* من قبل، كانت أفكاري تمر عبر السواحل العريضة لذاكرتي، وترسوا في بحر الخيال...
* من بعد، اخترت لحياتي في حياتي أربعة أشياء:
- الأولى: أن أقرأ وأتعلم...
- الثانية: أتعلم كيف تعمل الأشياء...
- الثالثة: اخترت دين الإسلام، الصراط المستقيم...
- الرابعة: اخترت مهنة شريفة...
وفي المهنة الشريفة التي اخترت عن حب واقتناع تعلمت أشياء كثيرة.. وأدركت أن في مهنتي كل الناس في حاجة إلى خدمتي لهم.. ولكي أخدمهم يجب أن أحمل شعار الفضيلة والجودة.. وإذا ما الناس فرت من هول تراني أواجه العالم الذي يهدد الناس بعزيمتي، وإرادتي، وفضيلتي، وإخلاصي...
ولا يفوتك أنه مهما هذه الفضيلة، والجودة، والإخلاص.. أتعرض في مهنتي للسب، والشتم، والإهانات.. وقد يُسمعني بعض الناس ما لا يطيق الحجر سمعه.. من هذا الباب يتحتم علي أن أكون حكيما في ثلاث صدمات بشرية:
- الصدمة الأولى: أعمل بإخلاص وجدية وأنا على يقين، فيفاجئني بعض الناس الذين يجهلون، أو يتجاهلون قيم العمل وقوانينه بإبراز مخالب قلقهم وانفعالاتهم...
- الصدمة الثانية: إذا أيقن أنه لن ينال مبتغاه إلا عن الطريق الصحيح والقويم ينفجر كما تنفجر العبوة الناسفة بالشتم والسب والإهانات...
- الصدمة الثالثة: زملائي في العمل ينصحوني أن أنحرف عن المسار الصحيح، لأرضي الناس، ولكي لا أجلب المشاكل للإدارة... والنتيجة أنال منزلا فخما، سيارة فاخرة، أدرس أبنائي في الخارج... حكايات ألف ليلة وليلة؛ ونسوا أن يختموا حكاياتهم بهذه العبارة: وتبوّأ مقعدك في النار...
بالنسبة إليّ يجب أن أستمر في عملي بإخلاص، وفضيلة، وجدية.. أرى نفسي بنيانا مرصوصا لا تحركه هذه العواصف السّائبة الهوجاء...
وعندما أعود إلى البيت أتساءل عن جوهر الشيء الذي يدفعني إلى أن أستحمل كل هذه الإهانات والشتم والسب، والحكايات.. وأن أتصرف بحكمة في هذا العالم المتلون بشتى الألوان... فيلوح لي في الأفق أن الأشياء الأربعة التي اخترتها لحياتي في حياتي هي الجوهر الذي جعلني أشتغل في عملي بأيد من حديد داخل قفاز من حرير...
* اليوم، أفكاري ليست هي تلك الأفكار البدائية...
* الآن، يجب أن أنير الطريق أين يُخيّم الظلام، والضباب، ويجب أن أوقف كل الأضواء الحمراء، وإشعال كل الأضواء الخضراء أين يكون المسموح به...
* غدا، أنت أخي في الحاضر، والمستقبل يجب أن تستمر في إنارة هذا الطريق الذي ابتدأته أنا...