شاحنة تقتل تلميذة تحت عجلاتها وسط ساحة مدرسة
20:11 | 16.01.2009الدارالبيضاء: فؤاد اليماني | المغربية
لفظت التلميذة، خديجة الدبدبي فريسي، أنفاسها الأخيرة، أول أمس الأربعاء، وسط ساحة المدرسة المركزية ثلاثاء تاغرمت، قرب القصر الصغير، تحت عجلات شاحنة مقطورة محملة بالحجارة..
عناصر الدرك الملكي تعاين مكان الحادث قبل نقل جثة الضحية (خاص)زاغت عن طريقها، واخترقت سور المدرسة، حيث كان التلاميذ في فترة استراحة صباحية.
ويرى بعض المتتبعين أن تلاميذ العديد من المدارس أصبحوا مهددين في حياتهم داخل أسوار المؤسسات التعليمية التي يدرسون بها، ففي أي لحظة يمكن أن تخترق شاحنة أو حافلة السور، وتدهس تحت عجلاتها أجساد تلاميذ جاؤوا لتحصيل العلم والمعرفة.
ويعلل هؤلاء المتتبعون الأمر بموقع تلك المؤسسات التعليمية وأبوابها، التي تطل مباشرة على شارع أو طريق رئيسية لا تتوقف بهما حركة السير، ما يشكل خطرا يتهدد حياتهم، عند دخول أو مغادرة المؤسسة، كما يمكن لسائق متهور فقد السيطرة على المقود، أن تزيغ به الشاحنة أو الحافلة عن الطريق، أن تخترق سور المؤسسة، مشيرين إلى أنه في بعض الأحيان تغيب علامات التشوير التي تلزم بالانتباه وتخفيض السرعة قرب المدارس، كما أن بعض السائقين لا يحترمون تلك العلامات إن وجدت.
وبخصوص تفاصيل حادث، أول أمس الأربعاء، فوقع حسب مصادر من عين المكان، حوالي العاشرة و10 دقائق، عندما كان التلاميذ في فترة استراحة، قبل أن تباغتهم الشاحنة التي زاغت عن الطريق، بسبب السرعة المفرطة، واخترقت سور المدرسة، مخلفة مصرع التلميذة خديجة، 7 سنوات، تدرس بالقسم الثاني، في حين نجا باقي التلاميذ بسبب رد الفعل السريع لمعلمة، أطلقت عقيرتها مطالبة التلاميذ، بإخلاء ساحة المدرسة، بعدما رمقت الشاحنة وهي تنحرف عن مسارها.
وذكرت المصادر ذاتها أن الشاحنة انقلبت بعد اختراقها المؤسسة، متسببة في مصرع التلميذة في عين المكان، مشيرة إلى أن مصالح الدرك الملكي بالمنطقة، اعتقلت السائق وفتحت تحقيقا فوريا في ملابسات الحادث، في حين نقلت جثة الضحية إلى مستودع الأموات.
وقالت المصادر ذاتها إن نائب الوزارة بالفحص أنجرة، محمد خليل، توجه على الفور رفقة رؤساء المصالح المعنية إلى المدرسة للتحقيق في الحادث، مشيرة إلى أن النيابة سبق وأن حذرت في عدة اجتماعات مع المسؤولين من خطورة الوضع، لتهور السائقين المتجهين من وإلى مقلع الحجارة الموجود بمنطقة تاغرمت.
يذكر أن حادثة سير مروعة مماثلة وقعت، سنة 2008، قرب الثانوية الإعدادية ابن سينا2، بكريان طوما، في مقاطعة سيدي مومن، بالدارالبيضاء، خلفت مصرع 3 نساء وجنين، وإصابة حوالي 16 شخصا آخرين، أغلبهم تلاميذ.
ووقعت الحادثة، حسب شهود عيان، عندما تعطلت مكابح حافلة للنقل العمومي تابعة لشركة "مدينة بيس"، الخط 47، موضحين أن السائق حاول كبح جماحها، بتوجيهها نحو السور الخارجي للمؤسسة، التابعة لنيابة البرنوصي، غير أنه دهس في طريقه مواطنين كانوا يقفون بمحاذاة محطة الوقوف، وتلاميذ كانوا يجلسون أمام بوابة المؤسسة. ولولا الألطاف الإلهية لكانت الحصيلة كارثية، إذ انتبه التلاميذ إلى انحراف الحافلة "المجنونة"، وفروا هاربين، قبل أن يكبح جماحها السور الإسمنتي للمؤسسة وبوابتها.
العدد : 7302 - الجمعة 16 يناير 2009