تفشت ظاهرة خطيرة في هذه الآونة الأخيرة ، في صفوف الشباب ممن لفظتهم المؤسسات التعليمية ، ولم يحالفهم الحظ لمتابعة
دروسهم. حيث أصبحت الظاهرة مقلقة تقض مضاجع العديد من الفتيات اللواتي يتضايقن بها ، كما تقلق راحة الآباء نحو مصير بناتهم
وفلذات كبدهم في أحضان مؤسسات مافتئت ترعى وتصون الأعراض ،وتضطلع بأداء أسمى رسالة أخلاقية وتربوية ، تلك هي ظاهرة
تجمهر المراهقين بأبواب المؤسسات التعليمية في أوقات محددة : الثانية عشر ة زوالا والسادسة مساء ، شباب في مقتبل عمر
الزهور يكون بمرصاد الفتيات دون تمييز منهم بين من يقاسمنهم الشعور نفسه وبين من يحترمن أنفسهن ويحافظن على حشمتهن
ووقارهن ،إنها ظاهرة لا يمتد خطرها لكرامة هؤلاء بل يمس الأطر العاملة أيضا بهذه المؤسسات ، ويهدد سلامتها انى تدخلت لفض
نزاع من النزاعات والشجارات التي كثيرا ما تحدث بين هؤلاء الشباب ، تدخل فضولي لايشمله قانون المؤسسة بالرعاية ولكنه إنساني
يؤمن بالرسالة التي انيطت به ،ويا ليت المسكين يعرف حدود مسؤوليته في نظر الشباب ؟ ويا ليت هؤلاء الشبان يصرفون قوة
عضلاتهم المفتولة ، شجاعاتهم في البحث عن عمل شريف ؟ ويا ليت المسؤولية من الوزن الثقيل وأصحاب القرار يلتفتون إلى هذه
الفئة ولو كانت نظراتهم شزرة ، ويا ليت الفتيات يعين أن قسطا مما حدث ويحدث هن المسؤولات عن بشكل أو بآخر، فبلباسهن وأي
لباس يذكين حربا ضروسا في نفوس أي كان من الرجال ، حرب يهدأ أوارها حتى تندلع أخرى بين المتسابقين لنيل حظوة صاحباتها:
لحد الركبتين تشمرينا *** بربك أي نهر تعبرين
كأن الثوب ظلٌ في صباح *** يزيد تقلصاً حيناً فحينا
تظنين الرجال بلا شعور *** لأنكِ ربما لا تشعرينا
إن المؤسسات التعليمية اليوم بحاجة إلى حماية، حماية تضمن لروادها من التلاميذ و المدرسين السلامة وتحميهم من الأخطار التي
تتنامى وتكبر يوما بعد يوم .
الأستاذ عبد الله رزين