11- طريقة للتعامل مع الزوج الغاضب
أولاً: لا بد أنك - وبعد تَكرار المواقف - ستعلمين أغلب الأمور التي تثير غضب الزوج؛ لذا فلتكنْ أول خطوة هي إحصاءَها،
وإن استدعى الأمرُ فكتابتها على ورقة - في حالة زيادة العدد - ولتكنْ دائمًا نُصْب عينيك، ثُم المجاهدة في تجنُّبها وعدم
تَكرارها.
ثانيًا: ترْويض النفس على الصبر، وتذْكيرها بقوْل النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((ما يُصيب المسلمَ من نصبٍ ولا وَصَبٍ، ولا همّ
ولا حزن، ولا أذًى ولا غَمّ، حتى الشوكة يُشاكُها، إلا كفَّر الله بها مِنْ خطاياه))؛ متفق عليه.
ومِنْ ضمن هذا الأَلَم - بلا شك - الألم النفسي، فما تصابين به نتيجة هذا الغضب، وما تسمعين من كلام يجرح، فاعلمي أنكِ
مأجورة عليه، ومثابة على صبرك - بإذن الله.
ثالثًا: إياك والطرف الثالث؛ لأنه يزيد من ثوران البركان، فلا تخبري الأهْل، ولا الأصدقاء، ولا تشكي زوجك لمخلوقٍ، بل توجَّهي
لمن بيده قلب زوجك، وقلبك، وقلوب العباد أجمعين، وسَلِيه الهدايةَ لزوجك، وصلاح حاله، وصَرْفَ شيطانه.
رابعًا: تذكيره وقت صفائه بأن هذا لا يليق بالمسلم، وإسماعه بعض الدروس التي تتحدث عن الغضب وأثره في المسلم، وما
يتحدث عن حُسن الخُلق وثوابه عند الله.
خامسًا: التأمل في الجوانب الإيجابيَّة في شخصيته، والاطِّلاع عليها وقت هيجانه، فهذا يُعين الزوجة كثيرًا على تحمُّله وقت
الأزمات، فإذا ما شَغلتِ نفسَك وقتها بالتفكير في بعض مميزاته وأخلاقه الحميدة، وما قدَّمه لكِ من معروف، وتذكُّر قول
الرسول - صلى الله عليه وسلم -: ((لا ينظر الله لامرأة لا تشكر لزوجها، وهي لا تستغني عنه))؛ صحَّحه الألباني، فإن ذلك
سيكون حافزًا لكِ على تحمُّله وقت غضبه، وشغل النفس عن الرغبة في مشاركته الثَّورة.
سادسًا: النظر إليه بمنظورٍ آخرَ، كيف؟.
كانت إحدى الزوجات تقول: إنها تعتبر زوجها مريضًا بالجنون مثلاً، وتضع نفسها مكان الطبيب المعالج، وتفكر جديًّا في شفائه،
فيأخذها التفكير بعيدًا عن تلك المشاحنة، فيساعدها ذلك على تحمُّله، وعدم الخوض معه فيما يتبرَّم منه.
سابعًا: الإكثار من ذِكْر الله في البيت، وبالأخص سورة البقرة؛ فقد قال - صلى الله عليه وسلم -: ((لا تجعلوا بيوتكم مقابر؛
إن الشيطان ينفرُ من البيت الذي تُقرأ فيه سورة البقرة))؛ فاجعليها في جهاز التسجيل أو الحاسوب، وحافظي على قراءتها،
وعلى الأذكار بوَجْه عام.
ثامنًا: الابتعاد عنه ولو قليلاً وقت ثورته، فإن تبيَّن لك أنه يفضِّل خروجك من الغُرفة فاخرجي، وإلا فالبقاء مع السكوت، ولكن
على غير قرب منه؛ لئلا تصيبك شظية!
تاسعًا: كانتْ إحدى الزوجات - ممن مَنَّ الله عليهنَّ بالحِكْمة - تقول: إنها كانت تغضب عند غضب زوجها، وتردُّ الثورة بأكثر منها،
وكانت النتيجة معركة طاحنة تدور رحاها فوق رؤوس الأبناء، وقد مَنَّ الله عليها في إحدى المرَّات بأن تُظهر له وبكلِّ تودُّدٍ
العطفَ والخوف عليه، فتظاهرت بالخوف على صِحَّته، وقالت له في هدوء ومحبَّة: أيُّ شيءٍ في الدنيا لا يستحق أن تغضبَ
وتعرِّضَ صحتك لهذا الخطر العظيم؟!
وبكلِّ مودَّة أجلستْه، ووضعتْ يدها على رأسه، وذكرت الله، وأخذت ترقيه، فما كان منه إلا أنْ هدأ على استحياء، وشكر لها،
وأبدى إعجابه بما فعلت، فكانت النتيجةُ - وللمرة الأولى - بستانًا يانعًا يقطف ثمارَه الأبناءُ.
عاشرًا: حاولي التجديد في حياتك؛ فتغيير ترتيب أثاث المنزل مثلاً، أو تنظيم بعض الرحلات الترفيهيَّة من الأمور التي تبعث
على الراحة، وتعيد للنفس نشاطها، وتفرغ شحنة من الطاقة كفيلة بأن تقلِّل من جرعات الثورة.
حادي عشر: حاولي تأمين احتياجاته، وتفقُّد طلباته؛ فإعداد ملابسه والاهتمام بجميع مستلزماته من الأمور التي تُشعره
بالرِّضا، وقد يتذكَّرها وقت غضبه فتهدِّئ من روعه.
وأخيرًا: لستِ وحدك على الدرب، تذكَّري هذا جيدًا، واعْلمي أنَّ الكثير من الزوجات يعانينَ ما تعانينه وأكثر.