الكتابة والرسم على جدران وطاولات المؤسسات التعليمية
إن ظاهرة الكتابة أو الرسم على الجدران أصبحت متفشية في مدارسنا لعدة أسباب من بينها:
· فقدان الثقة بين المدرسة والتلاميذ ذلك أن المدرسة لها قوانين وأعراف لم نشرك التلميذ ولا الآباء في سنها وإرسائها وغالبا هذه القوانين تصب في اتجاه الأمن والضبط والمحافظة على النظام دون اعتبار لكون المدرسة معمل للحياة أو مختبر للتجارب الحياتية كماأننا نحث التلميذ على اختبار إمكاناته في التعلم المعرفي والمهاري والوجداني وتوظيف ماتم اكتسابه علينا أيضاأن نسمح للمتعلم بالإدلاء بأفكاره كيفما كانت غريبة أو جدية والاستماع لانتقاداته لكل شخص له علاقة بالمؤسسة ومن تم تصحيح هذه الآراء لأن التلميذ يكتب أفكاره عن المدرسة خلسة أو يرسم خلسة ليقول شيئا لا تستسيغه المدرسة أي تم كبت هذه الأفكار خشية العقاب والتأنيب والوسيلة الوحيدة عنده لإبداء رأيه هي الكتابة والرسم على الجدران. وتفهم والحوار مع التلاميد والتقرب منهم لاكتشاف مشاكلهم يتوافق مع دور المدرسة في تنمية السلوك المدني خصوصا السلوكات المتعلقة التشبث بروح الحوار، احترام وقبول الاختلاف، المشاركة والديمقراطية.
لكن الغريب حتى المنظرين والمسؤولين عن النظام التعليمي بالمغرب لا يتوفرون على هده الخصال فعل المربي أولا أن يتربى على هده الخصال ليكون الخطاب متماشي مع السلوك.
· إن الكتابة على الجدران والرسم عليها هي بمثابة رد فعل تجاه الأستاذ والإدارة ومخافة مواجهتهما وتوجيه النقد إليهما مباشرة ونظرا لاستمرار العلاقة السلطوية بين المدرس والمتعلم والإدارة والمتعلم من جهة أخرى يلتجأ المتعلم إلى هذا الأسلوب من الاحتجاج فما يتم حبسه في النفس يجد تصريفه في هده الكتابات والرسومات.