التاريخ شاهد أن المغرب أنجب شهداء كتبوا أسماءهم بدمائهم ومناضلون تركوا لنا بصمات رائعة ، وسيظلون في الذاكرة الشعبية شامخين كجبال الأطلس، رجال وضعوا أرواحهم على كفوفهم وصاحوا من أجل الحرية والديمقراطية والتقدم ، رجال سجلوا صفحات مشرقة وصنعوا أروع أحداثه ، نفذوا أروع العمليات الفدائية التي أربكت المستعمر الغاشم ، ومورست عليهم في دهاليز السجون والمعتقلات ألوان التعذيب
والأحكام القاسية والإعدامات .
رجال انخرطوا في العمل السياسي الوطني بصفوف الحركة الوطنية المغربية منذ الأربعينات ، ساهموا إبان الكفاح الوطني ضد الإستعمار ، واستبخصوا دمائهم دفاعا عن وطنهم . مناضلون تقدميون ثوريون ناضلوا سنوات الرصاص العصيبة ، والأزمات الخارجية من أجل بناء مجتمع ديمقراطي ودعائم الدولة الديمقراطية ، تعرضوا لحملات متوالية من القمع والإضطهاد والتعذيب والسجون .
وشباب متعطش لمغرب يسوده العدل والحرية والديمقراطية ، التحق بحزب القوات الشعبية الذي خرج من رحم الحركة الوطنية ، اصطدم بآلة القمع وتعرض لأبشع أنواع التعذيب إلى أن سقط شهيدا أثناء التعذيب في الكوميسارية . وأبطال مغاربة استشهدوا في قلب الأراضي الفلسطينية المحتلة بعد قيامهم بعمليات بطولية ضد العدو الصهيوني .
هؤلاء رموز الكفاح الوطني التقدمي الإشتراكي ، هم في حاجة إلى الإعتراف بهم لدى قاعدة عريضة من ساكنة المغرب ، وبالتعريف بصفحاتهم الساطعة والمشرقة في تاريخ المغرب .
ولد سنة 1939 بمدينة سلا وبها نشأ وتتلمذ على رجال العلم من رواد الحركة الوطنية ، عرفته هذه المدينة منذ شبابه مناضلا منخرطا في حزب القوات الشعبية عايش مختلف محطاته التاريخية، انخرط في النضال السياسي في إطار الاتحاد الوطني للقوات الشعبية ، بعد حصوله على الباكالوريا سنة 1959 التحق بكلية الحقوق بالرباط ، نال دبلوم الإجازة في الحقوق سنة 1962 ، التحق بقطاع الوظيفة العمومية لمدة قصيرة ، كما اشتغل بالقطاع الصحفي ، ثم سلك المحاماة سنة 1966 .
محمد السملالي مناضلا سابقا في المنظمة الطلابية الاتحاد الوطني لطلبة المغرب ، من أبرز الوجوه التي بصمت بعملها الدؤوب والمتواصل تاريخ العمل الجمعوي والحقوقي والسياسي الجاد ، ساهم في رئاسة المؤتمر التأسيسي للحزب بمدينة سلا ، انتخب عضوا بالكتابة الإقليمية بنفس المدينة، ثم كان مسؤولا سابقا في بلدية سلا ما بين 1976 – 1983 وفي جماعة بطانة من سنة 1992 إلى 1997 ونائبا في البرلمان مابين 1994 – 1997 . فضلا عن وزنه في سلك المحاماة التي انتخب فيها كنقيب لهيئة المحامين بالرباط مابين 1994 – 1996 . كان مكتبه بالرباط ومنزله بسلا قبلة لكل أولئك الذين قاسموه هموم هذا الوطن .
كان مثالا للإستقامة والتفتح ورفض الخوض في الصراعات الهامشية ، كان يحاور بلا تشنج ، وساهم في تأسيس العديد من الجمعيات والتنظيمات ، لقد حظي على الدوام باحترام الجميع وساهم أيضا في العمل الجمعوي التطوعي حيث كان عضوا فاعلا في الجمعية المغربية لتربية الشبيبة(لاميج) ، انتخب كاتبا عاما لها سنة 1967 ، (هذه الجمعية التي تأسست في ماي 1956 ) ، شارك في عدة أوراش وطنية كطريق الوحدة ، غابة الشباب ، مكافحة دور الصفيح ، محو الأمية . كما أنه كان أول رئيس للجنة الوطنية للتخييم التي تأسست سنة 1983 ، محمد السملالي من بين المدافعين إلى جانب المنضمات الجادة ضد المحاولات الرامية إلى التطاول على مبدأ مجانية وتسعير الأنشطة داخل دور الشباب ، وكان من أشد المدافعين عن حق جميع الأطفال البالغين سن التخييم في الإشارة للمخيمات الصيفية باعتبار أن التخييم حق وليس امتياز . سيظل عطاؤه على صعيد الجمعية المغربية لتربية الشبيبة مرجعا لتشخيص قيم الثبات وشيم الصمود في وجه كل الأعاصير ..
كان السملالي عضوا سابقا في اللجنة المركزية للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية سنة 1989 ، كان مناضلا مثالا للإستقامة والتفتح ، ورفض الخوض في الصراعات الهامشية.
تعرض المناضل السملالي لحادثة سير مروعة ليلة 13- 14 غشت 1998 على إثرها انتقل إلى جوار ربه.