ـ القيادة فوق الجماعة (Power over) والقيادة مع الجماعة (Power with ) .
* ـ قام كليج (Clegg, 1989) وَتبعه وارتينبرج ((Wartenberg, 1990) بتقسيم أدبيات القيادة إلى مسارين يمثلان طبيعة القيادة الثنائية : يُعرّف القسم الأول القيادة بأنها القدرة على عمل شيء ما بمشاركة الجماعة, وهي القيادة مع الجماعة (Power with) , بينما يُعرّف القسم الثاني القيادة على أنها السيطرة وإصدار الأوامر والتحكم بالآخرين, وهي القيادة فوق الجماعة (Power over) .
وينتمي مفهوم القيادة فوق الجماعة إلى علم السياسة والاجتماع عند الحديث عن قيادة المجتمعات التي تؤمن بأن القيادة هي السيطرة, وتتضمن نوعاً معيناً من العلاقة بين الأفراد يحكمها شخص من عِلْية القوم له القدرة على التأثير على الآخرين رغماً عنهم . ولكن حل محل هذا المفهوم تدريجياً مفهوم القيادة مع الجماعة, وهي القيادة المفضلة حديثاً التي ثبتت فاعليتها (Brunner, 1995) .
وعرّف كل من برونروَ ستشوميكر(Brunner & Schumaker, 1998) القيادة فوق الجماعة (Power over) بالتحكم والسيطرة الاجتماعية, وعلى العكس من ذلك القيادة مع الجماعة (Power with ) التي تتميز بالتعاون والإنتاج الاجتماعي .
* ـ تتصف القيادة بأنها فوق الجماعة عندما تُمارس من قبل أفراد أو جماعات يحتلون المستويات العليا في الهيكل التنظيمي ولديهم القدرة على السيطرة على السياسات والبرامج, ويستخدمون كافة القوى المتاحة لهم كافة (المركزالوظيفي, والحلفاء, والمعلومات, والقدرة على الإقناع) لتحقيق أهدافهم .
إضافة إلى ذلك, يصدرون الأوامر والقرارات الفردية ويستخدمون قوة الإجبار للحصول على طاعة المرؤوسين .
كما أنهم يستخدمون قوتهم في المحافظة على مصالحهم الشخصية, وفي الوقوف ضد كل ما يهدد رغباتهم, وفي التحكم في رغبات المرؤوسين وتوجيهها وفق أهوائهم ـ وإن استخدم هؤلاء الديمقراطية ـ فيكون ذلك كوسيلة لتحقيق ما ينبغي تحقيقه في نظرهم .
* ـ وعلى النقيض من ذلك، تتصف القيادة مع الجماعة بأنها القيادة التي تشارك فيها الجماعة كوحدة واحدة, فالمجتمع يملك قوة عندما يعمل على حل المشكلات الاجتماعية ويحافظ على المصالح والممتلكات العامة .
فالقوة الحقيقية هي التي يستخدمها القائد في تحقيق الأهداف مع الآخرين وفي دعمهم ودفعهم للعمل ؛ فالقادة هنا لا يمتلكون القوى الكافية للسيطرة على الآخرين, لذلك يواجهون صعوبة في الانفراد في العمل .
ونظراً لتنوع الرغبات في التنظيم, وتفرق مصادر القوة, ورفض بعضهم آداء المهام, لابد من الاعتماد على المناقشة الجماعية والمفاوضات والتوفيق بين المصالح والأهواء المختلفة؛ لذلك يعمل الأفراد بشكل جماعي في حل مشكلاتهم.
منقول للافادة
http://manhal.net/articles.php?action=show&id=1922