اخترت لكم هده القصة القصيرة اللتي اتمنى ان تروقكم.
وهي من ابداع اخي عبد العالي برامي.
وهي من اولى كتاباته اللتي سترى الوجود في منتداكم.
سي المعطي مول الهمزة
استيقظ باكرا كعادته,واستيقظت زوجته كدلك’لكي تحضر له فطوره فاليوم يوم احد و الجوطية يرتادها عدد كبير من الناس لانه يوم العطلة الاسبوعية لعدد لا يستهان به من الموظفين’وما دامت مدينته مدينة موظفين بامتياز رغم صغر حجمها حتى ان جل ساكنتها تعيب عليها صغر حجمها ,ويقولون عنها ان درهم جاوي تبخرها جميعا.و يعيبون على ساكنتها ايضا ما يصطلحون عليه_الحظية_و هي نوع من اليقضة والانتباه ال الاخر وملاحظة حركاته وسكناته,وكل ما يتعلق به حتى يصبح وكانه مقيد الحريه وشخص بدون اسرار,فعملية التجسس اللتي يقومون بها عليه تجعله كدلك.بعدما رجع سي المعطي من المسجد وادائه لصلاة الصبح مع الجماعة,تناول فطوره ثم اخد يجمع بضائعه و يضعها داخل عربة يدوية دات عجلتين.وضعت زوجته -هنية-كيسا به بعض الملابس المستعملة_البالي_داخل الكروسة ووضع هو دراجة عادية ليس لها عجلات.فقالت له زوجته_"اسي المعطي بحال هاد اشي اش بغيتيه راه غير متقل عليك".فاجابها_"اش عارفة المدوخه .هيا خاصني نبيع انا الجديد.اش كتعرفي في لافيراي هو هداك.".فخفضت من بصرها اتجاهه و قالت "اسدي شغلك هاداك,انت اللي عارف ليه,و اهل مكة ادرى بشعابها".
الساعة السابعة صباحا خرج المعطي و اخرج معه كروسته متجها نحو الجوطية ,واثناء توجهه كان ينادي في الطريق باعلى صوته"نخااااااااااال"فاستوقفه شخص يركب سيارة و عرض عليه بعض الاشياء المستعملة-خردة-كان يضعها في كوفر سيارته,فاتفقا على ثمن حدداه في خمسمائة درهم فوضع سي المعطي ما اشتراه في عربته وهم بدفعها فوجد صعوبة نضرا لانها ازدادت في وزنها.وصل الى الجوطية فعرض بضائعه المستعملة و تجمهر عليه جمع غفير من الناس,هناك من يريد ان يشتري وهناك من دفعه الفضول لمعرفة اثمان بعض الحوائج التي يعرضها.
تفاوتت السومات من المشترين و كانوا اغلبهم من رواد الجوطية و المهتمين بحرفة لافيراي.استقرت السومة الاخيرة في الف درهم رغم ان سي المعطي لا يعرف ما بداخل بعض الاكياس البلاستيكية.اخد الثمن الدي تراضى عليه مع احد زبنائه وهو يقول له"انها همزة,الله يسهل عليك راني كاع ما شايف اش في هاد الميكات".فمزق احداهن فسقطت منها نظارات نتاوع الشوف,والمعطي قد اخدت منه السنون,فوضع النظارات على عينيه مرة اولى ثم مرة ثانية وقال في نفسه"انها تصلح لي".فحدره احد الفضوليين ممن تجمهر حوله ان لتلك النظارات تاتير سيء لالنه قبل وضع اي نظارات لابد من زيارة الطبيب,لكنه كان مغفلاو لم يابه بكلامه وقال للدي ابتاع منه البضاعة انه سياخد هاته النظارات فاجابه انا على الراس و العين وانه يستهلهم سي المعطي طالبا منه ان يدعو معه بالتيسير.
عاد سي المعطي الى منزله و عربته فارغة على غير عادته فتشاءمت زوجته و ظنت ان سوءا لحق بزوجها.فطمئنها وقال لها"ان الله يسر عليه و حكى لها قصته و اراها النظارات ,في نفس الوقت كان يستمع له احد ابنائه وقال له ان هاته النظارات لا تصلح الا لصاحبها الاول وانها تضر به ان هو استعملها.فادعن سي المعطي لنصائح ولده وطلب من الله ان ينجيه من وضع النظارات وان الله يقهد ليه البصر مع العمر و ان ييسر له في شي همزة اخرى.
عبد العالي برامي