أي إضراب نمارس: إضراب النقابة، أم إضراب الدولة ؟
لأن هناك نوعين من الإضراب : إضراب تقوده وتؤطره النقابات الممثلة تمثيلا ديموقراطيا ، و المكونة من مكاتب تضم الشرفاء و النزهاء من بين الفئات النشيطة . و التي غالبا ما تبني قراراتها، باللجوء إلى الإضراب، على تقارير اللجان الممثلة للقواعد بحكم اتصالها المباشر معها و احتكاكها بواقعها و التصاقها بها في العمل وفي السوق و في الشارع... و هذا ما يمكن أن يصطلح عليه بإضراب النقابة.
أما إضراب الدولة ، فهو ذاك الإضراب الذي تمهد له الحكومة بالدعوة إلى الحوار مع المتورطين معها في تقمص دور "الأكثر تمثيلية"... و هذا شيء غريب في مجال النضال ضد استغلال الشغيلة ، لأنه لم تكن له سابقة في التاريخ ..لأول مرة يحدث هذا الاستثناء ...لأول مرة تدعو الحكومة النقابات " الأكثر تمثيلية " للدخول معها في مسلسلها الميكسيكي ذي الأشواط اللامتناهية .لتختم آخر حلقة منه بدعوتنا إلى إضراب تفاوضي إعلانا باختتام الدورة الأولى لا أقل ولا أكثر ..و الأغرب من هذا كله أننا أصبحنا نتلقى خبر الإضراب الذي تعلن عنه هذه النقابات عبر القنوات السمعية البصرية التابعة للدولة ، أو عن طريق الشيوخ و المقدمين قبل تلقيه من أعضاء المكاتب الفرعية عبر الوسائل الخاصة بنقاباتهم كالبلاغات التي يتم نشرها و تحمل كل الأتعاب و المصاريف المكلفة لذلك، بعيدا عن المؤسسات المخزنية و دون دعم منها ... بل و الاستعداد للتصدي لسياسة التعتيم و القمع الذي يحتمل أن تتعرض له القواعد النقابية أثناء ممارستها لحقها في الإضراب و التعبير عن سخطها على السياسات التعليمية المتعاقبة .و الإلحاح على التمسك بالمكتسبات و المطالبة بالحقوق المغتصبة .
أن واقعنا التربوي ووضعيات العاملين به تبين بشكل واضح أن العمل النقابي قد تمخزن و أصبحت مساراته تختط بأياد مخزنية ، هي من أصبح يملي أشكال النضال التي يجب اتباعها ومواعيده التي يجب احترامها .. بل هي من أصبح يصحح ملفاتنا المطلبية بالتأشير على ما تحب و التشطيب على ما تكره ..
فأي إضراب تمارس أنت ؟؟؟