لقد تعودنا على مشاهدة أشكال الغش الشنيعة التي يقوم بها البعض أو الجل منا، نحن مربي الأجيال الصاعدة وقدوتها، وكنت أعتقد أن هذه الظاهرة قد تخص فقط الامتحانات المهنية للترقية الداخلية التي يلجها رجال التعليم آملين في تحسين أجورهم المنهكة بالاقتراض المفرط ،والتي لهذا السبب قد يغض بعض المراقبين والمسؤولين الطرف عنها. لقد كنت أتصور أن هذه الظاهرة المرضية يمكن أن تتفشى في تراب بعض الأكاديميات الهامشية، ولكن أن تحصل في العاصمة الإدارية المفروض أن تكون رمزا للانضباط الأخلاقي والقانوني، فهذا ما لم أكن أتوقعه. واعجبا لمن يريد القيام بالتأطير والمراقبة التربوية، أية مراقبة هذه سيقوم بها من لم يراقب حتى نزوعات نفسه الأمارة بالسوء ومن لا ضمير حي له؟
لقد مرت هذه الامتحانات في بعض الثانويات (لا أريد ذكر إسمها) في أجواء يسودها الغش الجماعي المتجلي في الاعتماد على فتح المراجع التربوية واستخدام الهاتف الجوال. ولكن لا أعمم، ففي ثانويات أخرى، مرت في جو من المسؤولية والنزاهة بفضل صرامة المراقبين وانضباط الممتحنين...
قد لا تعجب هذه السطورالكثيرين ممن دفعهم جموحهم وطموحهم المفرط إلى ركوب قطار الغش السريع،معتقدين أن الغاية تبرر الوسيلة في كل الأحوال...ولكن لا يجب أن نصمت ونحن نشاهد هذه المأساة التى لا يقبلها لا ديننا الحنيف ولا حتى الأخلاق الوضعية السائدة في البلدان التى ننعثها بالكفر والإلحاد. وهنا أدعوا الإخوان الذين مروا على هذه السطور،ان يتركوا أثرا يشجب ويدين أويقترحوا أفكارا لاحتواء هذه المصيبة التي ألمت بنا...ولا حول ولا قوة إلا بالله...