أن يتغيب المدرس أو يتأخر لظروف قاهرة هذا ليس مشكلا،فكم من حاضر غائب؛المشكل هو ألا يكون جادا في عمله،أو ميت الضمير.وهذا نادرا ما يحدث من قبل حالات شاذة تعد على رؤوس الأصابع،ومعروفة في المؤسسات والنيابة،والأكاديمية؛ومنهم من عرضه تهاونه وغيابه للمجلس التأديبي،وقضى عقوبة التوقيف وانقطاع الراتب،دون جدوى.
أما المدير فمكره أخوك لابطل على التعامل مع الجميع بمرونة : مدرسين وآباء، وإلا خلق المتاعب لنفسه وأهله؛لأن المدرس إذا تشدد معه المدير،وحاسبه بالاستفسارات على التأخير ل 20 دقيقة أو على الغياب ليوم واحد،دون أن يقدر ظروفه من حقه أن يسلمه شهادة طبية لأسبوع؛والمذنب في هذه الحالة هو رئيسه المباشر الذي ينبغي أن يكون الأب الروحي للمدرس حتى يعمل الكل في جو تربوي تسوده المسؤولية ومحاسبة النفس،لا الزبونية وموت الضمير.
كم كنت أتغيب لظروف قاهرة،وكان أكثر من مدير يتسلم مني المبرر القانوني ويحتفظ به إلى أن أحضر فيمزقه.ومنهم من هاجمه مجموعة من الأساتذة في مكتبه احتجاجا على كثرة تغيباتي بسبب مرض مزمن كاد يودي بحياة والدتي؛لكن رده بثقة في النفس،وجواب شاف يفرض نفسه عليهم جميعا:"الأستاذة مجدة ولاخوف على تلامذتها،فهي تعوض الحصص الضائعة بغيابها عند حضورها".وفعلا تلامذتي دوما هم أساتذة أنفسهم في الدورة الثانية؛لأنني أعلمهم منذ بداية الموسم الدراسي كيف يصطادون السمكة لا كيف يأكلونها فقط.
والواقع أن أغلب الزميلات والزملاء في جميع المؤسسات المغربية التي درست بها نتحلى بروح المسؤولية الباعثة على العطاء ونكران الذات؛ويبقى الشاذ والنادر من الحالات،التي لا تخلو منها مؤسسة،لايقاس عليه.
أما إدارة المؤسسة بجميع أطرها فتضحيتهم بوقتهم - شاءوا أم أبوا - من أجل أداء مهامهم لا يقدرها سواهم ،أو من كان منهم؛فهم مقطعون إربا إربا بين العمل الإداري والتربوي والاجتماعي(استقبال أولياء التلاميذ،والصبر على عدم تفهمهم المفضي أحيانا إلى السب والقذف+احتواء المشاغبين والمدمنين المتعنتين،وتفهمهم وتتبع حالاتهم...) فإذا كان المدرس يقضي سويعات في قسمه فإن الإداري يقضي النهار كله،والليل جله،والعطل بالتناوب؛مما يجعله يستعين - مكرها - ببعض المدرسين؛لأن الوقت لا يرحمه،خصوصا في الأوقات الإدارية الحرجة.
ويبقى المدير مسؤولا على جميع ماجريات الأحداث في المؤسسة؛اللهم العطل التي يتمتع بها كاملة،ولا يقتسمها بالتناوب معهم.
فرفقا بالمدرسين رفقا إنهم المشعل الذي يضئ للأمة درب الفضيلة والترقية إلى أعلى سلم المجد والعلا؛ولا تجمعوا الكل في سلة عنب واحدة؛لأن الغث منا أقل من السمين،والوفي أكثر من المخل.ولا تنسوا أبدا أن من علم الحرف جدير بالتميز إذا وفى المتعلم حقه، وبالصفح إذا غمطه حقه.
لذا ألتمس من الآباء والأولياء مسايرة الأبناء دراسيا في البيت،ومراقبتهم سلوكيا في الخارج،وتربويا في المدرسة،حتى يتمكنوا من توجيههم التوجيه الصحيح؛لأن مصلحتهم تهمنا جميعا آباء ومدرسين وإداريين
ملحوظة: المجدون من التلامذة هم من يتمكنون من شرح درس اللغة - تحت إشرافي - أما المهملون وهم كثر فلا؛ويبقى الاكتظاظ سيد الموقف في عرقلة السير العادي للدرس؛فهلا اقترحتم حلولا للحد منه،وهو الغول المدمر للعملية التعليمية التعلمية؟