في الأمر قول الله جل وعلا{وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا لَوْلا أَن رَّأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاء إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ}هذا الباب زلت فيه أقدام كثير من العلماء وينقلون حكايات لا يمكن أن يصدقها الإنسان يفعلها إمام مسجد في عصرنا فضلاً على أن يفعلها نبي الله ابن نبي الله ابن نبي الله ابن نبي الله فنحن نقول جملةً لن نحكيها وننزه أنبياء الله عما ينسب إليهم لكن نقول إن الله ذكر[همّان] هم امرأة العزيز وهم يوسف فقال{وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ }أي امرأة العزيز وهذا الهم وقع فعلياً بدليل أنها غلقت الأبواب وقالت{هَيْتَ لَكَ}بقينا في هم يوسف قال الله{وَهَمَّ بِهَا لَوْلا أَن رَّأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ}
للعلماء في القضية هذه المحققين من العلماء لهم رأيان :
ـ الرأي الأول يقول إن الهم وقع منه كخاطرة في النفس لم يلبث أن مرت ولم تترك أثراً أن الهم وقع منه كخاطرة في النفس كأي رجل يرى امرأة دون أن يقع منه شيء مع اتفاق أنه لم يقع منه شيء نعم أصلاً الله جل وعلا برأه ونزهة وامرأة العزيز نفسها برأته لكن نقول أن هذا الهم مر كخاطرة على قلبه هذا التخريج الأول.
ـ التخريج الثاني مبنيٌ على مذهب الكوفيين النحاة على جواز تقديم جواب لولا عليها لولا حرف امتناع لوجود والأصل فيه أن يتأخر جوابها فهم يقولون أي العلماء في تخريج الآية يقولون أصل الآية{لَوْلا أَن رَّأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ} لهم بها فهل هم أو لم يهم هنا لم يهم لماذا؟ لأنه رأى البرهان السؤال ما هو البرهان؟ ما الجواب كلمتان الله أعلم ما قال الله ما هو البرهان ولا بد أن الذي يعرف البرهان يكون حاضر ولا يوجد أحد حضر وقعت امرأة العزيز مع يوسف لأن فيه أشياء ما تستنبط بالعقل فيه أشياء لا يمكن استنباطها بالعقل محال فالله جل وعلا قال{لَوْلا أَن رَّأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ}فكل من سعى في معرفة البرهان فقد تكلف ما لاعلم له به من أين سيعرف البرهان والله جل وعلا لم يحكيه وهذه أشياء ما تُعرف بعقل نحن لا ندري كيف أداه الله جل وعلا هذا البرهان الذي يعنينا هنا أنه لم يهم أبداً فيصبح مثلاً قررت أن أزورك ثم نزل المطر فحالت الطرق لأنها مبتلة أن أصل إليك فلما قابلتني قلت لي لماذا لم تزرني فقلت لك لولا المطر لزرتك فهل أنا زرتك بسبب وجود المطر فالله يقول أنه لولا أن رأى برهان ربه لهم بها فلم يقع الهم لأنه رأى برهان ربه هذان التخريجان الذي يمكن نسبتهما إلى المحققين من العلماء في قضية هم يوسف عليه الصلاة والسلام.