نظم الجرس في طهي العدس
الحمد لله الواحد المـــــــنان ****** محل الطيبات في القــــــرآن
ثم الصلاة بعد والســــــــلامُ ****** على نبي دينه الإســـــــــلامُ
وذي أبيات عن طهي الـعدسٍ ****** منظومة مســـاقة لم تدرسٍ
فأكثر أهـله من الطــــــــلاب ******وذوي البــيوت كالــــــعزاب
وقد اشتهر أنه نوعـــــــــان****** في اللون والذوق يخــــتلفان
فالأول إلى الحمرة أقــــــرب ******وعلى حبه الكبر يغـــــــلِــب
والثاني بالكــــــندي عـــــرفا****** وبلونه الأخـضر وُصــــــفا
وهو الأجود على المـشهور****** عند أهل الطبخ من الجــمهور
فإن كنت لنوعه من الجهــال ****** فتوجه للبــــــقال بالسـؤال
ويندب غسله عن الـــرواة****** نقلا عن شــيوخهم من الطهاة
ووضعه على الإناء شـاعَ *****على المشهور قدرنصف سـاعة
واتركه لمـــدة حتـــــــى إذا**** ترى بخـــار الإناء صــاعدا
ويكره طبـــخه بالبصـــل ِ***** فيما صـــح عن الرعــيل الأول ِ
ولو رمت طــــهيه بالثوم *****فـــــــما عليـك يا أخــي من لوم
وجــــــودة مـــذاقه تزداد *****بزيـــت " العـُود " قال السندباد
وأفضل أكــله وقت الشـــتاء****** كــــذاك أكلـُـــه عند الغداء
إلا إذا كان الأخير كسكـــسا****** فمن رام أكلـَــــه فقد أســــا
كما أنه سهل التــــــحضير****** وماينـــــــبيك مثل خبـيرِ
عيــره أهل الغـــنى تهـــــكما***** قالوا عنــه أقراص مـنومة
قلت فداك يا أنيس نـــفــسي***** مادمت للهيب الجوع تـنسي
فلا أقفرت من مــــحياك دار****** إني أرى أهل الشحوم غاروا
فأنت عدو أبــي جــــــــــابر****** بك أراني مجبور الخــــــاطر
فإن رن جرس الجــــــــوع ****** فاملأ كفين إلى الــــــــــكوع
واعمد إلى ملح و مــــــــاء ****** وأوقد النار تحـــــــت الإناء
فما هي إلا دقـــــــــــــــائق****** فإذا الخير العمـــــــــيم دافق
خفيف الوطء على الجـــيب****** ثقيل الهـــــــــضم دون ريب
بذا يطول أمد الشـــــــــــبعْ****** فيــــــــأمن المرء من الفزعْ
يخزن فلا يطاله الفســــــادُ****** فيحصل بحـــــــــفظه المرادُ
قال الأساة به الحــــــــــديد****** وهو أخي للجــــــــسم مفيد
سلِ المجرب قبل الطبيـــب****** يخبرك بالنــــــــــبإ العجيب
إن بـه دواءَ الجيــــــــــــبِ****** وهل في التــقشف من عيبِ
فمنحة التعليم العــــــــــالي****** هزيلة تمضي ولا تبــــــالي
فهْي عينها منذ عقـــــــــودِ****** تعطي دروسا في الصــمودِ
إذ هي لعلمكم يا ســـــــادة ****** أبية عصــــية على الزيادة
ومحنة الكراء الغـــــــــالي****** عصيبة تنـــــــــــغص بالي
ووتيرة المعيش الحــــــالي****** سريــــــــعة تبدد مـــــالي
فهل بعد ذا من لــــــــــــومِ ****** على فاقد قوت الــــــــيومِ
إذا ما أصابه الهــــــــوسْ******بالحديث عن محاسن العـدسْ
غير أن له عيوبـــــــــــــا ****** كما أن للــمؤمن ذنوبـــــــا
فاجتنب بعد أكله المذاكرة ****** وحبــذا لو تؤجلِ المنـــاظرة
واحذرنْ دخول الحمــــام ****** أو أكــله عــــــقب الصيـــــام
أو تخول به وقت الفراغ ****** تــنج من كســــــل الدمـــــاغ
ويحسن بعده النوم منفردا****** قصد تصريف غــاز المـــعدة
ولا تقدمــــنْه للضـــــيف ****** وخصوصا فصــلَ الصــــيف
فتغدو حديث الركبـــــان****** ولحـــــــما نيــئا لكل لســــــان
إنــــــه زاد الفقيــــــــــر****** في هــذا الزمـــن العــــــســـير
وهب أنك كثير مــــــال ****** ألــــــــيس يصـــــير لـــزوال؟
أليست الأسماك و اللحوم******لها كـــــــذاك المصير المعلوم؟
اختلفت معه في الدخول****** واستــــــــوت وإياه في النزول
تباينت الألوان في الإناء******واتحد الـــــــشكل في الخــــلاء
وإذا أقبل الفنـــــــــــــاء ***** فالـــــــــــلاحم والعادس سواء
فاستعدنْ لغدر الزمـــان ****** إذا أشار النحـــــس بالبنــــان
أو تضامنا مع أمثــــالي****** فتســـــتطيعَ الرثــا لحـــــــالي
وها قد أتت على التمــام****** خالدة باقـــــية على الـــــدوام .
ابن الشرق 2008
توجيه : * يستحسن قراءة هذه الأبيات كما تقرأ الأرجوزات الفقهية كألفية ابن مالك أو متن ابن عاشر ، ولمزيد إيضاح يرجى الاتصال ببعض " الطُّلبة " أي فقهاء المساجد..
* أضيفت الأبيات الحمراء بناء على رغبة صديقنا السندباد الذي يشتهي وجبة العدس بتلك البهارات..
المرجو من الدفاتريين الرد والتقييم تشجيعا لنا على الاستمرار......