خروج الاتحاديين من cdt كان الهدف منه هو إرباك الكنفدرالية وخلق بديل جديد لها . البديل الذي أريد له أن يخدم المسار السياسي للحزب الذي كان في السلطة . وقد لعب وزير التعليم السابق – حبيب المالكي - دورا مهما في استنبات المولود الجديد حينها عمل على تكريس ...
تحية نضالية فيدرالية
لقد بدأت مقالتك ب- خروج الاتحاديين من كدش ... – وحددت الهدف من ذلك هو إرباك نقابة كدش ...
إلا أن الحقائق التي عشناها تقول عكس ما تدعي ،
1 – الاتحاد الاشتراكي دخل الحكومة منذ سنة 98 وظلت كدش تساندها إلى غاية ماي 2002 .
2 – بسبب الخلاف الذي وقع بين المكتب السياسي للحزب وزعيم كدش وذلك بمناسبة انعقاد مؤتمر الحزب ، حيث اشترط هذا الأخير الحصول على عدد معين من مقاعد المكتب السياسي مقابل الاستمرار في مساندته للحكومة . وبسبب رفض هذا الأخير شروطه ،قلب الأموي الطاولة على المكتب السياسي وراح غاضبا متوعدا الحكومة والاتحاديين الكدشيين بالعواقب الوخيمة . ولم يتأخر الأموي في تنفيذ وعيده ، حيث جمع مكتبه التنفيذي وقرر إضرابين عامين الأول في5 يونيو02 والثاني في 28 منه .
إلا أن المفاجأة التي صدمت الأموي وهي الفشل الذريع الذي لقيه الإضراب العام الأول ثم الثاني ، حيث كانت للزعيم ردة فعل قوية ، وحمل مسؤولية الفشل لإخوانه الطيب منشد أطال الله في عمره وعبد الرحمن شناف رحمه الله .
3 – بعد صدور قرار طرد الكاتب العام للنقابة الوطنية للتعليم المرحوم عبد الرحمن شناف من طرف الأموي ، قرر
أكثر من ثلثي أعضاء اللجنة الإدارية في ن و ت الانسحاب من الكدش بسبب مضايقات وممارسات يستحيل تحملها .
4 – ولأجل الانفراد بالمركزية النقابية ، هرب الأموي المؤتمر إلى مدينة العيون حيث وضع المخزن رهن إشارته
كل الوسائل اللوجيستية ومنها طائرة بوينغ 130 C لنقل العمال المؤتمرين إلى العيون ، حيث تعرض التعليم في ذلك المؤتمر إلى أكبر إقصاء في تاريخ النقابة ، حيث كانت التمثيلية على أساس مؤتمر واحد مقابل 250 بطاقة .
5 – بسبب غياب الديموقراطية الداخلية والشفافية داخل الحزب الذي أسسه الأموي، المؤتمر الوطني الاتحادي
استمر النزيف بخروج بوزوبع وأتباعه من نقابة الكدش الذي أدى إلى تأسيس نقابة وحزب إضافيين إلى المشهدين
النقابي والسياسي .
وبناء على هذه الحقائق التي أصبحت في حكم التاريخ النقابي المغربي ، يتضح جليا أن الزعيم الأموي هو من كان يمثل
حصان طروادة المخزن الذي أدى إلى خلخلة النقابة العتيدة ، ضنا من هذا الأخير أن إضعاف حزب الاتحاد الاشتراكي
يبدأ بإضعاف ذراعه النقابي ك د ش .
6- ولم يقف الأمر عند هذا الحد ، بل نزل المتربصون إلى الساحة النقابية بمشروع نقابي تابع لحزب الخطيب ، الذي
أعتبره المستفيد الأكبر من خطيئة الزعيم الأموي . أما أي نقابة فئوية تأسست بناء على مطلب فئوي واحد وهو
الترقية إلى السلم 11 بعد 25 سنة عمل ، فأعتقد أن الأمور صارت واضحة للذين كانت على أبصارهم غشاوة .
7 – بالعود ة إلى النتائج التي كانت تحققها كدش سابقا 99% في قطاع التعليم و95 % في القطاعين العام والخاص
فعوض أن يبتهج إخوتنا في الكدش ،أعتقد أن على المرء أن يخجل إزاء التراجع الحاد الذي عرفته نقابة الكدش في القطاعين العام والخاص ،21% في قطاع التعليم ، وقد تمثل أعلى نسبة في القطاع العام . ، حسب النتائج المتوفرة .
8 – على الرغم من حداثة التأسيس ، والحملات المسعورة من كل صوب وحذب ( يمين ، يسار ، إسلاميون ، ليبراليون ، مخزن ...) لقد سجلت الفدش نتائج مهمة وذلك بتصدرها أغلب القطاعات العمومية ، ويرجع الفضل في
تحقيق هذه النتائج إلى الدور الريادي الذي لعبته هذه النقابة في قيادة النضال الوحدوي في السنتين المنصرمتين والتي
توجت بتحقيق نتائج مهمة من المطالب ( الزيادات ، رفع حصيص الترقية ...) والدفاع عن المكتسبات ( التراجع عن
قرار الاقتطاع ، تعليق الشبكة ...) وهذا في وقت كانت نقابة الكدش ترفض الخوض في أي إضراب وحدوي ، حيث
انسجم تصريح الزعيم الأموي مع تصريحات شباط والفراع وعباس وعبو معتبرا أن الإضراب مجرد مزايدة سياسية
ليس إلا .
أتمنى أن يتجاوز نقاشنا التاريخ وتحرير حاضرنا من تبعات أخطاء الماضي ، فلنفكر سويا في لملمة رقعتنا النقابية الممزقة حتى وإن اختلفنا مع زعاماتنا ، لأجل تأسيس نضال وحدوي يقينا شر العولمة والليبيرالية المتوحشة .