نتائج الباكالوريا .....أضحكت القليل ....وأبكت الكثير...
21/06/2009
حل يوم إعلان النتائج ،حلت الفرحة بالبعض والجرحة بالبعض الآخر.لن أتحدث عن الناجحين الفالحين الباحثين عن المعاهد والكليات ما داموا قد حققوا المبتغى وتخطوا مرحلة عصيبة. حقيقة ليست نهاية المطاف لكنها تخفيف وفتح لعهد جديد ومجد قد يكون من حديد .وإنما أتحدث عن هؤلاء البائسين اليائسين الذين خيبوا آمال أسرهم وأحسوا بضياع مستقبلهم من شدة إحباطهم وشعورهم بنهاية مسار وانغلاق للدار وشعور بالعار،بكاء وعويل وليل طويل ،توقفت عقارب الساعة وأظلمت الأنوار وشاع الدمار ،منهم من فر من الواقع ومنهم من انعزل عن الشارع ومنهم أغرق نفسه وأسرته في المتاهات والخرافات والتبريرات التي لن تنفع ولن تفيد في حل المعضلات. أقول لهؤلاء التلاميذ المحبطين المنهزمين النادمين الغاضبين ،أن سنهم لا زال مبكرا والطريق متشعبا والاختبار يتبعه اختبار فمن العار أن نحس بالهوان ونخضع للعنان ،فرص ضائعة قد تكون صحوة لأيام شائعة .التلميذ الشهم الشجاع هو من يتحمل وزر ما ضاع ويعمل على تجاوز ما حصل بواقعية ومسئولية وجدية ،كم من الفرص ضيعت وكم من أيام خارج المسئولية قضيت ،فلا مجال للحسرة اليائسة ولا مجال لتحميل غيرك وزر خطئك ،مهما حملت الغير تبقى مسئولا شخصيا ومطالبا بالتحمل والنهوض من السبات لخوض فرص قادمة ،فقد تكون الدورة الاستدراكية فرصتك وقد تكون السنة القادمة فرصتك .إياك أن تحس بعدم المسئولية وأنك ضحية تربية ما ومجتمع ما وأصدقاء ما .تحمل النتيجة وتيقظ لمواجهة ما يستقبل بوعي كبير وحس جميل وعقل وفير ويقظة مفعمة بالهمم ومقحمة بالنغم أمل وطموح وبحث عن الوضوح والعمل بالمفضوح بعيدا عن الغوغاء وبعيدا عن الضوضاء.الوقت لا يرحم والندم لا ينفع ،الساعة تدور والعجلة سائرة بكل سرور ،إياك والتأخر ،إياك والتنكر ،إياك والغفلة.
كنت شجاعا عندما ضيعت وقتك هراء،فكن شجاعا لتحمل الوزر والخروج من النكبة بخطة عمل ونهج جديد وعزيمة من حديد للبحث عن أمل ليس ببعيد .تذكر أن خالقك يغفر ذنوبك ولو كانت مثل زبد البحر ان تبت وتوكلت عليه ورجعت الى طريق نهجه بعيدا عن مغريات ومبطلات فاضحات،فكيف بك تحمل غيرك ولا تحتمل نفسك وتضيق على صدرك كن متفائلا مستعدا للنهوض من جديد والغوص في عهد مجيد بيد من حديد ،غير مبال بما حصل وغير آبه بما نقل ،التصحيح بين يديك والتعويض عن الخسائر شعارك .توكل على الله واستعذ به من الشيطان الرجيم ،فكم من نكبة تتبعها نعمة وكم من نعمة تتبعها نكبة إن لم نحسن التمتع بها على الوجه الصحيح. النجاح مؤقت ان لم يكن موثقا وموفقا والأمل موجود بين يدي الرب المعبود ولا مجال للوقوف خلف الحدود.......
فإلى متى تظل كذلك ؟؟؟ ....تبحث دوما عن الأعذار ولا تأبه بالإنذار،ضع حدا بين زمن وزمن وضع خطا احمر بين عهد ووعد ،حاضرك أمامك ومستقبلك ينتظرك ....فكيف بك لا تبالي وتظل واقفا تغالي ....انهض واستيقظ وتوكل على الحي الذي لا يموت ولا يرد يد كل مخلوق ....والله من وراء القصد. والسلام-
محمد المقدم
http://www.oujdacity.net/nationale-article-20544-fr.html