النظرة التاسعة والأربعون
تعاقبت الأيام،"زول" تقوم بمهمتها على أحسن وجه ،منذ أسابيع لاحظت تغيرات تقع...فيما يخص مشغلتها أولا:
لا تدعوها إلى دشاتها الصباحية ...تخرج كل صباح لابسة السواد ....أيام الخميس لا تعود إلى البيت لا تعود إلا يوم
الجمعة بعد الثانية زوالا ...تعود وهي جد مرهقة ..واضعة الحجاب...معقود أسفل الذقن ..لا مساحيق ..
لا أحمر شفاه.. تنام بعد العودة نوما عميقا ..لا تستفيق إلا و"نسرين"قد خرجت متأبطة حقيبتها الجلدية السوداء...
بقدرة قادر ،أصبح السيد "حسن" يطلب من "زول" أن تسخن ماء الوضوء .."الحسين" هو أيضا غير من عادته
يرجع مباشرة بعد الفصل إلى المنزل ...ينكب على كتب مجلدة ،لم تكن قد رأتها من قبل ..كبيرة الحجم ذات
أوراق صفراء ...يجيبها حين تسأله أو تخدمه :
-جزاك الله عني خيرا ..
-إرادة الله تلك ...سيكون ما أراده الله أختي....
-أختي.............
من قبل كانت تسمع ما لا تفهم :"ميرسي" ..."كراسيا"...أثقذام...والآن؟؟ماذا يجري حولي ؟؟أي ملاك دخل هذا المنزل
من نوافذه؟؟
و"نسرين"؟أين تذهب هكذا بهذه الحقيبة السوداء؟؟وفي ساعات محددة من أيام محددة...
لا تفقه الكثير مما يحدث ،يطلب منها تحضير الوجبات لأكثر من العدد العادي ...تطيع الأوامر "جيهان"إلى جنبها
تساعدها و"نسرين"أيضا؟؟......لاحظت تعدد الاتصالات الهاتفية :
-آلو "جيهان"؟
-لا أنا "زول"
-"زول"؟؟
-أي نعم أنا "زول" الخادمة..
-هل "جيهان" بالبيت ؟؟
-لا خرجت ..
-متى ؟
-............
النظرة الخمسون
-تكلمي ..تكلمي ..متى ؟
-خ...خرج....خرجت باكرا..
-عند عودتها أخبريها عن اتصالي .
-أقول..من؟
-أيتها البلهاء قولي فقط دومينغو07 ...
-ماذا ؟ ماذا؟ ..دومينو...دو..
-هكذا ..اسمعيني..دوووو ..منغوو..07
-حاضر...حاضر ..آسي دوووميينغووو07
قولي فقط الاسم بدون السي ..حذار ..بدون السي ..
-حاضر..حاضر
تضع السماعة وهي مرتعشة ،لم تفهم ...لن تفهم ...حائرة من هو هذا الدومنغو؟؟ ويتكلم العربية؟؟جيد ..ممتاز..
أوه..ثانية ..
-آلو ..من على الخط؟؟..آلو..
-"جيهان"؟؟
-لا.."زول"..
-أيمكنك الكتابة؟؟
-لا.لا أع....ر..ف
-تذكري إذن أختي ،قولي لجيهان "كمايو"ج اتصل ..هكذا "كمايو:ج..."كمايو"ج
-نعم..نعم.."كما"ج...حاضر ..حاضر آه ماذا أقول ؟
-هكذا "كمايو"ج.. كما...
-"كمايو"ج.......".كمايو "ج..فهمت كل شيء....
-السلام عليكم ورحمة الله تعالى ..
النظرة الواحدة والخمسون
بقيت السماعة في يدها ،تشابكت الأفكار في مخها الصغير ،دومنغو 07،كمايو ج ..آه والآخر ذو الوجه الأسود ماذا قال؟
إيه :إبراقن 1 في أمان الله وحفظه ثم اختفى بسرعة كالتي ظهر بها أواه ما هذا؟؟ماذا يقع؟؟ربي سترك.. ربي سترك
فتح الباب ،لم أحضر بعد العشاء ،الثامنة ...لعلها "جيهان"....بل هي :جيهان :بدون لعل ولا عسى ..ز
-دومنغو07 ،كمايو ج ..إبراقن1 في أمان الله ..
-دومنغو07...كمايو ج...إبراقن1 في أمان الله ..
-مساء الخير..
-دومنغو 07 كمايو ج....إبراقن 1 في أمان الله ..
-مساء الخير ..مساء الخير للا..
-دومن....كما.....أبرا...
-مساء الخ...
-مساء ..دومن...كمايو...
منذ الليلة الأولى ،بل منذ أن خططت لذلك ،عرفت "فاطمة " كيف تضع قلب عمي "العياشي" على كف عفريت
لم ترد التحية ك
-فاطمتي...السلام عليك..
-ابتسمت ابتسامة حلوة ،هزت كيانه ،اقترب منها ..يداه ترتجفان كأنه مساق إلى مصيره ،هزت رأسها هزة
خفيفة وقالت في نفسها :
-يحق لك الآن أن تتسمي ب"فاطمة" من ذرية السي "امحمد"...
بادلته قبلات أولى ..رويدا...رويدا ..خلصته من جلبابه الأبيض ..جعلته أمامها عاريا ،عاريا من كل آماله ...
لعنت في نفسها كثيرا جنونها ،لكنها على استعداد لكل شيء لكي تصل ،لا سبيل للتراجع...
تحرك بالقرب منها ،حاول ضمها إليه بما فيه من قوة ،نظرت في عينيه ..خارت قواه ..قرأ في عينيها الإبهام
لامست جسده بعنبة ثدييها البضين ...لم يتمالك نفسه ..جاست خلال جسده بأناملها الرطبة "المحناة" ،اقتربت
منه أكثر ..بادلته القبل ،حاول أن يخطو الخطوة الأخيرة ،ركزت جمع فخذيها ،أمالته جنبا ...ازداد انتصابه
النظرة الثانية والخمسون
ازداد جنونها ...فقدت السيطرة على مداركها ،تاهت في غابة من الأفكار المتشابكة في مخها
في هذه اللحظة تفكر؟؟أيفكر الناس في مثل هذه اللحظة ؟؟أحيرا مارست عليه الجنس...وبكل عنف...
آهاته تنبئ بانبطاحه أمامها ...وإلى الأبد ...إلى الأبد ..
يتذكر أيامه الأولى مع"فاطمة" ..أيام جميلة بالفعل..يتأملها طول يومياته ..يمارسان الجنس حتى الثمالة ....
تتركه أعزلا ...يستسلم ..وتقول هل من مزيد؟؟؟؟نار على نار ..تقهقه ..ينظر إليها مليا ..
هي تنظر من خلاله ..تتراءى لهل صور شتى ..تبتغيها..ترى "عبد الجليل" يرقص بين يدي شقراء ..
يشرب منوما في لياليه ...ينام عاريا بين يدي عرافة ...في "فرانكفورد"فرانكفورد؟؟فرانكفورت؟؟
لا يهم ..ترى أيضا نفسها تحتويه ..كلابا كثيرة تنبح...تلهث...وإن لم يحمل عليها ..أحمرة تنقل أسفارا
إلى غابة كثيفة الأشجار التي لم تر مثلها قط ..أسفارا؟؟أجسادا؟؟ في صناديق خشبية وأخرى حديدية ...
في عضوه التناسلي ترى دوما قردا ...برتقالي اللون ...بالضبط كالذي رأته حين كانت لما تزال صبية صغيرة .
كلما اقترب موعد وصول الابن المغترب إلا وازداد عمي"العياشي"انكبابا على إصلاحات داخل المنزل رغم هذا
الحر الشديد ...
فاضت دموع "فاطمة " في وحدتها رغما عنها ،تعذب نفسها ،تنقم عليها من تهورها ؟تشرد كثيرا ،تعود لوعيها
تضغط على أعلى جبهتها كأنها تحاول أن تذكرها على أن تستعد لرسم جولات من القطيعة على صفحتها
أن تعلن الحرب على تخطيطات قدرها...لا تتركها مرآة لغدر الزمان ،يجب أن تسيطر على انفعالاتها
بل يجب أن تدخل ومن الآن في مبرد أبدي للأعصاب وإلا ضاعت الجولة الثانية ...وضاعت الخطة وضاعت
هي معها إلى الأبد...
مرات عديدة هرعت إليها "حورية" حين تسمع صراخها المكتوم بكفيها ..تخفف عنها ..تحادثها ..تحمل إليها
ماءا فاترا ..تغسل وجهها ..تلعن وإياها شياطينها والشياطين جميعا...تحدث "حورية" عن أشياء تفغر
فمها ولا تعقب ،تتحدث عن الصناديق ...عن القردة التي دخلت منزل أبيها في غيابه عن "عبد الجليل"
عن "نسرين" عن عرافة و..."برحيل" ...أبي ...أبوك ..".حورية "آه يا دنيا ...غريب هذا الزمان ..غريب هذا
المكان ..تسرد أحداثا مرعبة ...ترتجف أوصال"حورية" ،تشك في عقل الزوجة ...