مستمرة، وأكثر من هذا هو أن صمود الشعب مستمر.
فاللهم جازي أهل غزة عنا خير الجزاء، وأفرغ عليهم صبرا، وثبت أقدامهم، وانصرهم على من عاداهم، وتقبل شهداءهم، وألحقنا بهم، ونحن على نهجهم، للظلم رافضين، وعن الأرض مدافعين، وبالإيمان متمسكين، لا مبدلين ولا مغيرين، بفضلك وكرمك يا ألله. 2009/1/9