بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله، أتمنى أن يكون الأحبة في كامل الصحة والإيمان.
ها نحن نعود ولله الحمد إل جوهر الإسلام وعمقه الأصيل:" الأخلاق". كثيرا ما نتكلم ونكثر ونسهب في الموضوعات الإسلامية، إلا أن جماع الأمر كله الخلق الكريم،ولنتأمل أحبتي قول الله تعالى: "
إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ولذكر الله أكبر".أية عظيمة تبين بوضوح أن الصلاة ليست مجرد عبادة فحسب وإنما كتبها الله تعالى على عباده حتى ينتهوا عن الفواحش والمنكرات ويقبلوا على الصلاح من الأفعال والسلوكات، ولعل الفحشاء والمنكر قيم لكنها غير مقبولة بين الناس فما بالنا بين معشر المسلمين، فهي ممقوتة لما تجلبه على الأمة من ويلات وحسرات، واليوم في ظل غياب هذه المعاني المقترنة بالصلاة وغيرها من العبادات، ها نحن نعيش وطأة الفتن والفواحش التي عمت البلاد والعباد.
يقول ربنا الكريم في حق الرسول صلى الله عليه وسلم:"وإنك لعلى خلق عظيم"، نعم كانت الأخلاق جزء لا يمكن فصله عن شخصه صلى الله عليه وسلم ، في جميع الأحوال والأزمان، " وجد ذات مرة عجوزا تحمل حملا على ظهرها ثقيلا فأخذه عنها وحمله حتى بلغ بها مقر إقامتها، فوضعه وانصرف، وقد كانت العجوز غير مصدقة برسالته،مشركة، فسألت أحدهم عن هوية من حمل الثقل، فأحابها أحدهم إنه يدعى محمد وووو ظنا أنه سيحصرها عن اتباعه، ولكن بخلقه ذاك العالي والفاضل، ما كان من العجوز إلا أن دخلت الإسلام مباشرة" والسر؟؟ خلق إسلامي رفيع من طابع اجتماعي.
الأمثلة من السيرة والتاريخ الإسلامي كثيرة ونكاد نجزم أن تاريخ النصر والتمكين الإسلامي مرتبط ارتباطا وثيقا بالأخلاق الإسلامية، فالإسلام رسالة أخلاقية.
كيف السبيل إلى هذه الأخلاق واكتسابها والتعامل بها؟؟؟
الجواب بسيط جدا، العودة الفورية إلى كتاب الله تعالى قراءة وتلاوة وفهما وتدبرا، لأنه مصدر الأخلاق، ولننظر إلى المقالة التالية،قال سليمان بن عبد الملك سئلا أبا حزم: يا أبا حزم، مالنا عند الله جل وعلا؟ فقال أبو حزم: اعرض نفسك على كتاب الله لتعلم أين مكانتك عند الله جل وعلا"" نعم لو كنا نعرض أنفسنا على القرآن الكريم، ونحتكم إليه لعرفنا هل نحن على خلق أم لا؟؟ فبالقرآن تنصلح أخلاقنا كاملة لأنه معقد الإصلاح والعلاج.
الأمر الثاني، السنة النبوية بكاملها ففيها واقع الأخلاق والقيم الإسلامية، بل إنها تطبيقات وتقريرات عملية للأخلاق الفاضلة المتنوعة وفي جميع الأمور، وهي تشمل حياة الإنسان من الحياة إلى الممات، في ليله ونهاره ، لوحده أو مع الجماعة ... فقط يحتاج الأمر منا العودة إليها وتعلمها وفقهها والتحاور بشأنها بروح عملية وليس فقط علما محشوة به الرؤوس فحسب.
وهناك وسائل شتى يمكن الاستعانةبها لتحسين الخلق وتنميى القيم عند الفرد والمجتمع نكتفي بالقرآن والسنة لما يعرفانه من هجران بين الناس.
نهاية نسأل الله تعالى أن يوفقنا للخلق الكريم فضل وكرما منه. آمين.